تعرضت مناطق في حي بابا عمرو في مدينة حمص وسط سوريا أمس لقصف عنيف، في حين تدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومسلحي المعارضة الذين دخلوا الحي قبل يومين، ووقعت معارك فجر أمس على طريق مطار دمشق الدولي، فيما أقدمت قوات الأسد على إعدام 30 منشقّاً في الأثناء تم الكشف عن طبخة دولية للتفاوض مع مسؤولين من النظام السوري تعدها أيادٍ روسية وفرنسية وأميركية.

فيما دعا الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز أمس الى تدخل قوة تابعة للجامعة العربية في سوريا «لوقف المجزرة» في هذا البلد وتجنب انهياره، بالتزامن مع اتهام روسيا للولايات المتحدة الأميركية بتفسير بيان جنيف حول سوريا بشكل يخدم المعارضة.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيانات متلاحقة إن «مناطق في حي بابا عمرو تتعرض للقصف العنيف براجمات الصواريخ من القوات النظامية المتمركزة في حرم جامعة البعث»، مشيراً أيضا إلى اشتباكات عنيفة تدور في المنطقة. وذكر المرصد ان القوات النظامية استقدمت «تعزيزات عسكرية جديدة» إلى الحي «مؤلفة من آليات ومركبات».

كما أفاد عن قصف على حي الخالدية وأحياء حمص القديمة المحاصرة من القوات النظامية، واشتباكات في محيط الخالدية، مشيرا إلى «خسائر بشرية في صفوف الطرفين».

من جهة ثانية، ذكرالمرصد ان مناطق في مدينتي القصير والرستن في محافظة حمص تعرضت للقصف. وتعتبر المدينتان معقلين لمسلحي المعارضة في ريف حمص وهما محاصرتان منذ أشهر طويلة.

معارك دمشق

وفي دمشق، وقعت اشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية فجر أمس على طريق مطار دمشق الدولي عند اطراف بلدات ومدن بيت سحم وعقربا وجرمانا، بحسب ما ذكر المرصد، الذي أشار الى اشتباكات ايضا في حيي جوبر واليرموك.

واندلعت اشتباكات عنيفة فجر أمس بين الجيش السوري الحر وقوات النظام في محيط بلدية مخيم اليرموك وشارع فلسطين، وأشار المرصد إلى أن قذائف عدة سقطت على مخيم اليرموك في جنوبي العاصمة، مما تسبب بمقتل شاب وسقوط عدد من الجرحى.

كما ذكر ناشطون أن اشتباكات جرت على أطراف حي جوبر وقرب كراج العباسيين.. وفي نفس الوقت قصفت قوات النظام المعضمية في ريف دمشق مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بينهم نساء، وفق ما أفاد ناشطون.

من جهتها، أكدت شبكة شام الإخبارية استهداف الجيش الحر مبنى أمن الدولة في البرامكة وسط دمشق بقذائف الهاون، وتدمير دبابة أثناء اشتباكات في حي جوبر، وأضافت أن الجيش الحر تصدى لمحاولة قوات النظام اقتحام حيي القابون وبرزة بالتزامن مع اشتباكات في محيط مبنى بلدية اليرموك.

وقال مجلس قيادة الثورة في دمشق إن القصف تواصل على مناطق القابون وبرزة وجوبر بشرق العاصمة، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات في القابون وامتدادها إلى برزة، ما ادى إلى مقتل شخصين. ونفذ طيران النظام غارتين جويتين على مناطق في مدينتي الطبقة والرقة اللتين استولى عليهما مقاتلو المعارضة اخيرا.

إدلب

وعلى جبهة أخرى، وفي محافظة إدلب، شن الطيران الحربي السوري غارات على محيط بلدة حيش، في محاولة لفك الحصار عن حاجزي الحامدية ومعسكر وادي الضيف وإيصال الإمدادات العسكرية لهما.

يأتي ذلك بينما يحاصر الثوار المعسكرين ويقطعان عنهما طرق الإمداد منذ السيطرة على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية القريبة من المعسكرين في التاسع من أكتوبر الماضي.

