تسارعت وتيرة الحراك السياسي بشأن الأزمة السورية أمس، حيث أعلن رئيس المجلس الوطني المعارض جورج صبرا سحب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية معاذ الخطيب مبادرته للحوار مع النظام، بالتوازي مع اتهام معارض بارز للخطيب بلقاء مقرب من الرئيس بشار الأسد سراً، في حين كشف عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني أحمد رمضان لـ«البيان» عن طرح اسم رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب كأحد المرشحين لرئاسة حكومة الثورة المؤقتة.
وقال رمضان لـ«البيان» عقب لقاء وفد المجلس الوطني مع أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي في القاهرة أمس إن «هناك تداولاً لبعض الأسماء»، المرشحة لرئاسة الحكومة المؤقتة، مستطرداً: «لكن ليس أي منها في المقدمة، ونحتاج إلى بضعة أيام لبلورة الموضوع».
وأردف رمضان: «البعض قد يرشح حجاب، لكنه ليس المرشح الوحيد، فهناك آخرون». وعن مقر الحكومة المؤقتة، أجاب رمضان: «يجب أن تكون داخل الأراضي السورية المحررة، ومدينة حلب مرشحة لذلك، على أن يكون لتلك الحكومة مكاتب في عدد من الدول بالخارج»، منوهاً في ذات الوقت بأن «المخاطر لن تمنع أن يتواجد الوزراء داخل المناطق المحررة».
وأفاد رمضان أن المبعوث المشترك الأخضر الإبراهيمي «سيلتقي خلال اليومين المقبلين في القاهرة وفداً من المجلس الوطني للحديث حول الرؤية المستقبلية للأزمة السورية في ضوء تجميد النظام السوري اتصالاته معه».
سحب المبادرة
وبالتوازي، قال صبرا في تصريحات بعيد لقائه العربي ان «رد النظام السوري على مبادرة الخطيب أصبح واضحاً عندما تعامل باستخفاف معها وأوصلها للنهاية المحتومة، وكذلك أعلن الخطيب نهاية هذه المبادرة».
وأكد أن «النظام قدم رؤيته في خطاب رئيس النظام الأخير عندما أغلق الباب أمام أي حل سياسي، ومن جديد أعلن الحرب على الشعب السوري، وها هو دخل هذه الحرب في مرحلة جديدة كمرحلة تدمير المدن بالصواريخ الباليستية».
واستطرد صبرا: «المبادرة ليست مبادرة المعارضة»، مردفاً: «لقد أصدر الائتلاف الوطني لقوى الثورة محددات للمبادرات وأعلن بوضوح أن أي مبادرة سياسية باسم المعارضة يجب أن تخرج من الهيئة العامة للائتلاف الوطني».
وأضاف أن وفد المجلس الوطني «نقل عتباً كبيراً إلى الأشقاء العرب في الجامعة العربية على الصمت المطبق تجاه الجرائم الكبيرة التي يرتكبها النظام، وكذلك تعجباً للصمت الدولي الذي يخيم في مرحلة ينتقل فيها النظام إلى الإبادة الجماعية».
ورداً على سؤال لـ«البيان» عن إلغاء اتصالات المعارضة بالخارج، قال صبرا: «لم تلغ الزيارات وأن ننسحب من أي مشاركة دولية، ولكن علقنا نشاطاتنا كمعارضة في الخارج لاستحقاقات الوضع الداخلي الذي فرضه علينا قصف مدينة حلب بصواريخ سكود، لكن الاتصالات الدولية ستستمر في الوقت المناسب».
موقف العربي
من جهته، أكد العربي في بيان صحافي عقب لقائه وفد المجلس الوطني السوري على «الإدانة الشديدة لعمليات القصف الوحشي بالطائرات وصواريخ سكود الموجهة ضد المدنيين السوريين العزل في حلب ومدن وأحياء سورية عديدة، وكذلك التفجيرات الإرهابية التي شهدتها مدينة دمشق في 21 فبراير».
واعتبر أن هذه الأعمال «تعتبر جرائم حرب لا يمكن السكوت عليها، والمطلوب من المجتمع الدولي، ممثلاً في مجلس الأمن، اتخاذ موقف حاسم لضمان الوقف الفور لهذه العمليات الإجرامية ومعاقبة مرتكبيها».
وشدّد العربي على «ضرورة مواصلة الجهود من أجل إطلاق عملية سياسية تؤدي إلى تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة لتسيير المرحلة الانتقالية ونقل السلطة وفق إطار زمني متفق عليه بغية وقف نزيف الدماء، وبما يحقق تطلعات الشعب السوري في الحرية والديمقراطية والإصلاح السياسي».
اتهام للخطيب
إلى ذلك، وفي اتهام قد يثير مزيداً من الجدل، قال المعارض البارز فائق المير، المختفي داخل سوريا، إن الخطيب «اجتمع سراً برجل الأعمال السوري محمد حمشو ممثلاً عن رئيس النظام بشار الأسد».
واتهم المير، القيادي في حزب الشعب الديمقراطي المعارض، الخطيب بلقاء حمشو «من دون علم هيئات الائتلاف». وذكر المير، في صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن اللقاء «دام نحو ساعة وتضمن عرضاً حمله حمشو من النظام من أجل الوصول إلى حل». ولم يذكر المير متى وأين تم اللقاء.
