اندلع قتال عنيف في محيط العاصمة السورية دمشق أمس في وقت برز تطور لافت بشروع القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد بتفجير منهجي للمنازل المحيطة بمطار المزة العسكري الذي يحمي القصر الجمهوري في محاولة لتوفير «محيط آمن» بالمطار القريب من مدينة داريّا التي أخفق النظام في السيطرة عليها، فيما ارتكبت قوات النظام مجزرة في مدينة الصنمين بدرعا قتل فيها 15 شخصاً.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 28 من مقاتلي الجيش الحر و13 جنديا نظاميا قتلوا في اشتباكات عنيفة بمحاور بريف دمشق, خاصة في داريا وحرستا. وذكر ناشطون أن القوات النظامية أرسلت سيارات إسعاف إلى داريا لنقل قتلاها وجرحاها الذين سقطوا عند أطراف المدينة.
وأفادت لجان التنسيق أن القوات النظامية تقوم بتفجير المنازل المحيطة بمطار المزة العسكري من جهة داريا كي لا يستخدمها الثوار. وبث ناشطون مقاطع فيديو لمنازل يتصاعد منها دخان كثيف بعد تفجيرها من قوات النظام. وذكرت تنسيقية مدينة داريّا أن قوات الأسد تحاول إقامة «منطقة آمنة» لحماية المطار الذي سيصبح في مرمى الثوار مباشرة في حال تحرير داريّا التي تشهد قتالاً عنيفاً منذ شهور.
وزادت ضراوة المعارك في محيط دمشق مع محاولة الجيش الحر التغلغل وسط العاصمة من حي جوبر المتاخم لساحة العباسيين. وكثف الطيران الحربي السوري غاراته على قواعد الثوار الخلفية في الغوطتين الشرقية والغربية لحملهم على التراجع بعيدا عن دمشق.
قتال شرس
وقالت لجان التنسيق إن اشتباكات جرت في العبادة بريف دمشق, إضافة إلى اشتباكات في السبينة حيث قتل عنصر من الجيش الحر وفقا للمصدر نفسه. وتدور أيضا مواجهات جنوبي دمشق في بلدات بينها ببيلا وفقا لاتحاد تنسيقيات الثورة.
من جهته, قال الناطق باسم شبكة «سانا الثورة» مجد الأحمد إن الجيش الحر يشتبك على أكثر من محور بمحيط دمشق مع ما يسمى «لواء أبو الفضل العباس» الذي يقول ناشطون سوريون إنه يضم عناصر من حزب الله اللبناني وحزب الله العراقي وآخرين. وشُيّع في الأيام القليلة الماضية لبنانيون وعراقيون قتلوا في اشتباكات بمنطقة السيدة زينب بريف دمشق حيث ينشط لواء أبو الفضل.
معركة درعا
في الأثناء, قال المرصد السوري إن تعزيزات من القوات النظامية توجهت إلى درعا التي سيطر الجيش الحر على أجزاء منها, بما في ذلك منطقة قريبة من الحدود مع الأردن, وقسم الطريق الدولي بين درعا ودمشق. وتدور اشتباكات في محيط بلدة اليادودة وفقا للجان التنسيق المحلية التي أشارت إلى مقتل أحد الثوار، بينما اقتحمت القوات النظامية الشارع الرئيس في بلدة الصنمين, وأحرقت محال تجارية وفق ناشطين.
وتواصل القتال كذلك في محيط مشفى الكندي بحلب الذي تحاصره عدة ألوية, وأسفرت أحدث الاشتباكات عن مقتل 25 جنديا نظاميا حسب ما نقل المرصد في موقعه على الإنترنت. واندلع قتال في حي الرصافة بدير الزور وفق لجان التنسيق التي تحدثت عن مقتل أحد الثوار, بينما قتل آخر باشتباكات في تلبيسة بريف حمص. كما أشار المرصد إلى اشتباكات على ما يسمى طريق الموت قرب بلدة حيش بإدلب حيث تحاول القوات النظامية فك الحصار عن معسكري وادي الضيف والحامدية.
صواريخ ومدافع
في حمص، تعرضت مدن وبلدات الرستن وتلبيسة وآبل والبويضة الشرقية لغارات جوية رافقها قصف بالراجمات والمدافع وفقا لناشطين. وفي دير الزور, قالت شبكة «شام» إن صاروخ أرض أرض سقط على حي الشيخ ياسين الذي يتعرض وأحياء أخرى لقصف يومي بالتزامن مع اشتباكات.
