بدأت ملامح انفراج سياسي في تونس، حيث شارك قائد أركان الجيش التونسي الجنرال رشيد عمّار في المشاورات السياسية التي يجريها رئيس الحكومة حمادي الجبالي مع عدد من حكماء تونس في إطار الإعداد لتشكيل حكومة التكنوقراط، وتم الإعلان عن قائمة أعضاء المجلس الأعلى لحكماء تونس والتي تتكّون من عدد من رجل السياسة والوزراء السابقين، فيما كشف رئيس المكتب السياسي لحركة النهضة عامر العريض أن هناك نقاشاً داخل لجنة التشريع العام بالمجلس الوطني التأسيسي لمراجعة قانون تحصين الثورة (العزل السياسي) للحد من عدد المستهدفين منه، بينما طعنت حركة نداء تونس في شرعية المجلس الـتأسيسي، مشيرا إلى أنه لم يعد بإمكانه مواصلة أعماله.

وقال وزير الثقافة مهدي المبروك الذي أعلن عن تشكيل مجلس حكماء تونس إن المجلس يضم عددا من الشخصيات الوطنية المتخصصة والعاملة في مجالات متعددة وذلك للاستئناس به في تقدير المواقف والمستجدات الوطنية وتقديم الاستشارة والنصح للصالح العام دون أن يكون هذا المجلس بديلاً لأية هيئة أو مؤسسة وطنية أو موازياً لأعمالها.

وتتضمن قائمة لجنة الحكماء أربعة من رموز حركة اليسار الإسلامي في تونس وهم: بن عيسى الدمني وصلاح الدين الجورشي وفتحي التوزري وحميدة النيفر الى جانب المفكر الليبيرالي هشام جعيط مدير بيت الحكمة والخبيرين الدستوريين عياض بن عاشور وقيس سعيّد والمؤرّخ عبد الجليل التميمي والوزيرين السابقين منصور معلّي وحمودة بن سلامة ونائب رئيس حركة النهضة عبدالفتاح مورو والنائب عن كتلة النهضة بالمجلس الوطني التأسيسي أبوعرب المرزوقي. غير أن انتقادات واسعة ووجهت بها تركيبة المجلس بسبب غياب العنصر النسائي والحقوقيين والنقابيين وقيادات المجتمع المدني.

ويجمع المراقبون على أن مشاركة الجنرال عمار في المشاورات يعني المواقفة الضمنية من قيادات الجيش لمبادرة للجبالي التي مازالت محل جدل واسع في الساحة السياسية المحلية.

المرزوقي يخصص حماية

إلى ذلك علمت «البيان» أن الرئيس المنصف المرزوقي قرّر أمس تخصيص فريق حراسة من الأمن الرئاسي لحماية حمّة الهمامي زعيم حزب العمال والناطق الرسمي للجبهة الشعبية، وكان المرزوقي قد حذّر شكري بلعيد من إمكانية تعرّض حياته للخطر.. في الوقت الذي تم فيه الكشف عن قائمة بالاغتيالات المنتظرة تضم حمة الهمامي الى جانب الباجي قائد السبسي زعيم حركة نداء تونس وأحمد نجيب الشابي زعيم الحزب الجمهوري، وعدد من الإعلاميين ورجال الثقافة وقادة الأحزاب،

وكانت وزارة الداخلية خصصت عناصر حماية لقائد السبسي ولأحمد نجيب الشابي، كما قامت بإجراءات استثنائية لحماية المؤسسات الإعلامية ومنها إذاعة موزاييك الخاصة بعد تلقي المذيع نوفل الورتاني تهديدات بالتصفية الجسدية.

الطعن في شرعية «التأسيسي»

عقد سفراء دول الاتحاد الأوروبي في تونس اجتماعا مشتركا مع الباجي قايد السبسي وعدد مع قياديي حركة نداء تونس للتباحث حول الأوضاع المستجدة في البلاد.

وقال قائد السبسي في تصريحات صحفية إنّ الحكومة في شكلها الحالي غير مؤهّلة لمواصلة قيادة البلاد، وكذلك لم يعد بإمكان المجلس التأسيسي أن يواصل أعماله حسب تعبيره. وأضاف أنّ المجلس التأسيسي فقد الشّرعية بسبب تجاوزه لفترة السّنة المتّفق عليها لإنجاز الدستور وهي المهمّة الأساسية والأصلية لنوّاب المجلس.

قانون العزل السياسي

في الأثناء، قال رئيس المكتب السياسي لحركة النهضة عامر العريض ان قانون العزل السياسي ستتم مراجعته داخل المجلس الوطني التأسيسي للحد من عدد المشمولين به من أعضاء النظام السابق.

