رفضت السلطة الفلسطينية امس عرضا إسرائيليا لـ«إبعاد» أسيرين مضربين عن الطعام منذ عدة شهور، هما سامر العيساوي وأيمن الشراونة، واللذين نقلتهما سلطات الاحتلال الى مستشفيات مدنية نظرا لتدهور حالتهما الصحية بشكل خطير، بينما أصيب العشرات من الفلسطينيين بحالات اختناق وبالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، في مواجهات تجددت في مناطق متفرقة بالضفة.

وقال وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، بحسب ما نقلت عنه وكالة «سما» الفلسطينية امس، إن السلطة الفلسطينية ترفض إبعاد الأسيرين المضربين عن الطعام العيساوي والشراونة إلى خارج الاراضي الفلسطينية وخارج مناطق سكناهما.

وأضاف قراقع، رداً على العرض الاسرائيلي: «نحن لا نشرع الإبعاد، لأن الإبعاد القسري هو جريمة حرب وأدانها القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف». واعتبر أن الحل الاسرائيلي المطروح في كلا الحالتين «مرفوض وتعسفي جداً»، وان إسرائيل تتحمل المسؤولية عن حياة وصحة الأسيرين المضربين المهددة حياتهما بالموت بسبب الإضراب رفضاً لإعادة اعتقالهما دون أسباب قانونية.

وحذر قراقع من بدء حكومة إسرائيل ومن خلال لجنة عسكرية بإعادة فرض الأحكام السابقة على الأسرى المحررين، و«ممارسة سياسة ابتزاز وتهديد ومساومة جائرة ما بين الأحكام والإبعاد إلى خارج الوطن»، مشيراً إلى إعادة فرض الحكم السابق على الأسير المحرر يوسف شتيوي بالأسر تسع سنوات والأسير محمود تيم بالأسر 10 شهور».

تدهور صحي

وفي تصريحات منفصلة، قال قراقع إنه تم نقل العيساوي إلى مستشفى «كبلان» مساء اول من امس. وأشار إلى أن نقله جاء بعد أن أصبح «في وضع حرج للغاية». وافاد ان العيساوي «اصيب بانهيار صحي مفاجيء وفقد القدرة على الحركة مما اصاب ادارة السجن بحالة من الذعر، اضطرتها لنقله الى المستشفى بشكل عاجل».

وافاد وزير الاسرى، ونادي الأسير، ان ادارة السجون نقلت ايضا الأسير الشراونة إلى مستشفى «سوروكا» في بئر السبع، ومنعت محاميه من معرفة حالته الصحية مع استمراره في اضرابه المفتوح عن الطعام رغم مضاعفاته الخطيرة.

من جهتها، قالت ناطقة باسم مصلحة السجون الإسرائيلية سيفان وايزمان إن الاسير سامر العيساوي نقل من مستشفى السجن إلى مستشفى مدني قرب تل أبيب. ولم تدل المسؤولة الإسرائيلية بأي تفاصيل حول حالة عيساوي، ولكنها قالت إن قرار نقله إلى هذا المستشفى جاء «نتيجة إضرابه عن الطعام لفترة طويلة».

تجدد المواجهات

وفي سياق متصل، أصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق وبالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، في مواجهات تجددت قرب سجن «عوفر» وعلى حاجز عطارة بمحافظة رام الله والبيرة. وقال شهود إن مواجهات اندلعت بين عشرات الشبان وجنود الاحتلال قرب «عوفر» غرب رام الله أدت إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع وبالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، فيما أصيب عدد آخر من الشبان في مواجهات اندلعت على حاجز عطارة شمال رام الله.

مطالبة بالتحقيق

الى ذلك، اعربت مجموعة دول حركة عدم الانحياز، الأعضاء في مجلس الأمن، عن قلقها الشديد إزاء استشهاد الأسير عرفات جرادات في سجن إسرائيلي، داعية لإجراء تحقيق مستقل في الحادث.

وأصدرت المجموعة بياناً، قرأه السفير الباكستاني مسعود خان، أعربت فيه عن القلق البالغ إزاء وفاة جرادات في الاحتجاز الإسرائيلي في الثالث والعشرين من الشهر الماضي والظروف المحيطة باعتقاله واستشهاده. وطالبت بإجراء «تحقيقات محايدة ومستقلة في الحادثة المأساوية»، قائلة ان «أعضاء مجموعة عدم الانحياز في مجلس الأمن الدولي يدعون إلى الاحترام الكامل لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي والالتزامات تجاه جميع السجناء والمعتقلين الفلسطينيين لدى إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال».

تحضيرات وتظاهرات

أجرى الجيش الاسرائيلي أمس تدريبات للتعامل مع اندلاع تظاهرات واسعة من قبل الفلسطينيين، خاصة بعد تصاعد المواجهات خلال هذا الشهر والحديث عن اندلاع انتفاضة ثالثة .

وشارك في التدريب وحدات الجيش الاسرائيلي المنتشرة في الضفة الغربية المحتلة وكذلك وحدات من جنود الاحتياط. وذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت» انه «جرى استخدام وسائل تفريق التظاهرات من قبل جنود الاحتلال ضد مجموعات من الجنود الذين مثلوا المتظاهرين الفلسطينيين، حيث أجريت هذه التدريبات للتعامل مع تظاهرات واسعة ومستمرة والتي قد يقع ضحايا من الفلسطينيين خلالها، وليس تظاهرات محدودة ردا على موقف محدد والتي تنتهي بعد وقت قصير». رام الله - البيان