وجّه شيخ الأزهر أحمد الطيب أمس ضربة استباقية للأصوات «الإخوانية» التي حاولت التحريض ضده باستغلال حادثة تسمم طلبة جامعة الأزهر، حيث أصدر الطيب قراراً بإقالة رئيس الجامعة ومدير المدينة الجامعية وعدد من الإدارات وإحالتهم للتحقيق النيابي، محققاً مطالب آلاف الطلبة الذين خرجوا في تظاهرات قرب مشيخة الأزهر الشريف، وفيما تراجعت حدة الحملة التي يقودها «الإخوان» تعريضاً بإمام الأزهر، خرج مئات النشطاء السياسيين في تظاهرة بعنوان «ابعد عن الأزهر يا مرسي»، أكدت الرئاسة المصرية أنها تحترم قرارات الأزهر باعتباره هيئة مستقلة.

وقرَّر المجلس الأعلى للأزهر برئاسة شيخه أحمد الطيب، أمس، الدعوة لانتخابات فورية لاختيار رئيس جديد لجامعة الأزهر في مدى أسبوعين، مؤكداً تضامنه مع مطالب طلاب جامعة الأزهر.

وقرَّر المجلس، في بيان أصدره بنهاية اجتماع طارئ عقده برئاسة شيخ الأزهر أحمد الطيب «الدعوة فوراً لانتخابات رئاسة جامعة الأزهر الشريف، وتشكيل لجنة لوضع قواعد الانتخاب وعرضها على المجلس الأعلى للأزهر في مدة لا تزيد على أسبوعين من تاريخه؛ على أن تبدأ إجراءات الانتخاب فور إقرارها من المجلس الأعلى للأزهر». كما اتخذ قرارات بتغيير كل من مدير عام المدن الجامعية بالقاهرة ومدير المدينة قسم (أ)، ومدير عام التغذية للمدن الجامعية للبنين والبنات، ومدير مدينة البنات، وإحالة المتسببين في الأحداث الأخيرة للتحقيق العاجل ومتابعة تحقيقات النيابة العامة.

وجاء بالبيان أن «المجلس قرر الإعلان عن عدد من الوظائف الجديدة بجامعة الأزهر في عدة قطاعات صحية وغذائية وتقنية». وأعرب المجلس عن تقديره التام «لحق الطلاب في التعبير عن مطالبهم بطريقة سلمية لائقة بطلاب الأزهر الشريف»، مشيراً إلى أن المجلس الأعلى للأزهر «ساءه بعض التجاوزات التي صاحبت ذلك». ودعا المجلس جميع التيارات والقوى السياسية والمجتمعية في البلاد إلى «احترام استقلال الأزهر الشريف بكافة شؤونه والذي كفله له تاريخه العريق والدستور والقانون».

فرحة أزهرية

وقد عمت مظاهر الفرح والابتهاج آلاف الطلاب الذين احتشدوا حول مقر مشيخة الأزهر، ابتهاجاً بتنفيذ مطلبهم بإقالة رئيس جامعة الأزهر أسامة العبد.

وكانت عدة مسيرات تضم طلاباً في جامعة الأزهر وصلت إلى مقر المشيخة بحي «الدرَّاسة» في القاهرة القديمة حيث احتشدوا مع زملائهم هناك، بالتزامن مع بدء الاجتماع الطارئ للمجلس الأعلى للأزهر الذي بحث تداعيات الأزمة الناجمة عن إصابة المئات من طلاب جامعة الأزهر بحالات تسمم غذائي يوم الاثنين الفائت بمطاعم المدينة الجامعية لطلاب الأزهر.

