لقي 69 سورياً حتفهم خلال أربعة أيام من القصف واطلاق النار والاعدامات الميدانية على أيدي قوات النظام السوري في بلدة جديدة عرطوز الفضل في ريف دمشق، فيما دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وحزب الله اللبناني من جهة، والثوار، من جهة أخرى، في ريف حمص، بالتوازي مع سقوط قذيفتين في الهرمل اللبنانية.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان امس أن «القوات النظامية السورية حاولت فرض سيطرتها الكاملة على بلدة جديدة عرطوز الفضل في ريف دمشق الغربي»، مشيرا الى «مقتل 69 سورياً في البلدة خلال الايام الاربعة الماضية». ولفت الى ان القتلى هم «فتيان اثنان دون سن الـ16 عاما وست سيدات و61 رجلا»، موضحا ان القتلى «سقطوا في قصف واعدامات ميدانية نفذتها القوات النظامية»، ليعلن بعدها الجيش الحر انسحابه من البلدة.
وتتألف جديدة عرطوز الفضل من غالبية مسيحية مع اقليتين درزية وسنية، في حين تتركز المعارك في المناطق السنية من البلدة.
وتقع البلدة جنوب غربي العاصمة دمشق على مسافة قصيرة من مدينة داريا التي تستمر فيها المعارك منذ اشهر، وتحاول القوات النظامية السيطرة عليها بشكل كامل.
قصف داريا
وذكر المجلس المحلي لداريا في بيان ان المدينة «شهدت قصفاً مدفعياً وصاروخياً عنيفاً بالتزامن مع تجدد الاشتباكات على الجبهتين الجنوبية (لجهة صحنايا) والغربية لجهة المعضمية وجديدة عرطوز». وأشار البيان الى «وجود حشود عسكرية كبيرة متواجدة على الجبهة الجنوبية من المدينة وتقدر بما يزيد عن ثلاثين آلية من دبابات وعربات وآليات أخرى وأعداد كبيرة جدا من الجنود».
وضع حمص
وبالتوازي، دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين في قرى في ريف القصير بمحافظة حمص شارك فيها حزب الله اللبناني الى جانب قوات النظام.
وقال المرصد السوري ان خمسة مقاتلين معارضين قتلوا في ريف مدينة القصير خلال اشتباكات في المنطقة مع اللجان الشعبية الموالية للقوات النظامية يساندها حزب الله اللبناني، مشيرا الى قصف من القوات النظامية على مدينة القصير ومنطقة الحولة في ريف حمص.
وفي سياق متصل، افاد سكان في منطقة الهرمل في البقاع شرق لبنان قرب الحدود مع سوريا ان «اصوات المعارك الطاحنة في الداخل السوري سمعت في المنطقة». واشار مصدر امني الى سقوط قذيفتين من الجانب السوري على منطقة تقع بين بلدتي سهلة المي والقصر في الهرمل بدون وقوع اصابات.
الى ذلك، أفاد شهود عيان أن السلطات السورية قامت أمس بإطلاق سراح عشرات المعتقلين في الأفرع الأمنية بعد أيام على إصدار الرئيس السوري بشار الأسد قانون عفو عام. وذكر شهود أن العشرات من المعتقلين في فرع الاستخبارات الجوية تم تحويلهم إلى القصر العدلي بدمشق، وبدأت عملية إطلاق سراحهم على دفعات.
حصار وذبح وهدم في ريف دمشق
مع صبيحة يوم عيد جلاء القوات الفرنسية وبدون سابق الإنذار، كانت بلدة جديدة عرطوز الفضل الواقعة في الطرف الغربي من العاصمة دمشق تدخل ضمن مسلسل المجازر الصامتة الممنهجة التي تنفذها قوات النظام بحق السوريين.
هذه البلدة تشكل معقل نازحي الجولان، وتؤوي حوالي 100 ألف نازح من معظم الأحياء الدمشقية وريفها، وتكاد تكون البلدة الوحيدة في الريف الغربي التي شرعت بفتح أبوابها في وجه القادمين من معضمية الشام وداريا والتضامن وحجر الأسود ودوما وبقية المناطق المنكوبة، على الرغم مما تعانيه من بؤس وفقر مدقع وانهيار حاد في الخدمات.
ويقول أبوهشام عقل، أحد مؤسسي تنسيقية البلدة، إن قوات الحرس الجمهوري، بالاشتراك مع «الشبيحة»، توجهت بأرتال عسكرية مدججة بكافة صنوف الأسلحة الثقيلة تمهيداً لاقتحام البلدة في صباح عيد الجلاء، حيث أغلقت الطرقات من الجهات الأربع.
وأردف: «لم تشفع دعوات الأهالي بإخلاء الحي من النساء والأطفال والمسنين، حيث رفضت القوات خروج ودخول أي شخص من الحي، حتى إنهم قنصوا النساء الحوامل والأطفال الصغار الذين تسللوا سراً إلى خارج الحي».
وتشير المعلومات المسربة من داخل الحي المحاصر منذ خمسة أيام أن عدد القتلى تجاوز 150 مع سقوط عدد كبير من الجرحى، كما أن البنية التحتية دمرت بالكامل من جراء قصف محطات توليد الكهرباء ووحدات المياه واستهداف الفرن الآلي.
كما تشير المعلومات إلى أن حوالي 80 في المئة من المحال التجارية نهبت، في حين يقول الناشط الإعلامي شامل الجولاني، الذي خرج من البلدة قبل عملية الاقتحام، إنه «يصعب إيصال المواد الطبية والكوادر، حيث يتم استخدام الشراشف لتضميد الجروح وتخفيف النزيف للحفاظ على حياة المصابين».
