ظهرت ملامح انفراج في أفق تشكيل الحكومة التونسية أمس، حيث أعلن زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي تخلي حركته عن الوزارات السيادية في الحكومة التي يجري تشكيلها. وفيما كشفت مصادر مطلعة لـ«البيان» ان النية تتجه إلى تعيين المدير الحالي للحرس الرئاسي سامي سيك سالم وزيرا للداخلية، من المتوقع أن يماط اللثام عن التشكيلة الجديدة السبت. في الأثناء،
اعتبر الرئيس التونسي منصف المرزوقي أن بلاده تحولت إلى «مختبر سياسي»، داعياً إلى «حكومة وفاقية بعيدة عن التجاذبات السياسية».
وأوضح الغنوشي في مقابلة إذاعية أمس أن الحركة «وافقت على تحييد وزارات السيادة الأربع بما فيها الداخلية التي ستتولى مقاليدها شخصية من خارج الأحزاب»، مشيراً إلى أنّ الحركة «لبت مطالب أعربت عنها أغلبية ساحقة في المعارضة وشركاؤها في الحكومة».
حكومة ائتلافية
وأضاف الغنوشي إن الحكومة الجديدة «ستشكلها خمسة أو ستة أحزاب مقابل ثلاثة حاليا»، مشيرا إلى أن «حركة وفاء التي شكلها منشقون من حزب المؤتمر من أجل الجمهورية وكتلة الحرية والكرامة البرلمانية الإسلامية التوجه والتحالف الديمقراطي المؤلف من منشقين عن حزب معارض، قد تنضم إلى الحكومة».
ولفت الغنوشي الى ان «هناك تفاوضا في الوقت الحالي مع كتلة التحالف الديمقراطي البرلمانية، التي تضم منشقين عن أحزاب معارضة، لإقناعها بالانضمام الى الحكومة الجديدة».
إلى ذلك، كشفت مصادر مطلعة ان النية تتجه إلى تعيين المدير الحالي للحرس الرئاسي سامي سيك سالم وزيرا للداخلية. وكان الأخير رجل يوم 14 يناير 2011 عندما قام بفرض التداول الدستوري على السلطة بتنصيب فؤاد المبزع رئيساً وقتيا للبلاد والإبقاء على محمد الغنوشي رئيساً للحكومة.
ومن المنتظر ان يعلن علي العريض عن تشكيلته الحكومية السبت على ان يتقدم بها إلى المجلس الوطني التأسيسي الاثنين وتنعقد جلسة عامة الأربعاء لمناقشة برنامج الحكومة من قبل نواب الشعب.
تثمين وانفتاح
إلى ذلك، اعتبر الناطق الرسمي باسم حزب التكتل محمد بنور تنازل «النهضة» عن وزارات السيادة «امرا إيجابيا»، لكنه نفى التوصل الى اتفاق بشأن الأسماء التي ستتولى هذه الوزارات.
وقال بنور ان «هناك اتفاقا على إسناد وزرات السيادة الى مستقلين، لكن لم يتم الاتفاق على أسماء الوزراء». وأضاف ان حزب التكتل يطالب حركة النهضة بالتراجع عن التعيينات التي قامت بها في عدد من الولايات (المحافظات) ومراكز القرار والإدارات الحكومية الهامة.
مختبر سياسي
وفي جديد المواقف السياسية، اعتبر الرئيس منصف المرزوقي في كلمة اختتم بها أعمال ندوة حول «الكفاءات التونسية المقيمة بالخارج تساهم في بناء تونس ما بعد الثورة»، إن تونس «مختبر سياسي»، وهي «تشهد صراعا من خلال الاستقطاب الأيديولوجي»، ووصف المرزوقي هذا الصراع بأنه «صراع تونس ضد تونس». وشدد في المقابل على أنه يجب أن يحكم بلاده «المعتدلون من مختلف ألوان الطيف السياسي».
وقال المرزوقي إن التونسيين «مطالبون اليوم بأن يكونوا عقلا جماعيا جبارا لمواجهة التحديات وتأسيس نظام سياسي فعال يحمي تونس من التجاذبات ويحصن الأجيال المقبلة من كل الأخطار»، داعيا إلى «وضع الصراعات الأيديولوجية جانبا من أجل تشكيل حكومة وفاقية تنأى بنفسها عن التجاذبات وتتفرغ لخدمة القضايا التنموية والاجتماعية بالدرجة الأولى».
انفتاح ورفض
قال القيادي في حزب المسار الديمقراطي الاجتماعي سمير بالطيب إن حزبه منفتح على الحوار مع الحكومة الجديدة رغم أنه لا ينوي المشاركة فيها، بينما قالت الأمين العامة للحزب الجمهوري مية الجريبي إن الحزب لن يشارك بالحكومة المقبلة، داعية، عقب لقائها علي العريّض، إلى وضع أجندة محددة للانتخابات.
