أعلن الجيش الإسرائيلي أمس أنه تمت مصادرة 37 في المئة من أراضي الضفة الغربية المحتلة لإقامة مستوطنات، مشيرا إلى ان مساحة ما يسمى «أراضي الدولة» في الضفة، التي تسيطر عليها إسرائيل بعد مصادرة قسم كبير من أصحابها الفلسطينيين، بلغت 1.3 مليون دونم، خصصت 663 ألفا منها للمستوطنين، في حين كشف تقرير فلسطيني ان الاحتلال هدم 25 ألف منزل منذ 1967.

ونشرت سلطات الاحتلال، من خلال ما يسمى «الإدارة المدنية» التابعة لها، هذه المعطيات بعد أن التمست جمعيتا «حقوق المواطن» و«بِمكوم» الحقوقيتان إلى القضاء الذي أصدرت أمرا للسلطات بكشف هذه المعطيات.

ووفقا لهذه المعطيات، فإن «الإدارة المدنية» خصصت منذ احتلال الضفة العام 1967 نحو 48 في المئة من «أراضي الدولة» للمستوطنين و0.7 في المئة فقط للفلسطينيين.

ولفتت الصحيفة إلى أن قسما صغيرا من «أراضي الدولة» هي أراض مسجلة في الطابو باسم المملكة الأردنية حتى العام 1967، وغالبيتها العظمى صادرتها إسرائيل بعد احتلال الضفة وأعلنت عنها «أراضي دولة» بعد 1979، بهدف الالتفاف على قرار المحكمة العليا الإسرائيلية في حينه بحظر الاستيلاء على أراض فلسطينية من أجل إقامة مستوطنات.

يشار إلى أن القانون الدولي يحظر على الدولة المحتلة مصادرة أراض لخدمة دولة الاحتلال، وإنما لخدمة السكان الرازحين تحت الاحتلال، لكن القانون الدولي يسمح بمصادرة أراض لـ«احتياجات عسكرية».

وصادرت اسرائيل مساحات واسعة جدا من الأراضي، وقسم كبير منها أراض بملكية خاصة، بذريعة «الاحتياجات العسكرية».

تقرير فلسطيني

في موازاة ذلك، كشف تقرير للجهاز المركزي للإحصاء أن حوالي نصف المستوطنين الاسرائيليين البالغ عددهم 267,643 مستوطناً يقطنون مدينة القدس، وذلك على حساب سكانها الفلسطينيين، مشيرا إلى أنه خلال أعوام 2000- 2012 هدمت قوات الاحتلال نحو 1,124 مبنى في القدس، ما أسفر عن تشريد خمسة آلاف مقدسي منهم نحو 2,600 طفل و1,300 امرأة.

وأوضح التقرير الفلسطيني، الذي صدر عشية «يوم الأرض»، أن سلطات الاحتلال هدمت نحو 25 ألف منزل في فلسطين منذ العام1967 ، إذ أجبرت سلطات الاحتلال 303 فلسطينيين على هدم منازلهم بأيديهم.

وشهد 2010 أعلى نسبة هدم ذاتي بلغت 70 عملية، وفي العام 2009 بلغت 49 عملية هدم، فيما كان هناك 20 عملية هدم ذاتي موثقة في العام 2011، بينما سجلت 14 عملية هدم ذاتي عام 2012.

ضرائب والقدس

وجاء في التقرير إنه «على الرغم من أن الفلسطينيين يشكلون 30 في المئة من السكان في القدس، فإنهم يدفعون 40 في المئة من قيمة الضرائب التي تجبيها بلدية الاحتلال، وبالمقابل فإن البلدية لا تنفق على الخدمات التي تقدمها لهم سوى 8 في المئة».

وأظهرت بيانات الإحصاء أن عدد المواقع الاستيطانية والقواعد العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية بلغت نهاية العام 2012 482 موقعًا، فيما بلغ عدد المستوطنين في الضفة نهاية 2011 536,932 مستوطنا.

وأظهرت البيانات أن 49,8 في المئة من المستوطنين يسكنون في محافظة القدس، حيث بلغ عـددهم حوالي 267,643 مستوطناً منهم 199,647 مستوطنا شرقي القدس المحتلة.

وتشكل نسبة المستوطنين إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية حوالي 21 مستوطن مقابل كل 100 فلسطيني، في حين بلغت أعلاها في محافظة القدس حوالي 68 مستوطن مقابل كل 100 فلسطيني.

 

جدار الفصل

 

سلّط تقرير الجهاز المركزي للإحصاء الضوء على معاناة الفلسطينيين من جدار الفصل والتوسع العنصري، موضحا أنه يحرم أكثر من 50 ألفاً من حملة الهوية المقدسية من الإقامة بمدينة القدس. وبحسب بيانات معهد «أريج» للأبحاث التطبيقية، فمن المتوقع أن يصل طول جدار الضم والتوسع نحو 780 كيلومترا، اكتمل منه 61 في المئة.

وتشير التقديرات، وفقا لمسار الجدار، إلى أن مساحة الأراضي الفلسطينية المعزولة والمحاصرة بين الجدار وحدود 1948 بلغت حوالي 680 كيلومترا مربعا في العام 2012، أي ما نسبته حوالي 12.0 في المئة من مساحة الضفة الغربية، منها حوالي 454 كيلومتراً مربعاً أراضٍ زراعية ومراعٍ ومناطق مفتوحة، و117 كيلومتراً مربعاً مستغلة كمستوطنات وقواعد عسكرية، و89 كيلومتراً مربعاً غابات، بالإضافة إلى 20 كيلومتراً مربعاً أراضٍ مبنية فلسطينية.