في تطور ينذر بتفاقم الأزمة القائمة بين دمشق وأنقرة، انطلقت مقاتلات «إف-16» التركية أمس في محاولة لردع نظام دمشق، عقب تجدد قصف قوات الأسد لبلدة راس العين الملاصقة للحدود التركية، ما أدى إلى مقتل 12 سورياً وهروب مئات العائلات إلى داخل الأراضي التركية، في وقت تعرضت الأحياء الجنوبية في دمشق ومناطق في ريفها إلى قصف من القوات النظامية التي تتابع حملتها العسكرية الواسعة في محيط العاصمة، فيما تعرضت أحياء في حمص وحماة إلى قصف عنيف من قبل قوات بشار الأسد.

وقال نشطاء في المعارضة السورية إن قوات الحكومة قصفت مواقع تابعة للثوار أمس في بلدة راس العين الحدودية، ما أسفر عن سقوط 12 قتيلًا ودفع تركيا إلى نشر مقاتلات بامتداد الحدود.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ستة من قتلى الغارات الجوية التي استهدفت حي المحطة في راس العين من الثوار، وإن 30 شخصاً أصيبوا. وهز وابل من القذائف المضادة للطائرات بلدة جيلان بينار التركية المتاخمة لرأس العين، ما دفع السكان إلى الفرار بحثاً عن شيء يمكنهم الاحتماء به. وتصاعدت أعمدة دخان من الجانب السوري من الحدود، وهرعت سيارات الإسعاف لنقل الجرحى إلى المستشفيات. وقالت مصادر أمن تركية إن طائرات تركية «إف-16» انطلقت من قاعدتها في مدينة ديار بكر في جنوب شرقي البلاد بعد الغارات الجوية على مقر الجيش السوري الحر في راس العين في تحذير إلى دمشق بعدم تجاوز الحدود مع تركيا.

دمشق ومحيطها

وفي تطورات معركة دمشق، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الأحياء الجنوبية من العاصمة تعرضت إلى قصف، حيث سمع دوي انفجارات في حيي التضامن والحجر الأسود. وتابع المرصد أن القصف طاول حي التضامن ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الواقعين أيضا جنوبي العاصمة.

وفي محيط دمشق، حيث تنفذ القوات النظامية منذ الخميس الماضي حملة عسكرية واسعة، شنت الطائرات الحربية غارتين على بلدة بيت سحم والبساتين المحيطة.

معارك المدن

أما في حلب، حيث تدور معارك يومية منذ أكثر من أربعة أشهر، فهز انفجار سيارة مفخخة حي الميريديان في المدينة أول من أمس، مستهدفاً حاجزاً عسكرياً، ما أدى إلى وقوع جرحى وأضرار مادية. وفي محافظة حماة، انفجرت عبوة ناسفة قرب كلية التربية في المدينة ما أدى إلى إصابة طالبة جامعية بجروح. كذلك، تعرضت مناطق متفرقة من محافظة حمص وأحياء من المدينة إلى قصف قوات الأسد.