هاجمت المعارضة المصرية الرئيس محمد مرسي لدعوته لانتخاب أعضاء مجلس النواب في ظل أزمة واسعة لكنها تواجه اختبارا لوحدتها في تحدي الإسلاميين الذين كسبوا جميع الانتخابات منذ ثورة 25 يناير 2011، تزامنا مع سجال واسع إزاء الدعوة للانتخابات في ظل عدم التوافق الوطني الراهن في مصر.
وما ان دعا مرسي لانتخاب مجلس النواب حتى اتهمه معارضوه الليبراليون واليساريون «بتعميق الانقسامات بينهم وبين الإسلاميين». وهدد بعضهم بمقاطعة الانتخابات. كما انتقدت جماعة «الكلمة المسيحية» الرئاسة بسبب تحديد موعد الجولة الاولى ليأتي ضمن عطلة عيد القيامة. وذكرت الجماعة في بيان ان هذا تجاهل كامل للمجتمع القبطي ولكنها «خطوة مقصودة لاستبعادهم من الحياة السياسية».
وادلى رجل الاعمال المصري البارز نجيب ساويرس بتصريحات مماثلة انتقد فيها توقيت الانتخابات. وذكر التلفزيون الرسمي لاحقاً ان الرئاسة «ستغير موعد الانتخابات في محاولة لتهدئة الأقباط ولكن لم تصدر الرئاسة بيانا رسميا بهذا المعنى».
موقف الـ«جبهة»
وذكرت جبهة الإنقاذ الوطني التي تضم أحزابا ليبرالية ويسارية وساسة غير إسلاميين إنها ستحدد موقفها من الانتخابات في اجتماع خلال أيام. وقال الناطق باسم الجبهة خالد داوود: «سنجتمع لنقرر ما إذا كنا سنقاطع أو نشارك في الانتخابات. لكن كما هو واضح لكم المعارضة ككل تشعر بالضيق بسبب القرار المنفرد من جانب الرئاسة، هذا قرار متسرع».
ويرى داود أن مصر يجب أن تكون أولوياتها أخرى مثل تغيير الدستور الجديد المثير للجدل الذي صاغته العام الماضي جمعية تأسيسية غلب عليها الإسلاميون. وأضاف: «يجب حل هذا الموضوع أولا ثم تكلموا عن الانتخابات».
وفي حين تستطيع المعارضة الاتفاق على مهاجمة مرسي انتهت تهديداتها السابقة بالمقاطعة إلى لا شيء.
ولا تزال المعارضة متفرقة وغير منظمة على العكس من القدرات المالية والتنظيمية للإسلاميين الذين كسبوا الانتخابات الرئاسية والتشريعية السابقة. وقال النائب الليبرالي السابق عمرو حمزاوي: «نحن الآن أمام اختيار سياسي صعب وأمام سيف الوقت الضاغط وأمام امتحان لقدرة المعارضة على البقاء موحدة وقبل كل هذا أمام اختبار ضمير عسير».
ترحيب
ورحب الإسلاميون بالانتخابات قائلين «إنها الوسيلة الوحيدة للخروج من أزمات مصر السياسية والاقتصادية». وقال طارق الزمر من حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية إن الانتخابات هي الطريق الوحيد للخروج من الأزمة. واضاف أن الشعب يجب أن يتاح له اختيار من يرى أنهم الأنسب لتمثيله. وتابع أن أغلبية القوى السياسية لن تقاطع الانتخابات.
وقال نائب رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين عصام العريان إن البرلمان سيكون من شأنه توحيد الحياة السياسية. وأردف في صفحته على «فيسبوك»: «مجلس النواب سيكون بإذن الله متنوعا تصدح فيه كل اصوات الوطنية اسلامية بكل تنويعاتها واليمينية الليبرالية بكل اختلافاتها واليسارية أيا كانت صراعاتها».
وهيمن الإسلاميون تتقدمهم جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي على مجلس الشعب الذي حل العام الماضي بحكم محكمة بعد نحو سبعة شهور من انتخابه. وسيكون على مجلس النواب وهو الاسم الذي أطلقه دستور البلاد الجديد على البرلمان إقرار إجراءات تقشف اقتصادي صارمة يرفضها أغلب الناس في وقت تسعى فيه مصر للحصول على قرض 4.8 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي لتخفيف حدة أزمة اقتصادية تمر بها.
وتشهد مصر احتجاجات واسعة في العديد من المحافظات. ورفع المحتجون مطالب متفاوتة في الوقت الذي تتفاوت فيه آراء المعارضين. وبينما دعا البعض لإسقاط مرسي طالب البعض الآخر الجيش الذي دعم مبارك ومن سبقوه من الرؤساء للعودة لإدارة شؤون البلاد.