غضب عارم في كركوك وإدانة عربية ودولية ووعيد بالثأر

هجمات الانتقام لقتلى الحويجة تتواصل والقتلى 110

رجل يطلق رصاصاً من مسدس خلال جنازة المحتجين رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

تصاعدت وتيرة التداعيات الأمنية والسياسية لاقتحام قوة من الجيش العراقي ساحة الاعتصام في الحويجة غرب كركوك، حيث أدت هجمات انتقامية إلى مقتل ثمانية جنود في اشتباكات مع مسلحين في سليمان بيك جنوب كركوك، وأربعة من الصحوة قرب بعقوبة وثلاثة مسلحين في الموصل ليرتفع عدد الضحايا خلال يومين 110..

بالموازاة مع الوعيد بهجمات انتقامية اخرى في تشييع قتلى معسكر الحويجة، في حين أدانت الولايات المتحدة والجامعة العربية والتعاون الإسلامي حادث الاقتحام وحضّت على تحقيق شفاف في ما حصل.. فيما حمل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الحكومة مسؤولية الوضع بتأكيد ممارستها عنفاً غير مشروع.

وشهد العراق لليوم الثاني على التوالي مزيداً من الهجمات ضد قوات الأمن وخصوصا الجيش «انتقاماً» لضحايا حادثة الحويجة الدامية التي شيع قتلاها أمس وسط غضب عارم ودعوات للثأر للقتلى الذين أطلقت عليهم الحكومة صفة شهداء في محاولة منها لامتصاص الغضب الشعبي.

وقتل أمس في أعمال عنف متفرقة مرتبطة بعملية الحويجة (55 كيلومتراً غربي كركوك) 15 شخصا على الأقل، هم 12 عنصر أمن وثلاثة مسلحين، في هجمات واشتباكات استخدم الجيش في إحداها المروحيات.

ومع سقوط هؤلاء الضحايا، يرتفع الى 1010 على الأقل عدد قتلى أعمال العنف بين قوات الأمن ومجموعات من المتظاهرين والمسلحين والتي تفجّرت عقب مقتل 27 متظاهراً وجنديين خلال اقتحام ساحة الاعتصام المناهض لرئيس الوزراء في قضاء الحويجة السني.

وقال ضابط رفيع المستوى في الجيش ان «سبعة جنود وضابط برتبة نقيب قتلوا وأصيب خمسة اخرون بجروح في اشتباكات مع مسلحين في ناحية سليمان بيك الواقعة على بعد 100 كيلومترا جنوب كركوك». وأضاف ان الاشتباكات التي كانت لاتزال دائرة أمس «تخوضها قواتنا بالاستعانة بمروحيات ومعدات مختلفة».

قطع طريق

وأكد قائمقام قضاء طوزخرماتو شلال عبدول ان الطريق الرئيسي عند ناحية سليمان بيك قطع بالكامل بسبب الاشتباكات.. فيما اكد ضابط ثان رفيع المستوى في الجيش ان الاشتباكات «تمثل امتدادا لاقتحام ساحة اعتصام الحويجة».

وقالت النائب عن التحالف الكردستاني أشواف الجاف ان عشرات الأشخاص أصيبوا بعد ان تم قصف بعض القرى بالطائرات من قبل قوات الجيش العراقي في منطقة سليمان بيك. وتابعت الجاف أنّ «أوامر صدرت من القوات الأمنية بإخلاء الأسر من ناحية سليمان بيك» التي تسكنها الغالبية التركمانية في محافظة صلاح الدين، بعد سقوط قرية منها بأيدي المسلحين».

تشييع ووعيد

في الأثناء، شيع المئات من أهالي محافظة كركوك ضحايا الحويجة. وعلى الطريق الرئيسي أمام مبنى مجلس محافظة كركوك، سارت عشرات السيارات وسط حشود أهالي المحافظة الغاضبة الذين حملوا نعوش العشرات من قتلى اشتباكات وسط إجراءات أمنية مشددة من قبل الشرطة. وهتف المشيعون «سننتقم لشهداء الحويجة».

مواجهات متفرقة.. واحتقان

في هذه الأجواء من الاحتقان والتسخين، قتل نهار أمس أربعة من عناصر الصحوة وأصيب خامس بجروح اثر هجوم استهدف نقطة تفتيش في قضاء الخالص (نحو 20 كيلومترا شمال بعقوبة).. في وقت استهدف هجوم مسلّح في الموصل (350 كيلومترا شمالي بغداد)، مركزا انتخابيا في قرية كحيلة أصيب فيه رجل أمن فيما قتل المهاجمون وهم ثلاثة مسلحين كانوا يستقلون سيارة مدنية.

من جهة أخرى، قال مصدر أمني محلي إن عشرات المسلحين هاجموا مساء أول من أمس نقطة تفتيش تابعة للشرطة وسط مدينة الفلوجة، من دون الإشارة إلى حجم الخسائر.

اتهامات بالتصعيد

من جهته، دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر إلى تشكيل لجنة برلمانية وأخرى حكومية لمتابعة تداعيات أحداث الحويجة فيما حمل الحكومة مسؤولية الوضع بتأكيد ممارستها عنفاً غير مشروع.

واشنطن تدين.. ودعوات للتحقيق

دولياً، عبرت الولايات المتحدة عن إدانتها الشديدة للأحداث في الحويجة داعية لإجراء تحقيق شفاف في ما حصل.

وقال نائب الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية باتريك فنتريل ع إن بلاده تدين بشدة الأفعال التي أسفرت عن قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.

في غضون ذلك، دعت جامعة الدول العربية الحكومة العراقية إلى إجراء تحقيق عاجل يكشف المتورطين في أحداث الحويجة. كما أعربت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي عن إدانتها الشديدة للاستعمال المفرط للقوة من قبل عناصر الجيش والشرطة ضد المدنيين العُزل خلال تظاهراتهم السلمية.

 

تداعيات

اعتبرت اللجنة الوزارية التي شكلها رئيس الوزراء نوري المالكي للتحقيق بأحداث الحويجة جميع من قتلوا في القضاء من المتظاهرين والجيش "شهداء" ولهم جميع الحقوق والامتيازات فضلاً عن إطلاق سراح كافة الموقوفين في تلك الأحداث، مؤكدة أنه سيتم معاقبة المقصرين.

أعلن البرلماني والقيادي في (القائمة العراقية العربية) حيدر الملا أمس استقالته من مجلس النواب احتجاجاً على فشل البرلمان في مهامه وعدم تلبية مطالب المتظاهرين.

كشف مصدر محلي في قضاء خانقين في محافظة ديالى أن تشكيلات حرس إقليم كردستان المرابطة قرب القضاء أعلنت حالة التأهب للتدخل في حال عمت الفوضى الأمنية المناطق المتنازع عليها.

أطلق المتظاهرون سراح جنديين من الجيش بعد احتجازهما قرب مدينة الرمادي. وقال عضو لجنة تنظيم الاعتصامات في الرمادي عبد الرزاق الشمري «سلمنا الجنديين إلى المستشفى لأن أحدهما وهو من أهالي الأنبار مصاب بجروح والثاني من أهالي محافظة الناصرية (جنوب بغداد) مصاب بصدمة نفسية». بغداد - البيان

 

 

Email