أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، على ضرورة إيجاد حل سياسي للأوضاع في سوريا لتجنيب شعبها المزيد من المآسي وضرورة العمل لتطويق توسع النزاع فيها، كما بحثا الانتخابات العراقية وتفتيش الطائرات الإيرانية التي تمر عبر العراق إلى سوريا، خشية حملها أسلحة لدعم نظام الأسد، فيما كشف كيري عن أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما شعر بأن محادثاته مع المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين كانت افضل محادثات
. وحطّ كيري أمس في بغداد في زيارة مفاجئة، حيث اجتمع مع المالكي وجرت مناقشة تطوير العلاقات وزيادة التعاون في ضوء اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة من قبل البلدين، إضافة إلى بحث معمق لقضايا المنطقة والأزمة السورية وجهود مكافحة الإرهاب. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه أبلغ المالكي بأن تحليق طائرات إيرانية تحمل أسلحة الى سوريا عبر المجال الجوي العراقي «يمثل مشكلة».
وأضاف للصحافيين «كل ما يدعم الرئيس (بشار) الأسد يمثل مشكلة»، ومضى يقول: «أوضحت تماما لرئيس الوزراء العراقي أن تحليق طائرات من ايران.. يساعد في بقاء الرئيس الأسد ونظامه» وتتهم واشنطن بغداد على وجه الخصوص بغضّ الطرف عن إيران، التي تقوم بإرسال معدات عسكرية إلى سوريا لدعم نظامها عبر المجال الجوي العراقي، بوساطة رحلات طيران مدنية.
كما مارست الولايات المتحدة ضغطاً على بغداد للوفاء بتعهداتها في منع رحلات طائرات إيرانية فوق أراضيها، خشية أن تكون محمّلة بالأسلحة للنظام في سوريا. وقال كيري أيضاً إن أوباما شعر بأن محادثاته مع المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين كانت الأكثر إيجابية التي يجريها حتى الآن.
نصيحة انتخابية
وأوضحت مصادر من السفارة الأميركية في بغداد أن كيري حضّ المالكي والحكومة العراقية على إعادة النظر في قرار تأجيل الانتخابات المحلية في محافظتي الأنبار ونينوى. وكانت بغداد قد أصدرت قرارًا الثلاثاء الماضي بتأجيل هذه الانتخابات في المحافظتين اللتين تقطنهما غالبية سنية لمدة ستة أشهر كحد أقصى بسبب تردي الأوضاع الأمنية والسياسية في المحافظتين على حد قولها.
من جهته أكد وزير الخارجية الأميركي على أهمية تطوير العلاقات الثنائية واهتمام بلاده بوجهة نظر الحكومة العراقية تجاه قضايا المنطقة والأزمة السورية بشكل خاص.
علاقات أفضل
في غضون ذلك، قال المالكي إن العراق يسعى إلى إقامة أفضل العلاقات مع الولايات المتحدة وتفعيل اتفاقية الإطار الاستراتيجي في كل المجالات. وأكد دعمه لاعتماد الحوار والدستور كأساس لحلّ كل المشاكل الداخلية، مبينًا وجود ترابط كبير بين المشاكل التي تعانيها المنطقة.
وأوضح أن أية دولة لا تستطيع عزل نفسها عمّا يدور حولها نتيجة تداخل مشاكل المنطقة وتأثيراتها المتبادلة، في إشارة إلى الأزمة السياسية التي يعيشها العراق حاليًا.
وأوضح بيان لمجلس الوزراء العراقي أن الجانبين عبّرا عن قلقهما من تطور الأحداث هناك وضرورة العمل لتطويقها، كما جدد كيري دعم الولايات المتحدة لجهود العراق في مكافحة الإرهاب وتعزيز قدراته.
من جانبها، أوضحت السفارة الأميركية في بغداد إن زيارة كيري جاءت «للتأكيد على التزام الولايات المتحدة تجاه الشراكة الاستراتيجية مع العراق».
