ارتكبت القوات الموالية للنظام السوري أمس مجزرة جديدة، راح ضحيتها 50 شخصاً، غالبيتهم أطفال ونساء، في غارة جوية وقصف مدفعي على محافظة الرقة، فيما اندلعت اشتباكات في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق.

وأفاد ناشطون في المعارضة بسقوط نحو 50 قتيلا أغلبهم من النساء والأطفال بقصف مدفعي على إحدى بلدات محافظة الرقة، ليرتفع العدد الإجمالي لضحايا العنف في مدن سورية عدة إلى 93 قتيلا. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن القصف المدفعي لبلدة القحطانية في محافظة الرقة أسفر عن مقتل 21 طفلا و3 سيدات، بالإضافة إلى عشرات الجرحى.

وبث ناشطون شريط فيديو على الإنترنت لما قالوا إنها مذبحة ارتكبتها القوات الحكومية، عندما شنت قصفا على مزارع قرية القحطانية، في حين ذكرت شبكة أخبار الرقة في صفحتها على فيسبوك أن من بين القتلى 17 طفلا و3 نساء.

 ويظهر في الفيديو عدد من الجثث، بعضها لأطفال بدت عليها بقع دماء، في غرفة لم يحدد مكانها، ووضعت على بعض هذه الجثث أغطية بيضاء وغطيت أخرى ببطانيات، ولم يتسن لـ«سكاي نيوز عربية» التأكد من صحة الفيديو.

وكان المرصد أفاد في وقت سابق عن تعرض قرى مزرعة يعرب وربيعة والقحطانية للقصف من القوات النظامية السورية. وشهدت الرقة في الأشهر الماضية تصاعداً في اعمال العنف، مع محاولة الجيش الحر السيطرة على مناطق في هذه المحافظة الحدودية مع تركيا. واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» ان الضحايا الذين سقطوا هم من المزارعين. واضاف: «لا يوجد مقاتلون من اي مجموعات منظمة من المقاتلين في هذه المنطقة. الشهداء هم مجرد مزارعين».

اشتباكات إدلب

وفي محافظة ادلب، قتل 19 مقاتلا من كتائب الجيش الحر، واصيب العشرات بجروح، في اشتباكات مع القوات النظامية، في محيط معسكر وادي الضيف ومراكز وحواجز القوات النظامية بالقرب من مدينة معرة النعمان وجنوب المدينة، بدأت «منذ ساعات الصباح الأولى»، بحسب المرصد.

واشارت بيانات متلاحقة للمرصد الى «مقتل وجرح عشرات العناصر من القوات النظامية»، والى قصف بالطائرات استهدف قرى محيطة بالمعسكر. ونقل المرصد عن نشطاء في المنطقة ان «هذه الاشتباكات هي الأعنف في المنطقة منذ اشهر».

واستولى مقاتلو الجيش الحر على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في التاسع من اكتوبر الماضي، ما اعاق وصول الإمدادات الى القوات النظامية في مدينة حلب. ومنذ ذلك الوقت، تحاول القوات النظامية استعادة السيطرة على المدينة، في حين يحاول المقاتلون المعارضون الاستيلاء على معسكر وادي الضيف، اكبر معسكر للقوات النظامية في المنطقة.

مخيم اليرموك

إلى ذلك، تجددت الاشتباكات في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق بعد ايام من توقفها اثر اتفاق لسحب المسلحين المعارضين للنظام السوري والموالين له، بحسب ما افاد المرصد.

وقال المرصد ان اجزاء من المخيم شهدت اشتباكات استمرت حتى الفجر، بين مقاتلين معارضين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، بينهم فلسطينيون، ومسلحين من اللجان الشعبية الفلسطينية الموالية للنظام، بحسب ما اوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس».

وأضاف عبد الرحمن أن «المخيم كان هادئاً ليلة اول من امس، لكن الاشتباكات اندلعت واستمرت حتى ساعات الفجر الأولى».

وشهد المخيم في الفترة الماضية سلسلة من اعمال العنف، اذ تعرض للمرة الأولى لقصف من الطيران الحربي السوري في 16 ديسبمر الماضي، ومرة اخرى في 18 منه، تزامنا مع اشتباكات في عدد من احيائه التي حقق المقاتلون المعارضون تقدما في داخلها.

وادت هذه الأحداث الى حركة نزوح كثيفة، ووصل عدد الهاربين منه الى 100 الف لاجىء فلسطيني، بحسب ارقام الأمم المتحدة، من اصل 150 الفا يقطنون فيه.

لكن الآلاف من هؤلاء بدأوا منذ الخميس الماضي بالعودة الى المخيم بعد توقف الاشتباكات، والحديث عن اتفاق بسحب المسلحين من الطرفين لتحييد المخيم عن النزاع السوري المستمر منذ 21 شهرا.

وقال عبد الرحمن: «يبدو ان الاتفاق غير المعلن عن انسحاب المقاتلين المعارضين والموالين للنظام لم ينجح»، مشيرا الى ان الاشتباكات في محيط المخيم وسقوط قتلى في داخله برصاص قناصة «لم تتوقف خلال الأيام الماضية».

 

 

 

45 ألف قتيل خلال 21 شهراً

 

 

 

ارتفعت حصيلة القتلى في النزاع السوري المستمر منذ 21 شهرا إلى اكثر من 45 الف شخص، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» ان 45 الفا و48 شخصا قتلوا منذ منتصف مارس 2011، تاريخ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، والتي قمعتها السلطات بقوة، وتحولت الى نزاع عنيف دام. وبين هؤلاء 31 ألفاً و544 مدنيا. ويدرج المرصد بين المدنيين، اولئك الذين حملوا السلاح الى جانب الجنود المنشقين عن الجيش السوري. كما قتل 1511 جنديا منشقا و11217 عنصرا من القوات النظامية.

يضاف الى هؤلاء 776 قتيلا مجهول الهوية، بحسب ما يقول المرصد، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا، ويعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من الناشطين والمندوبين في كل انحاء سوريا، وعلى مصادر طبية مدنية وعسكرية. واوضح عبد الرحمن ان هذه الأعداد «هي التي تمكنا من توثيقها، والأكيد ان الأرقام الفعلية هي اعلى، بسبب عدم معرفتنا بمصير الآلاف من المفقودين داخل المعتقلات السورية من مدنيين وعسكريين».

وأشار إلى ان «اعداد القتلى في صفوف القوات النظامية والمقاتلين المعارضين هي اعلى بسبب تكتم الطرفين على خسائرهما الحقيقية، للحفاظ على معنويات افرادهما». أ ف ب