اندلعت مواجهات دامية بين عدد من المتظاهرين المؤيدين للعصيان المدني في مدينة المنصورة التابعة لمحافظة الدقهلية في مصر، ورافضين للخطوة. وبينما قام المعتصمون في ميدان التحرير وسط العاصمة المصرية القاهرة بإعادة فتح مجمع التحرير أمام الموظفين بعد أن تم إغلاقه في إطار دعاوى العصيان المدني، تحشد جبهة الإنقاذ الوطني لتظاهرة مليونية في الأول من مارس تحت شعار: «العدالة الاجتماعية».
وافادت مصادر وشهود عيان في مدينة المنصورة، مركز محافظة الدقهلية شمال القاهرة بأن اشتباكات دارت بين عشرات من الداعين لعصيان مدني بالمحافظة وبين معارضين للعصيان بينهم أعضاء في تيارات وأحزاب إسلامية.
وأوضح المصدر أن عشرات من نشطاء القوى والحركات الثورية واصلوا لليوم الثاني على التوالي دعوة الموظفين بديوان عام المحافظة وموظفي مناطق حكومية أخرى، للمشاركة في عصيان مدني احتجاجاً على النظام الحاكم وجماعة الإخوان المسلمين التي تمثله حتى يتم إسقاط النظام فيما تصدى لهم مجموعة من المنتمين لقوى الإسلام السياسي فوقعت ملاسنات تطورت إلى اشتباكات بين الطرفين أسفرت عن وقوع عدد من الإصابات.
وأفاد شهود عيان أن الشرطة حاولت فض الاشتباكات بين مؤيدي ومعارضي مرسي مستخدمة قنابل الغاز المسيل للدموع لكن المعارضين رشقوها بالحجارة ما أدى لإصابة ضابط وأربعة مجندين بجروح. وأضافت أن الواجهات الزجاجية لخمسة مكاتب في مبنى ديوان عام المحافظة والواجهات الزجاجية لأربعة متاجر تحطمت.
وخلال الأيام الماضية استخدم معارضو مرسي الزجاجات الحارقة والحجارة في رشق الشرطة أمام مبنى ديوان عام محافظة الدقهلية واستخدمت الشرطة طلقات الخرطوش وقنابل الغاز المسيل للدموع ضدهم.
وكان محتجون على حُكم الرئيس محمد مرسي قطعوا الطريق الرئيسي أمام مبنى محافظة الدقهلية معلنين بدء عصيان مدني حتى إسقاط النظام. يأتي ذلك، فيما تواصل بعض القوى اعتصامها في بعض المحافظات منها بورسعيد التي دخلت يومها التاسع.
فتح مجمع التحرير
في غضون ذلك، قام المعتصمون في ميدان التحرير وسط العاصمة المصرية القاهرة بإعادة فتح مجمع التحرير أمام الموظفين بعد أن تم إغلاقه في إطار دعاوى العصيان المدني. وشهد مجمع التحرير توافد المئات من المصريين لإنهاء مصالحهم مبكرا، خشية من إعادة إغلاق المجمع مرة أخرى في ظل استمرار دعوات تنفيذ العصيان المدني.
عايز اشتغل
في هذه الأجواء، قال أمين عام شباب حزب المصريين الأحرار حسام فودة إن شباب جبهة الإنقاذ ستضع اللمسات الأخيرة لجمعة «أنا عايز أشتغل»، والتي ستحمل اسم مليونية «العدالة الاجتماعية» بعدما دعت لها الجبهة. وأشار فودة إلى وجود توجه داخل شباب الجبهة إلى أن تتوجه مختلف المسيرات حسب مهنة المشاركين، حيث يتوجه خريجو كلية الطب من دار الحكمة وخريجو كلية الإعلام من نقابة الصحافيين وغيرهم من أصحاب المهن وبالأخص من يواجهون أزمة البطالة ليحتشد الجميع في ميدان التحرير.
وأوضح فودة أن الدعوة ستكون موجهة لأي عاطل مصري والحاصل على المؤهل العالي والماجستير ولم يعمل، مؤكدا أن المطالب ستتمثل في ضرورة توضيح معايير العمل، وضرورة وجود شفافية في إصدار القرارات ورفض «أخونة» الوظائف وتوجيهها لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين.
رفع الغطاء السياسي
من جانبه، طالب رئيس الوزراء هشام قنديل، القوى السياسية بضرورة رفع ما سماه الغطاء السياسي عن أعمال العنف.
وشدد قنديل في تصريحات صحافية على أن القوى السياسية «لابد وأن ترفع أي غطاء سياسي عن الأشخاص الذين يقومون بأعمال غير سلمية وتخريبية»، موضحا أن الاستقرار الاقتصادي يعطى فرص عمل للشباب وأن الجميع لابد وأن يحترم أحكام القضاء وأن أي مشاكل مع المستثمرين يتم حلها وفقا للقضاء وأحكامه. وأوضح رئيس الوزراء خلال لقائه برؤساء تحرير الصحف أن الجميع يدرك أن الأولوية للاقتصاد.
احتواء الشارع
رأت صحيفة «يو.إس.أيه. توداي» الأميركية أن إدارة الرئيس محمد مرسي التي تهيمن عليها جماعة الإخوان المسلمين غير قادرة على احتواء أزمة الشارع المتمثلة في الاحتجاجات على المناهج السياسية المتبعة والأوضاع الاقتصادية السيئة منذ الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك. وأوضحت الصحيفة أن الاضطرابات تفاقمت بشكل كبير في الأشهر الثمانية الماضية، تقريبًا منذ صعود جماعة الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم وارتقاء مرسي إلى كرسي الحكم.
