وافقت لجنة تخطيط إسرائيلية أمس على بناء 2610 وحدات سكنية استيطانية في حي جيفعات هامتوس الاستيطاني في الشطر الشرقي من القدس المحتلة، للمرة الأولى منذ 15 عاماً، وفيما صادق وزير الدفاع أيهود باراك على بناء 523 وحدة في مستوطنة غوش عتصيون، طرحت وزارة إسكان الاحتلال مناقصة لبناء 1048 وحدة جديدة أغلبها في الضفة الغربية، في وقت قالت السلطة الوطنية الفلسطينية إن الخطوات الإسرائيلية تدفعها للتوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية لمقاضاة الاحتلال.
وقال رئيس منظمة القدس الدنيوية داني سايدمان لوكالة فرانس برس: تحدثت مع نائب رئيس البلدية وقال لي انه تمت الموافقة على 2610 وحدات سكنية استيطانية. وتقول المنظمات الحقوقية ان الخطة تنص على بناء اكثر من الفي وحدة استيطانية، في ما يعد أول حي استيطاني جديد في القدس الشرقية منذ 15 عاما.ولم يتم حتى الآن اي بناء على موقع هذا الحي الاستيطاني الموجود جنوب القدس الشرقية قرب مدينة بيت لحم في الضفة الغربية.
تغيير قواعد اللعبة
وسيكون البناء في جيفعات هامتوس بداية البناء لأحدث حي استيطاني في القدس الشرقية المحتلة منذ بدء البناء في هار حوما (جبل ابو غنيم) عام 1997 خلال تسلم رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتانياهو رئاسة الحكومة.
وزادت لجنة التخطيط والبناء عدد الوحدات السكنية في المستوطنة بـ227 وحدة سكنية عن العدد الأولي، واعتبر عضو بلدية القدس يائير غباي في تصريح لوسائل الإعلام: أن زيادة عدد الوحدات السكنية هو ردنا على المجتمع الدولي.
يشار إلى أن من شأن مخطط البناء هذا أن يربط مستوطنة غفعات همتوس مع مستوطنتي غيلو وهار حوما في جبل أبوغنيم، الأمر الذي سيعزل ضاحية بيت صفافا الفلسطينية عن القدس الشرقية، ويمنع تواصلاً جغرافيا بين القدس الشرقية وبيت لحم.
في السياق، صادق وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك على بناء 523 وحدة سكنية جديدة في الكتلة الاستيطانية «غوش عتصيون»، فيما نشرت وزارة الإسكان عطاءات لبناء نحو 1048 وحدة سكنية في المستوطنات بالضفة الغربية، وقال مصدر بوزارة الإسكان الإسرائيلية أن «عددا من هذه الوحدات سيتم بناؤه في حي هارحوما (جبل أبو غنيم) الاستيطاني في القدس الشرقية ولكن معظم البناء سيكون في مستوطنات بيتار وكارني شمرون وجيفعات زئيف وايفرات في الضفة الغربية المحتلة.
المحكمة الجنائية
إلى ذلك، قال المــفاوض الفلســـطيني محمد اشتية لوكالة «فرانــس برس» ان تكثيف الاستيطان الإسرائيلي في عموم الأراضي الفلسطينية يدفع السلطة الفلسطينية للتوجه الى محكمة الجنائية الدولية.
وصرح اشتية بأنّ «تكثيف الاستيطان وعموم الممارسات الإسرائيلية من قتل واعتقالات تدفعنا لتسريع توجنها الى محكمة الجنائية الدولية». واوضح ان «هناك لجنة قــانونية تشكلت من القيادة الفلسطينية تدرس الخطـــوات القانونية لما بعد حصولنا على صفة دولة مراقب في الأمم المتحدة». لافتا الى ان «الإجراءات الإسرائيلية على الأرض هي التي ستحدد توجهنا للمحكمة، وستسرع سلبا أو ايجابا بهذا التوجه».
خيبة أمل دولية من هجمة المشاريع الاستيطانية
تدافعت الانتقادات الدولية للاحتلال الإسرائيلي بعد إقرار الحكومة الإسرائيلية بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في القدس المحتلة. وجاء على رأس المنتقدين،
الامم المتحدة التي ألحّت على اسرائيل بـ "التخلي" عن خططها.. كما رفضت الولايات المتحدة الهجمة الاستيطانية بلهجة شديدة لاذعة وصفتها صحيفة «هآرتس» بأنها غير مسبوقة من «حليف إسرائيل» الأكبر في العالم.
وأعلنت الامم المتحدة، على لسان مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان، انها "تطالب بالحاح" اسرائيل بـ "التخلي" عن خططها لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية، مجددة التأكيد على ان هذه المشاريع غير شرعية وتهدد عملية السلام مع الفلسطينيين.
واشنطن: استفزاز
في الأثناء، اتهمت وزارة الخارجية الأميركية إسرائيل بأنها تواصل نهجاً استفزازياً واضحاً يناقض ما يعلن القادة الإسرائيليون بشأن التزامهم بالتسوية. وعبرت الناطقة باسم الوزارة فيكتوريا نولاند بأن بلادها تشعر بخيبة أمل عميقة لإصرار إسرائيل على هذا النهج التحريضي الذي يناقض ويعرقل طريق التسوية.
بدوره، وصف وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ القرار بأنه «انتهاك واستفزاز خطير، وعــقبة في طريق السلام».
وقال هيغ: «إذا ما طبق القرار فإن حل الدولتين سيضحي أمراً صعب التحقيق». ودعا إسرائيل إلى التراجع عن قـرارها.
كما اعتبرت موسكو أن السياسة الاستيطانية تهدد بنسف آفاق قيام دولة فلسطينية. واعتبرت الخارجية الروسية في بيان «هذا البرنامج الاستيطاني غير المسبوق» مقلقاً، مشدّدة على أنّ «تطبيقه ليس من شأنه فقط أن يؤثر بشكل سلبي جداً على جهود استئناف المفاوضات المباشرة، بل يهدد مستقبل قيام دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة».
إدانة تركية شديدة
دانت تركيا بشدّة، أمس، قرار إسرائيل بناء وحدات استيطانية جديدة بالضفة الغربية والقدس الشرقية، واتهمت تل أبيب بانتهاك القانون الدولي، داعية المجتمع الدولي لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضد أفعال إسرائيل «المدمّرة» لحل الدولتين. ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» عن بيان لوزارة الخارجية التركية أن القرار الإسرائيلي الأخير هو «أحدث أمثلة على الاستفزاز الإسرائيلي رغم الدعوات والتحـــذيرات من قبـــل المجتــــمع الدولي»
اقتحام متكرر
أفادت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» في بيان أمس أن نحو 80 عنصراً من عناصر مخابرات الاحتلال الإسرائيلية اقتحموا هذا الأسبوع المسجد الأقصى، ونظموا جولات في انحاء متفرقة منه، خاصة الجامع القبلي المسقوف والمسجد الأقصى القديم والمصلى المرواني وقبة الصخرة، من بينهم نحو 40 عنصراً اقتحموه صباح امس على دفعتين. وحذّرت من ان تكرار مثل هذه الاقتحامات بهذه الوتيرة يحمل إشارات خــطيرة، قد تندرج في مخططات الاحـــــتلال لتصــــعيد استــــهدافه للأقصى.
