دعت كوريا الجنوبية أمس إلى اتخاذ موقف دولي أكثر قوة ضد التهديدات النووية الكورية الشمالية بعد أن أعلنت بيونغيانغ أنها لن تعود إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة.

ونقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية عن الرئيسة بارك كون هيه في اجتماعها مع السفراء الأجانب في سيؤول أن «بيونغيانغ يجب ألا يتم مكافأتها بسبب سلوكها السيئ كما نقلت عن بارك قولها في الاجتماع «يجب أن نكسر الدائرة المفرغة المتمثلة في إجراء مفاوضات وتقديم مساعدات إذا وجهت كوريا الشمالية تهديدات واستفزازات ثم نجري مفاوضات مرة أخرة ونقدم مساعدات إذا كان هناك تهديدات واستفزازات».

بدورها، قالت اليابان التي تؤيد الدعوات الموجهة لبيونغيانغ لوقف استفزازاتها، إن سيؤول وطوكيو وواشنطن يجب أن تعزز التعاون العسكري للضغط على كوريا الشمالية للتخلي عن طموحاتها النووية.

وذكر السفير الياباني كورو بيشو خلال مؤتمر صحافي في سيؤول أنهّ «على خلفية التهديدات الكورية الشمالية هناك حاجة لصياغة تنسيق وثيق بين اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة».

وقال بيشو إنه بينما ترتبط كوريا الجنوبية واليابان بتحالفات قوية مع الولايات المتحدة إلا أن البلدين يحتاجان إلى تعزيز تعاونهما الدفاعي على الرغم من النزاعات التاريخية والقضايا الإقليمية التي أدت إلى إحداث توتر في العلاقات الثنائية. وأضاف «على الرغم من أنها قضية حساسة إلا أنني آمل في أن يقيم البلدان تعاوناً وثيقاً في مجال الدفاع».

بالمقابل، ذكرت بيونغيانغ أنها رغم عدم معارضتها للحوار إلا أنها لن تجلس على «طاولة تفاوض مذلة مع الجانب الذي يلوح بالعصا النووية»، وفقاً لبيان صادر عن وزارة الخارجية الكورية الشمالية.

ووصف البيان الذي نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية إصرار الولايات المتحدة على أن تظهر كوريا الشمالية «إرادة لنزع السلاح النووي» قبل أي تفاوض بأنه «عمل عدائي وقح». إلى ذلك، ذكر الرئيس الأميركي باراك أوباما في مقابلة صحافية أنه يعتقد أن كوريا الشمالية ليس لديها القدرة حتى الآن على وضع رأس حربي نووي على صاروخ.

وتحدث أوباما لشبكة «إن.بي.سي نيوز» عن قدرة بيونغيانغ لوضع رأس حربي على صاروخ «استناداً إلى تقييمنا الاستخباراتي الحالي لا نعتقد أن لديهم تلك القدرة». وأضاف أنّه «يتعين أن نتأكد أننا نتعامل مع كل الاحتمالات هناك»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة أعادت نشر بعض من دفاعتها الصاروخية.

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري حضّ بيونغيانغ الأسبوع الماضي على اتخاذ «خطوات ذات مغزى» باتجاه نزع السلاح النووي والسماح باستئناف المحادثات السداسية التي تضم الكوريتين واليابان والولايات المتحدة وروسيا والصين.

 

اجتماع مرتقب

 

ذكر مسؤولون عسكريون أن رئيس هيئة الأركان المشتركة الكوري الجنوبي يعقد اجتماعاً مع نظيره الأميركي هذا الأسبوع؛ لبحث موقفهما الدفاعي المشترك ضد التهديدات الكورية الشمالية وبنيان العمليات المشتركة في المستقبل.

وسيعقد الاجتماع اليوم بين الجنرال العسكري الكوري الجنوبي جونغ سيونغ جو ونظيره الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي عبر دائرة تلفزيونية مغلقة وهو الاجتماع الـ37 للجنة العسكرية.