تطلق القوى الثورية في مصر اليوم الأحد حملة جديدة من التصعيد ضد جماعة الإخوان المسلمين وسياسات الرئيس محمد مرسي، إذ أعلنت العديد من القوى الدخول في احتجاجات تمهيداً لعصيان مدني شامل، تزامناً مع قيام أهالي مدينة بورسعيد بتدشين «مركز شرطة يديره الأهالي» في خطوة تصعيدية جديدة وسط دعوات لفصل الإقليم عن الدولة وتأسيس دولة بورسعيد.
وفي تصعيد جديد من أهالي مدينة بورسعيد ضد النظام الحاكم في مصر أقام محتجون على حكم الرئيس محمد مرسي فجراً سرادقاً بقطعة أرض في المحافظة تمهيداً لبناء ما سموه «مركز شرطة يديره الأهالي».
وقال مصدر حقوقي إن مجموعة من المحتجين أقاموا سرادقاً من الأخشاب وأقمشة الخيام بقطعة أرض في محيط شارع محمد علي المجاور للسجن العمومي بمحافظة بورسعيد.
وأضاف المصدر أن المحتجين قاموا بتعليق لافتة على مدخل السرادق كتبوا عليها: «دولة بورسعيد وزارة الداخلية الشعب في خدمة الشعب» ، ولافتة أخرى بوظائف مطلوبة لمركز الشرطة تشمل ضباطاً وعناصر أمن ورجال شرطة سريين يشترط فيهم الأمانة وحسن معاملة الجماهير، موضحاً أن تلك الخطوة «تمثِّل رفضاً بصورة رمزية لما يعتبرونه نهج القسوة الأمنية في التعامل مع أهالي بورسعيد».
وتشهد المحافظة منذ الأحد الماضي عصياناً مدنياً شمل غالبية قطاعات العمل والإنتاج وجزءاً من المرافق الحيوية ومرفأ بورسعيد الذي يتم من خلاله عمليات التصدير والاستيراد لما بين 20 إلى 40 في المئة من حجم تجارة البلاد احتجاجاً على مقتل 46 وإصابة المئات من أبناء المحافظة في مواجهات مع عناصر الأمن على خلفية إدانة القضاء لـ 21 شخصاً بقتل مشجعي كرة قدم على استاد بورسعيد قبل عام في ما يُعرف إعلامياً بـ«مجزرة بورسعيد».
وامتد العصيان إلى محافظة الإسماعيلية المجاورة، حيث قام العشرات من القوى الداعية لتنظيم عصيان مدني في محافظة الإسماعيلية إحدى مدن قناة السويس بقطع خط السكة الحديد أمام المحطة الرئيسة بالمدينة.
وأوضحت القوى السياسية والشبابية الداعية للمشاركة في العصيان إلى أنه يأتي تضامناً مع مدينة بورسعيد وللمطالبة بإقالة حكومة هشام قنديل ورحيل مرسي وحل جماعة الإخوان المسلمين.
ثورة ثانية
وفي سياق متصل، أعلنت حركة «ثورة الغضب الثانية» أن اليوم الأحد هو بداية لتصعيد هو الأكبر من نوعه على مستوى القاهرة ضد مؤسسة الرئاسة والحكومة والمؤسسات الرسمية في الدولة التي بدت وكأنها «تتجاهل دوماً وعن عمد مطالب القوى والفصائل المعارضة المختلفة»، وتعمل على إقصاء المعارضين وتهمش مطالبهم.
وأوضحت الحركة أنها ستبدأ في احتجاجات من وسط القاهرة على أن تكون تمهيداً لعصيان مدني شامل وموسع بالعاصمة على غرار وخطى العصيان الذي بدأته محافظات أخرى أبرزها محافظة بورسعيد.
ودعت الحركة التي تضم عدداً من القوى الثورية لإضراب عام وذلك على خلفية الظروف التي تمر بها مصر، واحتجاجاً على ما سمته التجاهل الشديد من مؤسسة الرئاسة على الوضع الحالي.
من جانبه يقول رئيس اتحاد القوى الصوفية عبدالله الناصر: إن الإضرابات والاستمرار في التظاهر ضد سياسات النظام الحالي هما السبيل الوحيد نحو تحقيق مطالب المعارضة، خاصة أن الشارع لم يرَ حتى الآن نتيجة الثورة وظلت المشكلات كما هي، من ثم فاستخدام ورقة التظاهر هو الأمل الأخير نحو القوى السياسية والثورية لهز النظام وإجباره على الدخول في مفاوضات مع القوى المعارضة الفاعلة بالمشهد السياسي.
وفي المقابل اعترض عضو اللجنة المركزية لاتحاد شباب الثورة محمد طارق على ما يثار حول تنظيم إضراب أو عصيان مدني، مؤكداً أن تلك التحركات تزيد من الضغوط على كاهل رجل الشارع.؟ ويرى أن الحلول السلمية في هذه الحالة هي الأفضل وذلك من خلال الجلوس على طاولة المفاوضات والحوار بين القوى السياسية وبعضها البعض، في حوار غير مشروط أو غير مسبوق بخطوط حمراء، يتم خلاله الاتفاق على ضمانات بعينها تلتزم بها مؤسسة الرئاسة بسير الانتخابات في طريق صحيح، كما يتم الاتفاق خلاله على حل أزمة النائب العام فضلاً عن مصير حكومة هشام قنديل.
هدوء حذر
في الأثناء، ساد الهدوء الحذر محيط قصر الاتحادية بعد تظاهرة «محاكمة النظام» التي دعت إليها 24 حركة وقوى ثورية سياسية. وشهد محيط القصر الرئاسي غياباً تاماً للمتظاهرين وكذلك غياب قوات الأمن عن المشهد إلا أن تواجدها كان فقط بالمحيط الخلفي للقصر. وعلى الصعيد المروري، شهد شارع الميرغني وكافة الشوارع والمحاور المحيطة بقصر الاتحادية سيولة مرورية طبيعية رغم غياب رجال المرور عن كل تلك الشوارع.
إغلاق التحرير
وفي ميدان التحرير وسط العاصمة المصرية القاهرة، واصل المعتصمون بالميدان إغلاقهم لكل المداخل المؤدية إليه وذلك فى أعقاب رفض غالبية المعتصمين لمبادرة إعادة فتح الميدان مقابل قيام وزارة الداخلية بوضع جدول زمني لرفع الحواجز الخرسانية الموجودة بمنطقة وسط القاهرة.
وقام أفراد اللجان الشعبية بوضع حواجز معدنية على كافة المداخل المؤدية إلى الميدان، حيث تم وضعها أمام المتحف المصري وكوبرى قصر النيل وشوارع محمد محمود والفلكي وقصر النيل.
