تحدثت المعارضة السورية في الداخل بعد اجتماعها بالموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي امس في دمشق عن «إيجابيات»، بينما رفضت أطراف معارضة ميدانية الحديث عن تسوية لا تشمل رحيل أركان نظام الرئيس بشار الاسد.

والتقى الإبراهيمي في اليوم الثالث لزيارته العاصمة السورية وفدا من المعارضة في الداخل تقدمه المنسق العام لهيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديمقراطي حسن عبدالعظيم، الذي قال ان الموفد «مستمر في سوريا لغاية الاحد، وسيعمل على تأكيد التوافق الدولي لحل هذه الازمة» المستمرة منذ 21 شهرا، ولا سيما توافق «روسي اميركي». لكن رجاء الناصر أمين سر المكتب التنفيذي للهيئة التي تغض السلطات السورية النظر عن نشاطاتها، كان اكثر وضوحا في حديثه عن «آمال كبيرة» بان تثمر اللقاءات الاضافية للابراهيمي مع المسؤولين السوريين عن «اتفاقات او ايجابيات».

واذ أشار الناصر الى انه «لا يمكن الآن البت في الانطباع العام الى ان تنتهي هذه اللقاءات»، اشار الى ان الوفد قدم الى الموفد الدولي اقتراحات لحل الازمة، معتبراً أنّ «الحل السياسي هو المخرج الوحيد»، ويقوم على «اقامة نظام ديمقراطي جديد وعدم بقاء النظام الراهن».

واعتبر الناصر ان لا مخرج للازمة سوى بتأليف «حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة تقود البلاد الى بر الامان»، اضافة الى «الحل السياسي، هو حل يقوم على اقامة نظام ديموقراطي جديد وعدم بقاء النظام الراهن».

وتضم الهيئة أحزابا قومية عربية وأكرادا واشتراكيين وماركسيين، وهي توصف بأنها مقربة من روسيا، وترفض أي فكرة لتدخل خارجي أجنبي في سوريا.

عرض مفترض

في الأثناء، أعرب الائتلاف الوطني السوري المعارض عن رفضه «عرضا مفترضا» ببقاء الرئيس بشار الأسد عاما آخر في السلطة إلى حين إجراء انتخابات، مشددا على رحيله فورا.

وقال رئيس الائتلاف المعارض معاذ الخطيب في حديث تلفزيوني نُشر، إن المعارضة لا تريد بقاءه يوما واحدا إضافيا، وذلك تعقيبا على تسريبات بشأن «خطة أميركية - روسية مفترضة» تسمح للأسد بالبقاء في السلطة حتى العام 2014.

من جانبها، قالت نائبة رئيس الائتلاف سهير الأتاسي إن أي حل سياسي يتضمن بقاء بشار الأسد في السلطة أمر مرفوض. وأضافت الأتاسي أن المبعوث الأممي الاخضر الإبراهيمي لم يطرح أي مبادرة سياسية خلال لقائه بأفراد من الائتلاف المعارض.

رفض للمساومة

وفي السياق، قالت «لجان التنسيق المحلية» التي تمثل مجموعة واسعة من الناشطين الميدانيين، رفضت امس «اي مبادرة تحاول وضع السوريين امام خيارات تبتز الشعب وتخيره بين قبول تسويات جائرة او استمرار جرائم النظام بحقه وبحق ممتلكاته وبنية دولته». وحذرت من «منح الفرص مجددا للنظام، للاستمرار بالقتل والتدمير»، مؤكدة ان «رحيل الاسد وجميع مسؤولي نظامه العسكريين والأمنيين والسياسيين عن السلطة شرط لازم لنجاح أي مبادرة للحل»، وان اي خطة تمنح اركانه حصانة هي «مرفوضة».

ونحت جماعة الاخوان المسلمين المعارضة في الاتجاه نفسه، متمسكة بحق الشعب «في محاسبة كل مرتكبات نظام الاستبداد والفساد وادواته»، معتبرة انه «لن يكون للقتلة والمجرمين مكان في سوريا المستقبل».

وأكدت أنها تدرك «حجم المؤامرة المضروبة على شعبنا وقطرنا منذ عقود»، وان الأخير ماض «في ثورته إلى غايتها، في استعادة روح مجتمعه المدني الموحد، في افق دولته المدنية الحديثة، رافضين كل التصنيفات والمؤامرات والمناورات».

وفي رد على اعتبار الأمم المتحدة اخيرا أن النزاع السوري بات «طائفيا بشكل واضح»، رفضت الجماعة «جميع التفسيرات والإسقاطات (الطائفية) التي يترصدها بعض كتبة التقارير الأممية»، معتبرة أن «عصابات الاسد هي التي تدير معركتها على اساس طائفي».

إلى ذلك قال المنسق العام لهيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة حسن عبد العظيم في سوريا إن المبعوث الدولي العربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي يعمل على إيجاد «توافق» بين الولايات المتحدة وروسيا تمهيدا لإنهاء الأزمة السورية وذلك عقب لقاء وفد من الهيئة مع الإبراهيمي في دمشق امس.

وفي ما يخص التسريبات الإعلامية عن نقل الإبراهيمي مبادرة أميركية روسية للرئيس السوري بشار الأسد، قال عبد العظيم إن «هناك لقاءات تمت ولقاءات ستتم لاحقا بين ممثلين من الخارجية الأميركية والخارجية الروسية بحضور الإبراهيمي ولم تصل إلى نتائج بعد».

 

 

إدانة أميركية

 

 

 

دانت الولايات المتحدة الهجمات الأخيرة التي استهدفت مخبزا في بلدة حلفايا بريف حماة السورية، وأدت إلى مقتل أكثر من 60 شخصا كانوا يصطفون أمامه.

وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية باتريك فينتريل في بيان اول من امس إن واشنطن «تدين بأشد العبارات أحدث الهجمات الشرسة التي نفذها النظام السوري ضد المدنيين، وخاصة الهجوم على أشخاص كانوا ينتظرون لشراء الخبز في حلفايا». وأضاف أن بلاده تدعو كل الداعمين للنظام السوري في حربه على شعبه إلى التوقف عن دعمه.