اتفقت حركتا «فتح» و«حماس»، خلال سلسلة اجتماعات في القاهرة أول من أمس ضمت الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» برعاية الرئيس المصري محمد مرسي، على البدء الفوري في إجراءات تنفيذ المصالحة في ما بينها، على أن تعقد لجنة المصالحة الفلسطينية اجتماعاً بالقاهرة الأسبوع المقبل يسبق اجتماعاً موسعاً للإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة المصرية ياسر علي على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أمس، إن «الطرفين الفلسطينيين أعلنا بعد اللقاء مع السيد الرئيس (المصري محمد مرسي) موافقتهما على البدء الفوري لتنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية الذي وقع في مايو2011 برعاية مصرية».

وكان عباس ومشعل بحثا في القاهرة الليلة قبل الماضية سبل تنفيذ اتفاق المصالحة، وآليات تنفيذ الاتفاق وخاصة تشكيل حكومة جديدة برئاسة عباس للإشراف على الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وانتخابات المجلس الوطني التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية. وينص اتفاق المصالحة الموقع في مايو على خمسة بنود تتعلق بتشكيل حكومة فلسطينية جديدة، وتحقيق المصالحة المجتمعية، ومنظمة التحرير الفلسطينية، وإجراء الانتخابات، والأمن.

وقام عباس بزيارة إلى مصر، على رأس وفد يضم عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، والناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة، ورئيس جهاز الاستخبارات الفلسطيني، إلى جانب زيارة وفد «حماس» برئاسة مشعل الذي يضم موسى أبو مرزوق، وعزت الرشق، وخليل الحية، ونزار عوض الله، ومحمد نصر. وعقد اجتماع ثلاثي ضم عباس ومشعل ومدير جهاز الاستخبارات العامة المصري اللواء رأفت شحاتة، دام عدة ساعات وانضم له مسؤولو الملفات الخمسة التي تضمنها اتفاق المصالحة لاستيضاح الجوانب الفنية في كل ملف.

اجتماعات مرتقبة

على الصعيد ذاته، كشف مصدر مصري رفيع عن اجتماع للجنة المصالحة الفلسطينية سيلتئم بالقاهرة الأسبوع المقبل يسبق اجتماعاً موسعاً للإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وقال المصدر إن «اجتماعاً للجنة المصالحة الفلسطينية المنبثقة عن اتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية ستجتمع بالقاهرة الأسبوع المقبل لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق الموقَّع بالعاصمة المصرية في مايو 2011». وأوضح أن الاجتماع يسبق اجتماعاً موسعاً للإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية يضم الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية بما فيها حركتا حماس والجهاد الاسلامي إلى جانب المستقلين.

لقاء إيجابي

من جانبه، أكد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة ان اللقاء الذي جمع وفدي «فتح» و«حماس» كان «ايجابيا». وأضاف: «تم الاتفاق على استئناف عمل اللجان برئاسة رئيسي وفدي الحركتين عزام الاحمد وموسى ابو مرزوق».

وافاد انه «تم التأكيد على ضرورة الاسراع في تنفيذ اتفاق القاهرة وإعلان الدوحة».

خلافات

 

قال مصدر فلسطيني مطلع لوكالة الأنباء الألمانية إن خلافات برزت بين وفدي «فتح» و«حماس» بشأن نقطة الانطلاق لاستئناف جهود المصالحة. وذكر المصدر أن «فتح» تمسكت بضرورة استئناف عمل لجنة الانتخابات المركزية في غزة كأول خطوات استئناف جهود المصالحة، بغرض التحضير الفوري للانتخابات العامة، وتشكيل حكومة مستقلين موحدة تتولى ذلك، فيما أصرت «حماس» بالمقابل على ضرورة تنفيذ تفاهمات المصالحة كرزمة واحدة، «بما في ذلك معالجة آثار الانقسام الداخلي، وتحقيق شراكة وطنية، ومن ثم الوصول للانتخابات العامة».