وكشف العريض في تصريحات صحافية إن «هناك نقاشا داخل لجنة التشريع العام بالمجلس الوطني التأسيسي لمراجعة قانون تحصين الثورة (العزل السياسي) للحد من عدد المستهدفين منه حتى يشمل في نهاية الأمر 2 في المئة فقط من أعضاء حزب التجمع الدستوري المنحل» وأضاف أن «أيادينا ممدودة لكل التونسيين المؤمنين بأهداف الثورة، أما الذين يريدون إعادة النظام السابق، فإن الشعب التونسي قال رأيه عبر الثورة».

وكشف رئيس المكتب السياسي للحركة: «نجري حوارات متعددة الأطراف مع مستقلين ومع أحزاب سياسية في مقدمتها أحزاب الائتلاف ومع الرئاسات الثلاث للتعجيل بالوصول إلى اتفاق لتشكيل حكومة ائتلاف وطني تضم أيضا الكفاءات وتكون لها قاعدة شعبية واسعة وشرعية برلمانية وسياسية».

 

 

التونسيون ينتظرون حكومة التكنوقراط وكشف قتلة بلعيد

 

 

 

 

ينتظر التونسيون حدثين مهمين هما الإعلان عن حكومة التكنوقراط التي وعد بها حمادي الجبالي، والكشف عن هوية المورطين في اغتيال القيادي اليساري شكري بلعيد، في وقت دعت الجبهة الشعبية الى مؤتمر وطني للإنقاذ الأسبوع المقبل.

وتتجه الأوضاع في تونس إلى مزيد من التصعيد، في ظل انقسام الساحة السياسية بين داعمين لحكومة التكنوقراط ورافضين لها، وفي حين أعلن كل التكتّل الديمقراطي للعمل والحريات بزعامة مصطفى بن جعفر عن خروجه عن صف الترويكا بدعمه لمشروع الجبالي، فإن حزبي حركة النهضة وحزب المؤتمر يصرّان على تشكيل حكومة كفاءات متحزّبة وفرضها في المجلس الوطني التأسيسي.

غير أنهما يصطدمان في هذه الحالة بتدويل الوضعية التونسية من خلال التدخّل المباشر للقوى العظمى والدول الإقليمية، حيث تعدّدت اللقاءات بين حمادي الجبالي وسفراء واشنطن وباريس ولندن والاتحاد الأوروبي والجزائر ومصر والمغرب وليبيا، الى جانب الوفود التي ارتفعت وتيرة زياراتها الى تونس، كما استقبل راشد الغنوشي عدداً من السفراء ومنهم السفير الأميركي الذي تعتبر بلاده داعما رئيسيا لحركة النهضة ولمشروع الإسلام السياسي في المنطقة العربية.

ويبدو واضحا أن أحزاب الوسط ووسط اليسار مثل نداء تونس والحزب الجمهوري والتكتّل والمسار الى جانب الاتحاد العام التونسي للشغل وعدد كبير من منظمات المجتمع المدني قد أعلنت موقفها بدعم مشروع حكومة التكنوقراط انطلاقا من فهمها لطبيعة المرحلة وكذلك لتوجهات العواصم الكبرى التي لم تعد تخفي خشيتها على مستقبل تونس في ظل اتساع دائرة العنف والتطرّف وظهور بوادر التحالف بين جماعات الإسلام السياسي بمختلف توجهاتها ومنها حركة النهضة وحزب التحرير والحركات السلفية، حيث أصبح الإسلام السياسي يمثّل كتلة واحدة في مواجهة أنصار الدولة المدنية والليبراليين والعلمانيين.

ولعلّ اغتيال شكري بلعيد قد ساعد على تقريب المسافات بين مختلف التيارات الوسطية واليسارية. وفي بادرة لافتة رفضت أسرة بلعيد استقبال ممثلين عن أحزاب «الترويكا» لتقديم التعازي والمشاركة في جنازة القيادي اليساري الراحل، في حين رحّبت بحركة نداء تونس التي يتهمها كل من حزب حركة النهضة وحزب المؤتمر وحلفاؤها بأنها تمثّل الثورة المضادة، ويتحدّث المقرّبون من شكري بلعيد أنه كان يعمل منذ فترة على تكوين جبهة للأحزاب التقدمية والديمقراطية من مختلف تيارات الوسط واليسار واليمين المعتدل بما في ذلك حركة نداء تونس لمواجهة قوى الإسلام السياسي.

 

 

«المليونية» إلى السبت

 

 

قال مصدر من حزب حركة النهضة الإسلامية إن المسيرة المليونية التي دعا إليها قادة من الحزب لدعم الشرعية الانتخابية بعد غد الجمعة قد تم تأجيلها إلى يوم السبت المقبل.

وأوضح المكتب الإعلامي لحركة النهضة إن المسيرة قد تم تأخيرها إلى السبت لتفادي أي ازدحام أو تعطيل للشغل ولأعمال الناس، خاصة وأنها تتزامن مع يوم عمل. د.ب.أ