اضطر النظام المصري الحالي إلى استخدام عصاه وحلوله الأمنية من أجل مواجهة القوى السياسية كبديل للحلول السياسية لمعالجة الأزمات التي يعج بها المشهد حالياً، حيث بلغت ذروة المواجهات بينهما إلى حد المواجهات المُسلحة والاشتباكات في بعض الوقائع، الأمر الذي يراه البعض أنه مفتاح سقوط النظام، خاصة مع اضطرار النظام إلى استخدام الحلول الأمنية التي عبرت عنها قرارات ضبط وإحضار النشطاء أخيراً.

ويصف المراقبون الحلول الأمنية بأنها «فشل ذريع لإدارة الرئيس محمد مرسي الذي حينما أخفق في إحداث التوافق بين القوى والفصائل السياسية المختلفة، قام بتعميق جراح الأزمة وزاد من اضطراب المشهد ومن تنامي الفُرقة بين الفصائل المختلفة».

فقدان المصداقية

من جانبه، يقول القيادي القبطي إكرام لمعي إن لجوء النظام للحلول الأمنية «بداية لانهياره؛ لأن ذلك يعني أنه فقد مصداقيته وأنه ليس لديه حلول إبداعية التي من خلالها يلتف الشعب حوله، وهذا يعني أنه ضد الشعب، ويزيد من شحن الناس ضده، مثلما حدث مع الرئيس السابق حسني مبارك، ما يدل على أن الحلول الأمنية هي حلول فاشلة».

ويردف القول: «تمسك مرسي بالقبضة الأمنية على حساب الحلول السياسية يشير إلى أن كافة محاولاته ستبوء بالفشل لأن كثرة الضغط تولد الانفجار».

تمرير مشروع

أما أستاذ العلوم السياسية جمال زهران، فيعتبر أن مرسي وجماعة الإخوان المسلمين لجأوا إلى استخدام الحل الأمني «في تعبير واضح وصريح عن أسلوبهم الحقيقي في معالجة الأمور السياسية، من خلال العنف والديكتاتورية من أجل تمرير وجهة نظرهم للأحداث المختلفة، ومن أجل السيطرة على مؤسسات الدولة المختلفة تمهيداً لمشروعهم، ومن ثم تعد وقائع ضبط وإحضار النشطاء واختطاف بعضهم في بعض الأحيان ضمن سياسة الجماعة والنظام المؤخون من أجل التصدي للمعارضة وإقصائها من المشهد السياسي وقمع الرأي الآخر وحرية التعبير».

ويردف القول: «جميع هذه الخطوات تعجل من نهاية النظام الحالي وتمهد الطريق لإسقاطه. فالثورة في الخامس والعشرين من يناير قامت من أجل الاعتراض على القبضة الأمنية الدامية التي يتعامل من خلالها نظام مبارك وللتنديد بسياسة قمع المعارضين، ومن ثم فإن نظام الإخوان ارتكب نفس الجرم، وسيواجه نفس مصير نظام مبارك».

ممارسات

يشدد مراقبون أن أحد أسباب اندلاع ثورة 25 يناير هو الممارسات الأمنية، ونبذ تلك الممارسات التي ميّزت نظام الرئيس السابق حسني مبارك. ومن ثم، فلا مجال لقبولها في الوقت الحالي بأي حال من الأحوال.