استمر الساسة الروس في إصدار المواقف المتناقضة، حيث اعتبر رئيس الدبلوماسية الروسية سيرغي لافروف أن أحداً لن ينتصر في الصراع السوري، مؤكداً أن الرئيس بشار الأسد «لا ينوي الرحيل مهما قيل»، بعيد تصريحات لنائبه ميخائيل بوغدانوف قبل أيام أشارت إلى العكس، فيما حمل بشدة على الغرب قائلاً إن دوله «تصلّي» من أجل استمرار روسيا والصين في «عرقلة قرار التدخل الخارجي»، حيث لفت إلى عدم رغبة أي طرف في التدخل، بالتوازي مع أنباء عن توجه المبعوث الخاص الأخضر الإبراهيمي إلى دمشق خلال أيام للقاء الأسد.
وصرح لافروف للصحافيين أمس: «لن ينتصر احد في هذه الحرب. الاسد لن يذهب إلى اي كان القائل سواء الصين او روسيا». وقال إنه «إذا كان الجميع يقولون الحقيقة، عندما يؤكدون ان الأولوية رقم واحد هي وقف المذابح وإنقاذ الأرواح، فإنه من المفروض إذاً ترك مشكلة الأسد وتنحيته جانبا وإجبار الجميع بالإعلان عن المصالحة، وجلب مراقبي الأمم المتحدة إلى هناك بأعداد كبيرة وإجلاس الأطراف خلف طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة».
واضاف أنه «بالنسبة لهؤلاء الذين يقولون ذلك، فإن رأس الرئيس السوري أهم من إنقاذ أرواح المواطنين والمدنيين العزل»، على حد وصفه، مستطردا: «إذا كان الأمر كذلك، وإذا كان لديهم هدف جيوسياسي، ينبغي إذاً أن يفهموا أن عليهم دفع مقابل ذلك، ولكن ليس أرواحهم وليس من أرواح مواطنيهم، بل من أرواح السوريين البسطاء، لأن الأسد لا يعتزم ولا ينوي الرحيل، مهما قيل». وقال: «طلبت منا بعض القوى في المنطقة ان نبلغ الاسد باننا مستعدون لاستقباله. وأجبنا: لماذا ينبغي لنا ان نفعل ذلك؟.. اذا كانت لديكم مثل هذه الخطط توجهوا اليه مباشرة».
وأردف: «لا احد يريد تدخلا. يبدو احيانا انهم يصلون لكي تواصل الصين وروسيا عرقلة اي تدخل لانه ما ان يجاز فسيتحتم عليهم التحرك، لكن لا احد مستعد للتحرك». واضاف: «نحن فقط مقتنعون بانه لم يعد ينبغي على مجلس الامن اتخاذ اي قرار مبهم ولا سيما بعد تصرف شركائنا غير المنطقي كليا بخصوص القرار حول ليبيا». وأسف لأن «المواقف المعلنة للكثير من اللاعبين الخارجيين حول سوريا لا تزال لا تعكس اهتمامهم الصادق في وقف حمام الدم، بل ينصب اهتمامهم على تحصيل وتحقيق نقاط داخلية ما»، على حد تعبيره.
الكيماوي والإبراهيمي
وأضاف لافروف أن المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي سيزور روسيا قبل نهاية العام، في وقت أفادت تقارير إعلامية بأن الإبراهيمي سيلتقي الأسد في دمشق خلال أيام. كذلك، أشار رئيس الدبلوماسية الروسية إلى أن الأسلحة الكيماوية السورية «تركزت في منطقة أو منطقتين، وهي تحت السيطرة في الوقت الحالي»، مضيفا ان «أكبر خطر تمثله الاسلحة الكيماوية السورية ان تقع في ايدي متشددين».
«باتريوت» وإيران
وفي سياق المواقف ايضا، نقل عن وزير الدفاع الإيراني احمد وحيدي قوله إن نصب بطاريات باتريوت المضادة للصواريخ التي ارسلتها دول اعضاء في حلف ناتو لتعزيز دفاعات تركيا ضد اي هجوم محتمل من سوريا «لن يضر إلا بامن تركيا». وأفاد وحيدي: «لن يفيد نصب صواريخ باتريوت في تركيا في تعزيز امنها بل انه سيضر بها. دائما ما يسعى الغرب إلى تحقيق وجهات نظره ومصالحه، ونحن نرفض انخراط دول غربية في احداث اقليمية». كما نفى وحيدي أن تكون طهران تدرب قوات سورية لقمع الثورة.