إعدام منشقين

ميدانياً أيضاً، قالت مصادر بالمعارضة السورية إنّ القوات الموالية للرئيس بشّار الاسد قتلت 30 على الأقل من المنشقين على الجيش في كمين على طريق مطار دمشق أمس حين كان مقاتلو المعارضة يرشدونهم في مسيرة على الأقدام إلى منطقة تسيطر عليها المعارضة. وقال قائد معارض في المنطقة مشترطا عدم نشر اسمه: «كانوا يعبرون الطريق السريع إلى الغوطة الشرقية حين وقعوا في كمين».

طبخة دولية

سياسياً أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن مسؤولين روس وفرنسيين وأميركيين يعدون قائمة بأسماء مسؤولين سوريين يمكن التفاوض معهم.

روسيا وإسرائيل

على صعيد متصل، انتقدت وزارة الخارجية الروسية أمس تفسير الولايات المتحدة لبيان جنيف معتبرة أنه يصب في صالح المعارضة السورية.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن الناطق باسم الوزارة ألكسندر لوكاشيفيتش، قوله إن «التصريحات العلنية لمسؤولي الإدارة الأميركية المؤيدة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، تدل على تفسير أحادي الجانب لبيان جنيف».

من جانب آخر دعا الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز أمس الى تدخل قوة تابعة للجامعة العربية في سوريا «لوقف المجزرة» وتجنب انهياره.

وقال بيريز في خطاب أمام البرلمان الاوروبي ان «الجامعة العربية قادرة ويجب ان تشكل حكومة مؤقتة في سوريا لوقف المجزرة ومنع سوريا من الانفجار. وعلى الامم المتحدة ان تدعم قوة حفظ سلام عربية».

 

«يونيسيف»: جيل كامل من الأطفال السوريين في خطر

أعلنت منظمة صندوق الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» في تقرير أن تواصل العنف، والنزوح المتزايد للسكان وتدمير البنية التحتية والخدمات الأساسية نتيجة النزاع في سوريا، يهدد جيلاً كاملاً من الأطفال ويصيبهم بجراح جسدية ونفسية قد تؤثر عليهم مدى الحياة.

وقال المدير التنفيذي لـ«يونيسيف» أنتوني ليك إنه «بينما يشهد ملايين الأطفال داخل سوريا والمنطقة ضياع مستقبلهم وسط الركام والدمار في هذا النزاع الذي طال أمده، تتزايد كل يوم مخاطر أن يضيع جيل بأكمله».

ويذكر التقرير، الذي صدر أمس بعد مرور عامين على الأزمة السورية، انخفاض الحصول على المياه بنسبة الثلثين في المناطق التي يشتد فيها النزاع، مما يؤدي إلى زيادة نسبة الإصابة بالأمراض الجلدية وأمراض الجهاز التنفسي، في حين أن واحدة من كل خمس مدارس قد دمرت أو تضررت أو يتم استخدامها كمأوى للأسر النازحة. كما دمرت بعض المستشفيات والمراكز الصحية وغادر البلاد قسم كبير من الطواقم الطبية.

ويشير التقرير إلى أنه في الوقت نفسه، يتأثر الأطفال من رؤية أفراد أسرهم وأصدقائهم يقتلون، ويصابون بالهلع من أصوات ومشاهد النزاع الدائر.

وحض ليك «جميع الأطراف على السماح للوصول إلى الأطفال المتضررين من العنف بدون أي عائق، أينما كانوا. ولكي نتمكن من تلبية الاحتياجات المتزايدة لهذه الأزمة، يجب أن نحصل على المساعدة التي نحتاجها».

وذكر التقرير أنه منذ بداية الأزمة، ركزت استجابة «اليونيسيف» وشركائها على توفير المياه الصالحة للشرب ومرافق الصرف الصحي وخدمات الصحة والتعليم وتقديم الدعم المعنوي والصحي إلى العائلات التي نزحت داخل سوريا وإلى اللاجئين في الدول المجاورة.

 

إجلاء

103

افادت وكالة الأنباء الروسية أنّ وزارة الحالات الطارئة في روسيا أجلت الثلاثاء مئة وثلاثة روس او من مواطني الجمهوريات السوفياتية السابقة من سوريا. وقال ناطق باسم هذه الوزارة أنّ طائرة من نوع ايل-62 غادرت مطار اللاذقية في شمال غرب البلاد على ساحل البحر الابيض المتوسط. وسبق أن اجلت روسيا نحو 200 من رعاياها في سوريا.