لقي البابا بنديكت السادس عشر وداعا مفعما بالمشاعر من جانب حشود ضخمة تجمعت أمس في ساحة القديس بطرس للاستماع لعظته الأسبوعية الأخيرة التي قال فيها انه يتفهم خطورة قراره بأن يصبح أول بابا يترك منصبه منذ نحو ستة قرون لكنه فعل ذلك لصالح الكنيسة الكاثوليكية.
وألقى البابا عظته الأخيرة أمام 150 ألف شخص احتشدوا في الساحة قبل يوم من تركه المنصب وقال فيها إن فترة ولايته شهدت أزمات لم تخل من لحظات فرح ولحظات صعبة. وأضاف: «اتخذت هذه الخطوة وأنا على علم كامل بخطورتها وندرتها وبصفاء روحي عميق».
وقال البابا إن سنه وضعفه لا يسمحان له بالاستمرار في قيادة كنيسة تشهد أزمات بشأن انتهاكات جنسية لأطفال وتسريب وثائق سرية مما يكشف عن فساد وتناحر بين مسؤولين في الفاتيكان.
وسيتخلى البابا عن منصبه مساء اليوم الخميس ويبدأ الكرادلة المشاورات قبيل اجتماع سري لاختيار خليفته.
واحتشدت أعداد كبيرة جاءت من داخل إيطاليا ومن خارجها في الساحة منذ الصباح الباكر لحضور عظة منتصف الأسبوع التي عادة ما تجري في قاعة مغلقة لكنها نقلت إلى الهواء الطلق أمس لتسع أعدادا أكبر من المودعين. وحمل العديد من المحتشدين الذين تدفقوا على الميدان لافتات يشكرون فيها البابا ويتمنون له الصحة.
وكان لافتاً في مناسبة هذا اللقاء وجود رايات صينية وسط الآلاف من المحتفين بالبابا راتزينغر. وربما هي المرة الأولى التي تظهر فيها نقاطٌ حمراء مع الراية التي تحتوي النجوم الخمس لجمهورية الصين الشعبية. وقالت الراهبة كارميلا «هذا يوم دعينا فيه للثقة في الرب يوم للأمل... لا مكان للحزن هنا اليوم. يجب ان نصلي فالكنيسة تشهد العديد من المشكلات لكن يجب أن نثق في الرب».
وقالت كارلا مانتوني (65 عاما) من ابرشية في روما «إقدامه على هذا تواضع شديد منه... أتفهم سبب قيامه بذلك. كان واضحا من البداية أنه يشعر بارتياح أكبر عندما يكون في مكتبه. انه رجل صالح جدا لكنه أدرك من قلبه أن هذا هو ما يتعين عليه القيام به لنفسه وللكنيسة وهو الآن سيتجه للصلاة سيصلي من اجلنا جميعا».
وعلى الرغم من إشادة وتعاطف الحشود مع البابا فإن الكثير من الكاثوليك صدموا من قراره ويشعرون بالقلق من أثر ذلك على مستقبل الكنيسة التي تعاني من مشاكل.
