في محرقة أخرى ضمن سلسلة المجازر التي ترتكبها قوات بشار الأسد في سوريا وزادت وتيرتها مؤخراً، لقي 30 مدنياً على الأقل حتفهم بقصف طائرات حربية محطة وقود في ضاحية على الطرف الشرقي للعاصمة دمشق، فيما لقي 12 من عائلة واحدة حتفهم بقصف القوات النظامية لمدينة بريف دمشق، مع تواصل حصار الثوار لقاعدة ومطار عسكريين في ريف ادلب، بينما تحدثت إحصائية جديدة للامم المتحدة عن 60 ألف قتيل جراء القمع.
وقال الناشط أبو سعيد الذي وصل إلى ضاحية المليحة شرق دمشق أمس بعد ساعة من وقوع الغارة الجوية ظهراً: «أحصيت 30 جثة على الأقل. إما حرقت أو قطعت أوصالها».
وأضاف ناشط آخر يدعى أبو فؤاد أن «طائرات حربية قصفت المنطقة أثناء وصول شحنة وقود وتجمع ناس عند المحطة».
من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان: «قتل ما لا يقل عن 12 مواطناً من عائلة واحدة معظمهم من الأطفال، وذلك إثر القصف الذي تعرضت له مدينة معضمية الشام في ريف دمشق، وتسبب قصف الطيران الحربي والمدفعي بتهدم عشرات المنازل في المنطقة». وفي العاصمة أيضا، استمرت الاشتباكات العنيفة قرب ضاحية الأسد على الطريق الدولي، حيث سقطت قذيفة على منطقة السبينة أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. كما تعرضت المنطقة الواقعة بين المليحة وزبدين للقصف من قبل القوات النظامية، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بعضهم تحول إلى أشلاء. وتحدث المرصد عد سقوط قذائف على مناطق متفرقة في مخيم اليرموك، كما سمع دوي انفجار ناجم عن عبوة ناسفة بمنطقة كفرسوسة دون معرفة الخسائر الناتجة عنه.
وفي ريف العاصمة أيضا، قتل مدني برصاص القوات النظامية في مدينة حرستا، كما تعرضت مدن داريا وعربين وزملكا ويلدا للقصف من قبل القوات النظامية وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المناطق التي تعرضت للقصف، بينما شهدت بلدات ومدن الغوطة الشرقية تحليقاً للطيران الحربي في سمائها.
إدلب وحلب
كما دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والثوار في محيط مطار تفتناز العسكري في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا.
وقال المرصد: «لا تزال الاشتباكات مستمرة بين القوات النظامية ومقاتلين من كتائب أحرار الشام والطليعة الاسلامية في محاولة لاقتحام مطار تفنتاز العسكري يرافقها قصف متبادل».
وكان المرصد تحدث صباحا عن اشتباكات عنيفة تدور في محيط المطار بين القوات النظامية والثوار.
تزامنا، تعرضت مدينة تفتناز الى «قصف بالطائرات الحربية، مما أسفر عن دمار في المنطقة المستهدفة». كما استمرت الاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الثوار في محيط معسكر وادي الضيف في محافظة ادلب، والذي يحاصره المقاتلون منذ سيطرتهم على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في التاسع من اكتوبر. وتعرضت بلدة بنش للقصف من الطائرات الحربية التي ألقت البراميل المتفجرة على البلدة بالتزامن مع قصف مدفعي. وأورد المكتب الإعلامي لمدينة بنش، أن دبابة تابعة لجيش الأسد انشقت مع طاقمها ولاقت مساندة من الثوار وبدأت القصف اتجاه جنود الأسد المرابطين في مطار بنش. وأفادت لجان التنسيق المحلية بانشقاق ثمانية ضباط من جيش الأسد ووصولهم إلى الأردن، بينهم ضباط برتب عقيد وعميد.
أما في محافظة حلب، فأشار المرصد الى وقوع اشتباكات عنيفة في محيط مطار منغ العسكري الذي يحاول المقاتلون المعارضون اقتحامه.
60 ألفاً
الى ذلك، قالت مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان نافي بيلاي نقلاً عن دراسة «وافية» دامت خمسة اشهر بتكليف من المنظمة الدولية ان 60 ألف شخص على الاقل قتلوا في الصراع في سوريا.
وعلى مدى خمسة اشهر من التحليل، قام باحثون بمضاهاة سبعة مصادر لجمع قائمة تضم 59 ألفا و648 شخصا وردت تقارير بمقتلهم بين 15 مارس 2011 و30 نوفمبر 2012.
وقالت بيلاي: «بالنظر الى ان حدة الصراع لم تفتر منذ نهاية نوفمبر، فيمكننا افتراض ان اكثر من 60 ألف شخص قتلوا بحلول 2013». وأضافت ان «عدد الخسائر البشرية اعلى بكثير مما توقعنا وصادم فعلاً».
مخيم الزعتري
استخدمت قوات الدرك الاردنية أمس الغاز المسيل للدموع في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في شمال المملكة، إثر وقوع اضطرابات أدت الى اصابة ثمانية اشخاص، على خلفية توزيع مساعدات انسانية على اللاجئين.
وقال الناطق باسم شؤون اللاجئين السوريين في الاردن انمار الحمود ان «احداث شغب وقعت في مخيم الزعتري خلال توزيع الهيئة الاردنية الخيرية الهاشمية لأغطية على لاجئي المخيم».
وأضاف ان «الشغب وقع عندما اصرت مجموعة من اللاجئين على الحصول على كمية اضافية من الأغطية، ما دفع بقية اللاجئين الى القيام بأعمال شغب»، مشيرا الى ان «قوات الدرك تدخلت فوراً للسيطرة على للوضع». عمان- لقمان اسكندر
