بينما تتواصل في تونس اليوم المشاورات حول تشكيل حكومة تكنوقراط أخذت دائرة الخلاف تتوسع بين رئيس الحكومة حمادي الجبالي وحركة النهضة، التي يتولى موقع الأمين العام فيها، حول طبيعة الحكومة المنتظرة حيث يتهمه رئيسها بما وصفه بالانقلاب على الشرعية تزامناً مع ضغوط تمارسها «النهضة» على الجبالي لكي تدفعه نحو الاستقالة في وقت ستتجه الأنظار السبت المقبل حيث من المرتقب أن تشهد العاصمة تونس «مليونية الشعب» للردّ على مسيرة حركة «النهضة» التي انتظمت أول أمس.
ودعت صفحات التواصل الاجتماعي مكونات المجتمع المدني والأحزاب السياسية المعارضة والشعب التونسي إلى تنظيم مسيرة حاشدة يوم ٢٣ فبراير، وستدعو «مليونية الشعب» الى تحديد أجل لإنهاء الدستور و الإسراع في إنشاء لجان عليا لكل من القضاء و الإعلام و الانتخابات وحلّ الحكومة الفاشلة و تكوين حكومة إنقاذ وطني تتكون من مستقلين، إلى جانب إيجاد حلول سريعة لغلاء الأسعار .ومن المنتظر أن تشارك أحزاب المعارضة والنقابات ومنظمات المجتمع المدني في مسيرة السبت القادم
من جانب آخر، اعتبر الغنوشي أن «المطالبات بتشكيل حكومة كفاءات أو ما يعرف بحكومة تكنوقراط، يعتبر إسقاطا للحكومة الحالية التي جاءت بناءً على رغبة الشعب من خلال انتخابات شرعية». وأضاف إنه «ومنذ انتخاب حزب النهضة والمؤامرات تحاك ضدها»، مشيرا إلى الأطراف «الساعين لإرجاع البلاد إلى عهد الحديد والنار وحكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي».
وفي حين، اتهم الغنوشي ،الجبالي بالانقلاب على حركة النهضة قائلاً إن «من يريد الخروج عن مؤسسات الحركة سيجد نفسه في الفراغ»، أوضحت مصادر مطلعة لـ «البيان» أن «الرسالة وصلت إلى الجبالي الذي يصر على فكرة حكومة التكنوقراط ، ويشترط في أعضاء الحكومة المقبلة الخبرة وعدم التحزب والالتزام بعدم الترشح للانتخابات المقبلة وعدم التورّط مع النظام المخلوع».
المكي بدلاً عن الجبالي
وأضافت المصادر ذاتها إن الجبالي عبّر عن استعداده للاستقالة من الحكومة في حالة عدم التوافق على مبادرته بين الفرقاء السياسيين، وأن أطرافا من حركة النهضة تريد أن تدفع به إلى ترك منصبه لفائدة وزير الصحة عبداللطيف المكي والمحسوب على الجناح المتشدّد في الحركة.
الحكومة لم تفشل
بالمقابل، قال وزير الفلاحة محمد بن سالم وهو القيادي في حركة النهضة أن كلمة الفشل التي تُروَجُ على الحكومة الحالية ليست صحيحة وأن هذه الحكومة ليست فاشلة خلافا لِما يدعيه البعض. وتحدث بن سالم على هامش اجتماع مجلس الشورى لحركة النهضة في مدينة الحمامات من ولاية نابل، عن نسبة النمو التي فاقت نسب النمو في دول الجوار على حد تعبيره.
محاسبة الجبالي
إلى ذلك، أعلن القيادي في حزب المؤتمر من أجل الجمهورية وزير التشغيل في حكومة الترويكا عبدالوهاب معطر خلال اجتماع المجلس الاستثنائي للحزب في ولاية القيروان أن هناك إمكانية لأن يصدر المجلس قرارا يطلب فيه محاسبة من دعا إلى حكومة تكنوقراط، في إشارة إلى الجبالي.
زوجة بلعيد: لا أستبعد مزيداً من الاغتيالات
أكدت بسمة أرملة السياسي التونسي الراحل شكري بلعيد أنها لا تستبعد وقوع المزيد من الاغتيالات السياسية بتونس في الفترة المقبلة.
وقالت بلعيد: «إذا قرأنا الأحداث التي وقعت بالفترة السابقة والتصريحات التي صدرت بشأن وجود قائمة تضم عددا من الشخصيات السياسية المعارضة المطلوب استهدافها واغتيالها، وعلى رأسها الشهيد شكري بلعيد الذي تم اغتياله بالفعل، لاستنتجنا أنه من الممكن أن تقع اغتيالات أخرى».
من جانب آخر، جددت بلعيد تحميلها زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي مسؤولية اغتيال زوجها، وقالت: «حملت الغنوشي المسؤولية السياسية وراء الاغتيال، فهناك بعض الأعضاء داخل حزبه قاموا بالتحريض على العنف والقتل، ومنهم من أباح وأهدر عبر المساجد دم الشهيد بلعيد». ولفتت بلعيد إلى أن كل الخيارات مفتوحة ومنها اللجوء للتقاضي الدولي إذا لم تسفر التحقيقات في قضية مقتل زوجها عن نتائج واضحة.
واستبعدت بلعيد بشكل مطلق مغادرة تونس إلى دولة عربية أو غربية حال تعرضها وأسرتها لأي تهديد، وشددت: «سأظل في تونس حتى لو قدر لي أن أموت بها كزوجي، ولن أطلب اللجوء السياسي لأي دولة أخرى ولن نخرج منها».تونس-د.ب.أ