وصل رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريم ديسيلين، أمس، إلى الخرطوم، في محاولة لتحريك جهود السلام بين السودان وجنوب السودان، حيث بحث مع الرئيس السوداني عمر البشير العلاقات الثنائية، ودور إثيوبيا في استدامة السلام في المنطقة إبّان فترة الرئيس الراحل ملس زيناوي.
وذكرت وكالة السودان للأنباء، أن ديسالين وصل البلاد أمس، على رأس وفد رفيع المستوى، في أول زيارة رسمية له إلى السودان تستغرق يومين، وكان البشير في استقباله بالصالة الرئاسية بمطار الخرطوم، إضافة إلى عدد من الوزراء والمسؤولين.
وقال وزير الدولة بوزارة الخارجية صلاح ونسي، في تصريحات صحافية عقب اللقاء، إن البشير وديسالين استعرضا العلاقات السياسية والاجتماعية، ودور إثيوبيا في استدامة السلام في السودان إبّان فترة الرئيس الراحل ملس زيناوي. وأضاف ونسي أن الزعيمين ناقشا دور القوات الإثيوبية في تحقيق السلام في أبيي، إلى جانب العديد من الملفات بين البلدين.
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي أكد في تصريحات بالمطار، لدى وصوله، أن زيارته للخرطوم تأتي «تعضيداً وتقوية للعلاقات التي عززها زيناوي»، مضيفاً أنه يحمل نفس الرؤى والمضامين.
جهود إثيوبية
من جهته، أعلن أمين الرئاسة السودانية المكلف الصحافة عماد سيد أحمد للوكالة، أن زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي تندرج في إطار جهود إثيوبية تهدف إلى الدفع بعملية السلام بين السودان وجنوب السودان. وأضافت الوكالة السودانية أن ديسيلين سيزور جنوب السودان اليوم الخميس.
وقال محللون إن أهمية الزيارة تكمن في التداخل السياسي والاقتصادي بين الخرطوم وأديس أبابا، مشيرين إلى أن كل قضايا السودان بيد الاتحاد الإفريقي، الذي يوجد مقره بالعاصمة الإثيوبية التي تحتضن المفاوضات بين الفرقاء في شطري السودان.
تعثر المفاوضات
وتأتي هذه الزيارة في أعقاب تعثر تنفيذ اتفاق التعاون بين الخرطوم وجوبا، والذي أبرم في العاصمة الإثيوبية أواخر سبتمبر الماضي، بشأن ملفات اقتصادية وأمنية، تهدف إلى وضع حد للنزاع بشأن القضايا العالقة.
وتنص تلك الاتفاقات المبرمة خصوصاً على إقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح، واستئناف الصادرات النفطية الجنوب سودانية عبر منشآت السودان، وفتح معابر للتجارة. وقد تعثر تنفيذ هذه الاتفاقيات بسبب تمسك الخرطوم بضرورة تطبيق التفاهمات الأمنية أولاً، قبل سماحها باستئناف ضخ النفط الجنوبي عبر أراضيها.
ويشمل الملف الأمني فك ارتباط جوبا بمتمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال الذين يقاتلون الخرطوم بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق الحدوديتين، وهو مطلب وصفه الرئيس الجنوبي سلفاكير ميارديت بالمستحيل، لكنه وعد بالمساهمة في إيجاد حل بين الطرفين.
وأعلن وسيط الاتحاد الإفريقي ثابو مبيكي، أن وفدي البلدين قررا العودة إلى طاولة المفاوضات في 13 يناير المقبل.
