حالة من الذعر والقلق اجتاحت الساحة السياسية في مصر بعد مقتل الناشط اليساري التونسي شكري بلعيد خوفًا من أن تنتقل عدوى الاغتيال السياسي إلى المعارضة في مصر كما نقلت إليها الثورة من قبل، خاصة أن الاغتيالات السياسية أصبحت احتمالًا واردًا مع ظهور عدد من الحركات والجماعات المسلحة في مصر والتلويح من وقت لآخر باستخدام مليشيات الإخوان المسلمين لتهديد المعارضة، في ظل تهديدات بتصفية محمد البرادعي وحمدين صباحي، وهما من قيادات المعارضة البارزين. كما أن التاريخ المصري يحفل بكثير من حوادث الاغتيال لعدد من الرموز السياسية، كان أبرزها حادث اغتيال الرئيس محمد أنور السادات العام 1981 على يد إحدى الجماعات الإسلامية.

وقال المرشح الرئاسي السابق، القيادي بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي، أبو العز الحريري إن «الإخوان انقلبوا على الثورة بداية يوم 11 فبراير، ثم بالإعلان الدستوري الأول ثم انتخابات الرئاسة»، لافتًا إلى أن «الإعلانين الدستوريين باطلان».

وأضاف قائلًا ان «العدوان على القضاء ومحاصرة المحكمة الدستورية، وخروج الدستور الباطل، يعني ان الإخوان يسيرون على نفس الخطى التي وصلت بتونس إلى هذا الحال، فهذه التصرفات لن تؤدي إلى استقرار بل ستؤدي إلى العنف بدرجة أكثر»، مشيرًا إلى أن الفرق بين مصر وتونس هو أن «القوى الوطنية أثبتت في الذكري الثانية للثورة أنها على استعداد أن تضحي بنفسها من أجل البلاد».

وأوضح أن «الاغتيالات تتم في مصر الآن بالفعل، ويتمثل ذلك في سقوط مئات الضحايا الذين سقطوا منذ ثورة يناير في 2011، وآلاف المصابين والكثير من المفقودين أو المعتقلين، إضافة إلى انتهاك الأعراض، وهو أمر جديد لم يظهر في الشارع المصري، إلا بعد أن وصل الصراع بين الإخوان والسلفيين من جانب والقوة المدنية الممثلة في جبهة الإنقاذ من جانب آخر إلى ذروته». وقال: «نحن مقتنعون أن حكم الإخوان سيكون أسوأ من نظام مبارك». وحتى ان عبود الزمر، عضو مجلس شورى الجماعة الاسلامية، أدان فتوى محمود شعبان على قناة «الحافظ» الإسلامية التي تجيز قتل قيادات جبهة الإنقاذ، خصوصا البرادعي وصباحي، قائلا: «لا أرى هذه المعارضة تأخذ حقها أما اللجوء إلى العنف سواء من المعارضة أو الحكومة فهذا أمر مرفوض».

اتهام

اعتبر القيادي في حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، جمال حشمت أن ما وقع للمعارض اليساري التونسي شكري بلعيد هو «ما سبق وحذّرت منه جماعة الإخوان المسلمين في مصر من محاولة اللجوء للعنف»، مستنكرًا في هذا الصدد قيام عدد من رموز المعارضة في مصر بتشبيه ممارسات حركة النهضة في تونس بحزب الحرية والعدالة في مصر.