تواصلت المعارك في العاصمة السورية دمشق أمس لليوم الثاني بين القوات النظامية والثوار، حيث تركزت الاشتباكات والقصف على حي جوبر شرقي دمشق الذي شهد قصفاً عنيفاً من قبل قوات الحرس الجمهوري المتمركزة على جبل قاسيون، فيما شهدت أحياء الحجر الأسود والقابون ومخيم اليرموك ومناطق واسعة في الريف بينها دوما والزبداني وداريا وعربين وحران العواميد ويلدا مواجهات عنيفة سقط فيها عشرات القتلى والجرحى.

وقال قائد من قوات المعارضة امس ان «الثوار اشتبكوا مع وحدات من النظام السوري للسيطرة على أحياء في دمشق لليوم الثاني من هجوم لهز قبضة الأسد على العاصمة». وذكر أن «وحدات الحرس الجمهوري الخاصة المتمركزة على جبل قاسيون في وسط دمشق أطلقت قذائف المدفعية والقذائف الصاروخية على حي جوبر الشرقي وعلى الطريق الدائري الجنوبي حيث هاجم مقاتلو المعارضة متاريس ومواقع للجيش».

وقال إسلام علوش من وحدة «لواء الاسلام» التابعة لقوات المعارضة إن «حي جوبر هو أكثر حي يدور حوله الصراع ولذلك يقصفه النظام بشدة». وذكر أن «جيش النظام يحشد قواته لاستعادة السيطرة على تقاطع هام في الطريق الدائري».

تحصينات أمنية

وقال علـوش إن «القصـد من هجوم مقاتلي المعارضة ليس السيطرة على وسط دمشق». وأوضح أن «قوات المعارضة لن تحاول القيام بذلك ما دامت قوات الاسد تسيطر على قواعد رئيسية خلف قوات المعارضة في حي المليحة وبلدة عدرا». وصرح أن «الهدف هو السيطرة على مواقع القناصة والتحصينات التي تعد جزءا من خط دفاع النظام عن دمشق لا التقدم بسرعة دون الحصول على الدعم المناسب». وقدر عدد القتلى خلال ساعات الفجر الأولى من أمس (الخميس) بنحو 30 قتيلاً غالبيتهم نتيجة قصف الجيش العنيف لأحياء جوبر وزملكا والحجر الأسود التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. ويقع جوبر وزملكا بالقرب من مجمعات للأمن تتمركز فيها قوات الأسد.

أحياء وريف العاصمة

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية إن «قوات النظام قصفت بقذائف المدفعية والهاون حي الثلاثين في مخيم اليرموك، ما أدى الى احتراق عدد كبير من المنازل». واستمرت المعارك وعمليات القصف أمس على حي الحجر الأسود، كما وقعت اشتباكات عنيفة في أطراف حي القابون شرقي دمشق من جهة طريق دمشق حمص الدولي رافقها سقوط قذائف على الحي. وكذلك استمر القصف والاشتباكات في مناطق واسعة في الريف بينها دوما والزبداني وداريا وعربين وحران العواميد ويلدا.

تقرير إسرائيلي

بثت القناة الثانية بالتليفزيون الاسرائيلي أول من أمس، صوراً لما يعتقد أنه هجوم شنته طائرات حربية إسرائيلية في سوريا على قافلة أسلحة كانت في طريقها الى حزب الله. وأظهرت الصور التي التقطت قبل وبعد الهجوم طريقاً محترقاً وحفرة تسببت فيها قنبلة أخطأت هدفها، بحسب صحيفة «جيروزاليم بوست» الاسرائيلية. وقالت الصحيفة ان «الصور لم تظهر أي اضرار لحقت بمنشأة أبحاث علمية» زعمت سوريا أنها كانت هدفاً للهجوم الذي ترددت تقارير بشأنه».