أثار موقف رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الدكتور معاذ الخطيب، بطرحه مبادرة وصفها بـ«الشخصية» لقبول التفاوض مع النظام السوري بشروط بإطلاق 160 ألف معتقل وتمديد أو تجديد جوازات السفر للسوريين الموجودين في الخارج، تشويشا لقناعات المعارضة المتشددة في رفضها الحوار مع النظام السوري، لكنه في ذات الوقت لقي اهتماما من قبل المبعوث الأممي العربي الخاص إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، وعمليا تفتح هذه المبادرة فرصة سانحة للبناء على رهان مبادرة جنيف الأولى يونيو 2011، والتي سبق أن دعت إلى الحوار ما بين النظام والمعارضة ، لكن تظلّ مع ذلك مرهونة بقبول رفاق الخطيب بالائتلاف، ورد النظام السوري عليها الذي ينتظر هو الآخر نتائج اجتماع الائتلاف بالقاهرة الذي عقد أول من أمس بالقاهرة للبناء عليه.

استياء المعارضة

يشير مراقبون إلى أن المعارضة السورية الأكثر انزعاجا من ممارسات بشار الأسد ونظامه الوحشية وآخرها جريمته البشعة بمدينة حمص في قتل جماعي وممنهج للسوريين، لم تكن تتصور من أن تأتي تلك المبادرة للحوار مع هذا النظام المخضبة يداه بدماء السوريين، من معارض سوري غير عادي وهو رأس الائتلاف الوطني الممثل الشرعي دوليا للمعارضة السورية وحسب كثير من الدول للشعب السوري.

مبادرة الخطيب تلقفتها القوى السورية المعارضة على أهواء متفرقة، فمنهم من يرى أنها فرصة لفضح النظام السوري أمام المجتمع الدولي حال رفض الأسد، ومن ثم وضع مجلس الأمن الدولي أمام المزيد من الاضطلاع بمسؤولياته، وكذلك فضح الغطاء السياسي الدولي له من قبل روسيا والصين وإيران، ودفع مواقف دولية راكدة خطوة إلى الأمام ضد نظام بشار الأسد.

وفي حال قبول الحكومة السورية ذلك الطرح، وتنصله من الإيفاء بأي التزامات تحت الرعاية الدولية، وحسب اتفاق جنيف، والتي تدعو إلى صياغة مرحلة انتقالية وتشكيل حكومة وطنية لها كافة الصلاحيات، سيؤدي إلى نفس النتيجة الأولى، رغم رؤية مراقبين أن ذلك سيصطدم بالجدل الدائر في مجلس الأمن حول تفسير خطة جنيف خاصة مستقبل الأسد، وهو ما طالب الإبراهيمي في نيويورك من يومين أن يتم حسمه من قبل مجلس الأمن، منعا للتأويلات التي تبطئ من العمل الدولي.

طوق النجاة

ويرى فريق آخر أن مبادرة الخطيب هي طوق النجاة للنظام السوري والشعب السوري أيضا، وهو ما سيستغله الإبراهيمي وروسيا، كي يخططوا لمرحلة قد تشبه الحل اليمني، متوقعين أن تكون نقطة الخلاف الشائكة، هو ما يخص مستقبل الأسد في أي تسوية سياسية، إضافةً وهو الأهم كما صرح بذلك الإبراهيمي ما هو رد فعل الحكومة السورية، وزملاء الخطيب. وكان الخطيب كتب على صفحته الخاصة على موقع «فيسبوك» إنه «مستعد للجلوس مباشرة مع ممثلين عن النظام السوري في القاهرة أو تونس أو إسطنبول». ورد المجلس الوطني على الخطيب، معتبرا أن تصريحاته تتناقض مع مبادئ الائتلاف الرافضة للحوار مع نظام الرئيس بشار الأسد.