اختتم المستوطنون اليهود احتفالاتهم أمس بعيد الفصح العبري باقتحام للمسجد الأقصى المبارك، فيما نجحت سلسلة بشرية من المصلين بالتصدي لنائب رئيس الكنيست المتطرف موشيه فيجلين الذي كان قد دعا لاقتحام وتدنيس جماعي للمسجد بذبح قرابين في باحاته.

وذكرت تقارير فلسطينية أن مجموعات متتالية من المستوطنين اقتحمت القدسي من جهة باب المغاربة، برفقة حراسات مشددة من قوات الاحتلال. في حين أفرغت شرطة الاحتلال، المنتشرة بكثافة في مدينة القدس وفي محيط الأقصى، المسجد القبلي من المصلين وواصلت فرض قيود مشددة على دخولهم للأقصى.

كذلك، اعتقلت قوات الاحتلال شابين على الأقل من المرابطين حول بوابات المسجد.

وقال شهود عيان إن توتراً شديداً ساد البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى، خاصة بعد نداءات القيادات الدينية اليهودية لاقتحام المسجد وتقديم قرابين في باحاته.

في خضم ذلك، اصطف المصلون في حاجز بشري قبالة باب المغاربة للتصدي للمتطرف فيجلين في حال اقتحم المسجد. فيما تدخلت شرطة الاحتلال، فيما تجمهر طلبة مدارس القدس المحتلة وطلبة حلقات العلم في محيط باب المغاربة، الأمر الذي دفع شرطة الاحتلال لتشكيل درع شرطي قرب البوابة للحيلولة دون وصول المصلين واشتباكهم مع فيجلين.

ووقعت مواجهات محدودة في باحة باب العامود، وهو أحد أشهر بوابات القدس القديمة، وفي شارع الواد بين شبان مقدسيين وقوات الاحتلال التي تدخلت لصالح المستوطنين. في وقت لاحق، أخرجت فيجلين من محيط المسجد تحسبا من ردود فعل شديدة وغاضبة من المصلين.

 

إدمان الاستيطان

وصفت صحيفة «ذي إندبندنت» البريطانية إسرائيل بأنها «مدمنة استيطان»، ودعت الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الحيلولة بين إسرائيل و«بين تدمير نفسها».

واعتبرت الصحيفة أن «الخطر الأكبر الذي يهدد مستقبل إسرائيل لا ينبع من صواريخ عز الدين القسّام أو برنامج إيران النووي، إنما ينبع من سياساتها الخاصة بالاستيطان». ورأت وصف أوباما خلال زيارته إسرائيل للمستوطنات بأنها «تأتى بنتائج عكسية»، وتأكيده على ضرورة تجميد النشاط الاستيطاني قبل استئناف المحادثات بأنه مثل «إخبار المدمن بأن تعاطي الهيروين يأتي بنتائج عكسية». وعلّقت «ذي إندبندنت» على قول أوباما إنه «من الأهمية بمكان أن يكون المرء أمينا لا سيما مع الأصدقاء.. لكن الأمانة وحدها لا تكفى، والأصدقاء الحقيقيين لا يسعهم الاكتفاء بالمشاهدة من بعيد والابتسام أمام الكاميرات تاركين من يحبونهم يدمرون أنفسهم ببطء». البيان