أكدت كل من واشنطن ولندن أمس، استخدام رئيس النظام السوري بشار الأسد السلاح الكيماوي بحق المناطق الثائرة ضده، حيث تحدثتا عن «درجة ما من الثقة» بوجود «أدلة محدودة ولكن مقنعة» في هذا الشأن، بعيد تشكيك واشنطن بتقديرات الاستخبارات البريطانية والفرنسية بهذا الخصوص، حيث كانت اعتبرت أنه «لا يمكن اتخاذ قرار متسرع لمجرد أن عدة دول تعتقد أن هناك أدلة لاستخدام الكيماوي»، فيما يتهيأ محققو الأمم المتحدة لاختبار عينات من التربة السورية جمعتها الاستخبارات البريطانية والفرنسية لتقييم استخدام الأسد غاز السارين.

وقال وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل في تصريحات صحافية أمس إن الاستخبارات الأميركية «تعتقد أن النظام السوري استخدم غاز السارين على نطاق محدود ضد مقاتلي المعارضة»، الذين يسعون للإطاحة بالأسد. وقال هاغل: «سلم البيت الأبيض رسالة إلى عدد من أعضاء الكونغرس بشأن موضوع استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا. تقول الرسالة إن تقييم الاستخبارات الأميركية يشير بدرجة ما من الثقة إلى أن النظام السوري استخدم أسلحة كيماوية على نطاق محدود»، مضيفاً أن هذه الأسلحة «هي غاز السارين». وفي رد على سؤال بشان ما اذا كانت التقديرات الاستخباراتية تعني ان سوريا تجاوزت «الخط الاحمر»، قال هاغل ان «هذا سؤال يتعلق بالسياسة»، وان مهمته هي تقديم «الخيارات» للرئيس الاميركي باراك أوباما. واضاف ان استخدام العناصر الكيماوية «ينتهك كل ميثاق يتعلق بالحرب».

بدورها، قالت الناطقة باسم مجلس الامن القومي الاميركي كيتلين هايدن: «تشير اجهزتنا الاستخباراتية بدرجات متفاوتة من الثقة الى ان النظام السوري استخدم اسلحة كيميائية على نطاق ضيق في سوريا وبالتحديد عنصر السارين». واضافت انه «نظرا للمخاطر التي يتضمنها ذلك، وبناء على ما تعلمناه من خبرتنا الحديثة، فان التقديرات وحدها ليست كافية». واضافت ان تقييم الاستخبارات الاميركية «يستند جزئيا الى عينات فعلية»، الا انها اضافت ان سلسلة الادلة «ليست واضحة، ولذلك لا نستطيع أن نؤكد كيف حصل التعرض وفي اية ظروف».

تأكيد بريطاني

من جهتها، أفادت وزارة الخارجية البريطانية في بيان أن لدى لندن «أدلة محدودة ولكن مقنعة باستخدام اسلحة كيماوية في سوريا». وأوضح البيان: «لدينا معلومات محدودة لكن مقنعة من مصادر متعددة تظهر استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا ومنها غاز السارين. هذا أمر مقلق للغاية. استخدام الأسلحة الكيماوية جريمة حرب». ودعا البيان الأسد إلى «التعاون مع الجهات الدولية لإثبات أنه لم يأمر باستخدامها».

تشكيك مسبق

وكان وزير الدفاع الأميركي قال في تصريحات من القاهرة في وقت سابق إن «الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لتحديد ما إذا كانت قوات الأسد استخدمت أسلحة كيماوية هي أمر خطير لا يمكن أن يتخذ بشأنه قرار متسرع لمجرد أن عدة دول تعتقد أن هناك أدلة تدعم ذلك».

ورفض هاغل تلميحات بأن الولايات المتحدة تقوض مصداقيتها بقولها إنها تواصل تقييم المسألة حتى رغم أن فرنسا وبريطانيا وإسرائيل خلصت الى أدلة على استخدام أسلحة كيماوية من قبل النظام السوري.

تحقيق أممي

إلى ذلك، ذكرت صحيفة «ذي غارديان» أن محققي الأمم المتحدة سيختبرون عينات من التربة السورية جمعتها وكالات استخبارات غربية ويزورون مخيمات اللاجئين السوريين، في محاولة لتقييم استخدام غاز السارين. وأضافت أن محققي الأمم المتحدة «سيقومون باختبار عينات التربة السورية الموجودة في حوزة وكالات الاستخبارات البريطانية والفرنسية، ويأخذون عينات شعر وعينات بيولوجية أخرى من الناجين من هجمات الأسلحة الكيماوية».

مقابلات شهود

 

نقلت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية عن مصدر في مجلس الأمن قوله بشأن التحقيقات الأممية بخصوص استخدام السلاح الكيماوي في سوريا: «نود أن يمضي التحقيق قدماً في سوريا، ونأمل أن يكون فريق التحقيق قادراً على القيام بعناصر من التحقيق حتى بدون الدخول إلى سوريا، ويمكن أن يشمل ذلك إجراء مقابلات في مخيمات اللاجئين السوريين». لندن ــ يو.بي.آي