تشهد مصر اليوم تظاهرات مرتقبة تحت اسم جمعة «الخلاص»، تنضم لقائمة تظاهرات القوى المعارضة التي بدأت بقوة عشية الذكرى الثانية لذكرى ثورة 25 يناير للاعتراض على الدستور الجديد وسياسات جماعة الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي، حيث أعلن 18 حركة وحزباً مشاركتها، في وقت تراجعت حدة الاشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن في القاهرة اثر هطول أمطار غزيرة، فيما قرَّر محافظ السويس تقليل عدد ساعات حظر التجوال إلى أربع ساعات.

وقالت القوى الثورية والسياسية المشاركة في مليونية «الخلاص» اليوم، في مؤتمر صحافي عقد في مقر التيار الشعبي أمس، إنه على «مدار أكثر من ستة أيام كاملة، يستمر نظام مرسى وجماعة الإخوان في إسالة دماء المصريين في الشوارع، بعد غضبة الشعب يوم 25 يناير». وأضافت أن «السلطة أعادت إنتاج نفس الممارسات الأمنية القمعية السابقة لوأد غضب الشعب المصري تجاه سياسات مرسي والإخوان على مدار الأشهر الستة الماضية، من محاولات لإجهاض الثورة وأهدافها».

ومن المُقرر أن تخرج التظاهرات في مختلف محافظات مصر، وهي تأتي عقب أسبوع تفاقمت فيه حدة العنف والاشتباكات بين المحتجين وقوى الأمن، ما اضطر الأخيرة الى بناء أسوار خرسانية جاهزة للفصل بينها وبين المتظاهرين في عدد من المحاور، خاصة في محيط ميدان التحرير، فضلًا عن قيام الرئاسة المصرية بإعلان حالة الطوارئ في مدن القناة، وعدم التزام سكان تلك المدن بالقرارات.

مفاجأة مرتقبة

ومن المنتظر أن يعلن النائب الأول لمرشد الإخوان المسلمين خيرت الشاطر ما أسماه بـ«مفاجأة قوية» للشارع المصري خلال تظاهرات اليوم، يحبس المصريون أنفاسهم انتظاراً لتلك المفاجأة، التي يرجح مراقبون أنها من الممكن أن يتم خلالها الإعلان عن اتفاق مع المعارضة.

ويتوقع مراقبون تفاقم حالة العنف بالمشهد السياسي المصري خلال احتجاجات اليوم، خاصة أنها تأتي في نهاية أسبوع مليء بالتطورات والأحداث السياسية، التي عززت حالات الانقسام، وأسهمت في ردود أفعال عنيفة من قبل بعض النشطاء والقوى غير معلومة الهوية التي دخلت في اشتباكات حادة مع قوات الأمن سقط على إثرها عشرات القتلى ومئات المصابين خلال الأسبوع الماضي.

الوضع الميداني

ميدانياً، تراجعت حدة التظاهرات والاشتباكات في محيط ميدان التحرير بعد هطول أمطار غزيرة حالت دون خروج الناشطين من خيم الاعتصام.

وساد الهدوء الحذر، ميدان سيمون بوليفار بعد موجة من الاشتباكات التي شهدها أول من أمس بين المحتجين وقوات الأمن.

وخيم على ميدان التحرير هدوء تام نظراً لالتزام معظم المعتصمين بخيامهم في ظل سقوط الأمطار وشدة برودة الطقس.

كما ساد الهدوء محيط قصر الاتحادية لليوم السادس على التوالي بسبب انخفاض أعداد المعتصمين نظراً لبرودة الطقس واتجاه غالبية القوى السياسية المعارضة للاعتصام بميدان التحرير، في وقت شهد محيط القصر تواجداً متوسطاً لقوات الأمن.

إزالة الحواجز

في السياق، قال رئيس الوزراء هشام قنديل إنه قام بالإشراف على إزالة الحواجز والعوائق الموجودة في ميدان التحرير.

وقال قنديل، عبر حساب منسوب له على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: « توجهت بصحبة قوة من الداخلية للإشراف على إزالة الحواجز والعوائق الموجودة في ميدان التحرير حتى تعود حركة المرور للتدفق». وأضاف أن «التظاهر أو الاعتصام حق اكتسبه المصريون بدمائهم، ولايقدر أحد أن يسلبه منهم، ولا يجوز في نفس الوقت أن يقرِّر عشرات أو مئات أن يعطلوا مصالح مجتمع أو يستهينوا بمقدراته».

خفض الحظر

من جهة أخرى، قرَّر محافظ السويس اللواء سمير عجلان تقليل عدد ساعات حظر التجوال بالمحافظة إلى أربع ساعات فقط من الواحدة بعد منتصف الليل وحتى الخامسة صباحاً.

وجاء القرار بنهاية اجتماع ضم ممثلي قوى سياسية بالمحافظة تم خلاله بحث الأوضاع القائمة في المحافظة واستمرار التظاهرات المطالبة بإسقاط النظام.

وكان محافظ بورسعيد اللواء أحمد عبدالله أصدر قراراً مماثلاً، حيث قلت عدد ساعات الحظر من الواحدة بعد منتصف الليل وحتى الخامسة صباحاً، بعد ساعات قليلة من قرار اتخذه محافظ الإسماعيلية جمال إمبابي بتقليل الحظر إلى ثلاث ساعات فقط من الثانية صباحاً.

دعوة الداخلية

دعت وزارة الداخلية المصرية القوى والتيارات السياسية إلى «التواصل معـهـا حـول ما يجــري عـلـى أرض الواقـع للخروج من الموقف الراهن». وقالت الـوزارة فـي بيـان نشـرتـه عبر صفحـتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إن قطاع حقوق الإنسان والتواصل المجتمعي بوزارة الداخلـيـة «يناشـد كافة القوى والتيارات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات العامة التواصل مع القطاع لتفعيل دور الجميع فى هذه المرحلة الراهنة وللمشاركة الإيجابية الفعّـالة لما يجري على أرض الواقع».