ووصل الطلاب المحتجون إلى مقر المشيخة في شكل مسيرة انطلقت من أمام المدينة الجامعية لطلاب جامعة الأزهر بضاحية مدينة نصر شمال القاهرة، وحطم عشرات من الطلاب المعتصمين داخل مشيخة الأزهر (قبيل صدور القرار الأزهري) زجاج سيارة نائب رئيس الجامعة إبراهيم الهدهد، لدى وصوله إلى مقر مشيخة الأزهر بالقاهرة، احتجاجاً على إصابة زملائهم بالتسمم الغذائي.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة المصرية في بيان «أنه تم علاج 498 طالباً من بين المصابين وخرجوا من المستشفيات، فيما 58 طالباً ما زالوا يتلقون العلاج». وكان أكثر من 500 طالب من جامعة الأزهر أُصيبوا بحالات تسمم غذائي نتيجة تناولهم وجبات بمطاعم المدينة الجامعية.

تظاهرة ضد «الأخونة»

في السياق، نظم مئات من النشطاء السياسيين وطلاب المدارس الأزهرية بالإسكندرية، وقفة أمام مجمع مشيخة الأزهر بمنطقة سموحة، تحت شعار «ابعد عن الأزهر يا مرسي»، والتي تأتي في إطار مساندة شيخ الأزهر أحمد الطيب، على خلفية حالات التسمم الجماعي التي أصيب بها طلاب المدينة الجامعية منذ يومين.

وأكد عمرو الملاح - عضو حركة كفاية - أنه «وزملاءه يشاركون بصفتهم الشخصية وليسوا ممثلين للحركات المنتمين لها»، مشيرًا إلى أن «طلاب جماعة الإخوان بالأزهر قد حولوا أزمة تسمم الطلاب إلى شأن آخر وهو إقالة شيخ الأزهر، وهو أمر لا يمكن قبوله لأنه استغلال لحدث جنائي»، مشددًا على «رفض الشعب المصري محاولات الإخوان لأخونة الأزهر».

من جانبها، أكدت الرئاسة المصرية في بيان أمس، أن «الأزهر الشريف مؤسسة مستقلة طبقا لنص المادة 4 من الدستور المصري»، وأكد البيان أن «الرئيس مرسي يتابع بشكل شخصي حالة طلاب الأزهر الذين تسمموا، وهناك تواصل بين الرئاسة ومشيخة الأزهر لمتابعة هذا الحادث، وأن الأزهر مؤسسة لها كل تقدير واحترام ولا نتدخل في شؤونها لأنها مؤسسة مستقلة تدير شؤونها بنفسها وفقا للدستور، مشيرًا إلى أن الرئاسة تأخذ مطالب طلبة الأزهر بعين الاعتبار».

 

استدعاء نيابي

أصدر المحامي العام الأول لنيابات شرق القاهرة الكلية المستشار مصطفى خاطر، قراراً باستدعاء كل من رئيس جامعة الأزهر (المقال) أسامة العبد، ومدير عام المدن الجامعية لجامعة الأزهر، ومدير عام التغذية بالمدن الجامعية، وذلك للتحقيق معهم وسؤالهم في شأن واقعة التسمم الغذائي الجماعي للمئات من طلاب المدينة الجامعية مؤخراً.

وكان رئيس نيابة شرق القاهرة الكلية محمد البشلاوي، أمر بإخلاء سبيل ستة متهمين في واقعة التسمم التي شهدتها المدينة الجامعية بجامعة الأزهر، وهم نائب رئيس شؤون التغذية واثنان من أخصائيي التغذية وطبيب بيطري ومهندس زراعي وأمين مخازن بالمدينة الجامعية والتي أدت إلى إصابة أكثر من 500 طالب بحالات إعياء لحين ورود تقارير اللجنة الثلاثية المشكلة من وزارة الصحة لفحص الأغذية التي تناولها الطلاب لبيان سبب التسمم. كما أمرت النيابة بتحريات مباحث التموين حول الواقعة للكشف عن الموردين وأسباب الواقعة وطبيعة المواد الغذائية المقدمة واستعجال التقارير الطبية بخصوص الطلاب المصابين وسرعة تقديم تحاليل مركز السموم وتحاليل المعامل المركزية الخاصة. البيان