تشكل فريق فلسطيني يقف على مسافة واحدة من النظام السوري والجيش الحر، وخاض أول جولة من المفاوضات مع كل من قوات النظام ومقاتلي الجيش الحر، كل على حدة، بهدف إخراجهما من المخيم، الذي اندلع فيه قتال عنيف، تخللته غارات جوية، في وقت دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى السماح بدخول الفلسطينيين الفارين من سوريا إلى الأراضي المحتلة، فيما بلغ عدد الفارين من المخيم 100 ألف، الذي وصفت مصادر ما يجري فيه حالياً، بأنه أشبه بـ«نكبة ثانية».

وأفاد مصدر فلسطيني في دمشق لوكالة «فرانس برس» ان «تنظيمات فلسطينية محايدة تجري حاليا مفاوضات بين الجيش السوري الحر والقوات النظامية لإبعاد النزاع عن المخيم» الواقع في جنوب دمشق، من دون ان تصل الى نتيجة حتى الساعة».

وتهدف المحادثات الى اخراج المعارضين والمسلحين الفلسطينيين الموالين للنظام، على ان يعهد بأمن المخيم الى شخصيات فلسطينية «محايدة» من غير الموالين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد او المعارضين له، بحسب المصدر. وتأتي المفاوضات بعد تحقيق مقاتلين معارضين للأسد بينهم فلسطينيون، تقدما في احياء المخيم، حيث اشتبكوا مع مسلحين فلسطينيين ينتمون في غالبيتهم الى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ــ القيادة العامة، الموالية للنظام. وكان احد سكان المخيم ابلغ ان «مئات من عناصر الجيش السوري الحر» باتوا داخله.

وبعد غارة جوية اولى على المخيم الأحد الماضي، شنت مقاتلات سورية أول من أمس غارات جديدة على المخيم، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقالت الأمم المتحدة إن عدد الفارين من مخيم اليرموك بلغ 100 الف فلسطيني من أصل 150 الف.

محاولة اقتحام

وقال ناشط في المخيم لـ«فرانس برس» عبر سكايب ان «الجيش النظامي حاول (أمس) اقتحام المخيم، لكنه لم ينجح في ذلك». واشار المرصد السوري الى ان القوات النظامية اشتبكت مع المقاتلين عند اطراف المخيم وحي التضامن، بينما استمر نزوح السكان «في اتجاه المناطق الآمنة، وسط مخاوف من عملية عسكرية واسعة واشتباكات عنيفة خلال الأيام المقبلة».

وادت اعمال العنف الى نزوح الآلاف من المخيم، الذي يأوي نحو 150 الف لاجىء فلسطيني وعددا من السوريين لجأوا اليه من الأحياء المجاورة. وبينما اوضح ناشط ان المخيم «بات شبه فارغ من السكان»، اعتبر المصدر الفلسطيني ان ما يجري «كارثة انسانية حقيقية توازي نكبة ثانية».

وانتقل عدد من النازحين الى الحدائق العامة والساحات في دمشق، في ظل انعدام قدرتهم على استئجار منازل. كذلك انتقل عدد كبير الى لبنان المجاور، حيث ابلغ مصدر في الأمن العام اللبناني وكالة فرانس برس ان قرابة 2200 فلسطيني عبروا الحدود منذ السبت وحتى صباح الأربعاء.

وازاء هذا الواقع، طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمجتمع الدولي «تمكين ابناء شعبنا في سوريا من دخول الأرض الفلسطينية»، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا». واوضحت الوكالة ان الطلب يأتي «نتيجة لما تتعرض له المخيمات الفلسطينية من ويلات الصراع الدموي في سوريا». ووفقا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، يتوزع 486 الف لاجىء فلسطيني على تسع مخيمات رسمية، وثلاث غير رسمية في سوريا.

90 قتيل

في الأثناء، بلغت حصيلة القتلى في العمليات العسكرية للنظام امس نحو 90 قتيلاً بحسب لجان التنسيق المحلية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ان الطائرات الحربية نفذت غارات جوية على منطقة البساتين، الواقعة بين حي القابون في شمال شرق دمشق ومدينة حرستا، بينما «دارت اشتباكات، رافقها قصف من القوات النظامية على المنطقة». وطاول القصف مدينة داريا جنوب غرب دمشق، التي تحاول القوات النظامية السيطرة عليها، بحسب المرصد.

وفي حي المزة القريب، سجل إطلاق نيران كثيف، مع تواصل القصف العنيف على بلدات عدة في ريف العاصمة، أشدها في الزبداني.

وفي الرقة، ونقلا عن مصادر المعارضة، يستعد الجيش الحر لإحكام سيطرته على المنطقة الشرقية، مع وصول الاشتباكات إلى وسط المدينة، وفي الحسكة شهدت القرى الشمالية قصفا عنيفا.

وفي محافظة حماة، افاد المرصد عن اشتباكات «في محيط حاجز المجدل العسكري في ريف حماة الشمالي»، بحسب المرصد.

 

 

سفن روسية لتنفيذ مهام قتالية

 

 

 

قال مصدر في الأركان العامة الروسية، أمس: إن مجموعة سفن سلاح البحرية الروسية التي تضم سفن أساطيل الشمالي والبلطيق والبحر الأسود ستبدأ قبل نهاية ديسمبر الجاري بتنفيذ مهامها القتالية المشتركة قرب الساحل السوري. ونقلت وسائل إعلام روسية عن المصدر، قوله: «إن سفن أسطول البلطيق والأسطول الشمالي تتجه إلى شرق البحر المتوسط»، مشيراً إلى أنه «من المخطط أن يجري لقاء بينها في أواخر ديسمبر الجاري في منطقة متفق عليها مسبقاً».

وأضاف المصدر أن «السفن ستزور أكثر من مرة مركز التأمين المادي والتقني في طرطوس، حيث يمكن أن تنفذ مهمة إجلاء المواطنين الروس من سوريا في حال صدور أمر بذلك». وتابع أن «سفناً تابعة لأسطول البحر الأسود على استعداد أيضاً للدخول إلى البحر المتوسط».