اندلعت عند الحدود اللبنانية السورية فجر أمس معارك عنيفة بين قوات الرئيس السوري بشار الأسد ومسلحين في الجانب الآخر ما أسفر عن مقتل لبناني، بعد ساعات على مقتل آخر في المنطقة نفسها برصاص قوات النظام السوري، ليرد الرئيس اللبناني ميشال سليمان عبر بيان دعا فيه دمشق إلى الامتناع عن إطلاق النار والقذائف في اتجاه أراضي بلاده.. في وقت استمرت الاشتباكات في مدن وبلدات مختلفة بين الجيش الحر والقوات الحكومية التي قصفت عدة مناطق.

وأفاد مسؤول أمني لبناني لوكالة «فرانس برس» بأن المدفعية وقذائف الهاون والأسلحة الرشاشة استخدمت في هذه المواجهات التي دارت بين الجيش السوري في بلدة المشيرفة السورية ومسلحين في بلدة البقيعة اللبنانية، في منطقة وادي خالد على الحدود مع سوريا، دون أن يحدد المسؤول ما إذا كان المسلحون لبنانيين أو سوريين معارضين لنظام دمشق. وأوضح المسؤول أن لبنانياً قتل وجرح أربعة آخرين في هذه المواجهات التي ادت أيضاً الى اضرار مادية.

واندلعت اعمال العنف هذه بعد ساعات قليلة على مقتل لبناني آخر بنيران اطلقت من الجانب السوري للحدود الليلة قبل الماضية بينما كان على مقربة من نهر يفصل بين البلدين. وصرح مسؤول محلي لبناني لـ«فرانس برس» ان من بين المسلحين أفراداً من عشيرة اللبناني القتيل.

بدورها، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام عن مقتل عضو مجلس بلدية الهيشة أحمد شهاب وجرح شقيقه جراء سقوط قذائف من الجانب السوري على بلدة الهيشة في منطقة وادي خالد.

وأفاد رئيس بلدية مشتى حمود ناجي رمضان ان منزلاً لآل عساف استهدف بقذيفة مدفعية سورية، حيث اقتصرت الأضرار على الماديات. وافادت الوكالة اللبنانية الرسمية ان «حالة من الهلع والتوتر تسود صفوف الأهالي في منطقة وادي خالد جراء سقوط القذائف والأعيرة النارية من الجانب السوري».

رد سليمان

وعلى الفور، دعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان الجانب السوري الى الامتناع عن إطلاق القذائف باتجاه الأراضي اللبنانية. وأعرب سليمان في بيان عن «الأسف لاستمرار سقوط الضحايا اللبنانيين جراء الأعمال العسكرية قرب الحدود اللبنانية مع سوريا»، ودعا الجانب السوري الى «الامتناع عن إطلاق النار والقذائف في اتجاه الأراضي اللبنانية».

وأكد الرئيس اللبناني «ضرورة الاستمرار في التزام الموقف المحايد القاضي بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى وبخاصة سوريا». وكان سليمان أجرى سلسلة اتصالات مع المسؤولين المعنيين وطلب الى الأجهزة المختصة التحقيق في ظروف حصول هاتين الحادثتين.

الداخل السوري

وفي الداخل السوري، قصفت قوات النظام سجن الرقة المركزي بمحافظة الرقة؛ ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. ونقلت قناة «الجزيرة مباشر» في خبر عاجل عن اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن «ستة شهداء سقطوا وأصيب 170 آخرون في قصف على سجن الرقة المركزي».

كما كثف الجيش النظامي قصف ريف دمشق. وذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن صاروخي «سكود» أطلقا من اللواء 155 بالقطيفة في القلمون باتجاه الشمال.

وأوضحت «شبكة شام» الإخبارية أن قصفاً عنيفاً تعرضت إليه بلدات العبادة وشبعا بالغوطة الشرقية في ريف دمشق براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة. كما تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة والدبابات على أحياء جوبر والقابون والحجر الأسود، ترافق مع توجه تعزيزات عسكرية إلى مدينة داريا من مطار المزة العسكري إلى مدخل داريا الشرقي.

وقصفت قوات النظام في ريف دمشق مدن داريا وجسرين وسقبا. كذلك، شهدت مدينة حلب اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في محيط ثكنة المهلب ودوار الشيحان ومحيط مبنى الأمن الجوي وسط المدينة. وامتدت الاشتباكات لتشمل بلدة خان العسل بريف حلب، حيث هاجم الجيش الحر مدرسة الشرطة واستخدَم خلال الهجوم آليات ومعدات ثقيلة.