لقي ناشطان مصريان حتفهما امس، احدهما ينتمي الى الاخوان المسلمين والثاني الى حركة «شباب 6 ابريل»، خلال صدامات اندلعت امام مقر حزب الحرية والعدالة في دمنهور، فيما توفي الآخر متأثراً بجروح اصيب بها في تظاهرة شارع محمد محمود قبل أيام، بينما تستمر الاحتجاجات والاعتصامات في أكثر من موقع بانتظار ما ستشهده ميادين القاهرة والمدن الاخرى من مليونيتين مرتقبتين اليوم الثلاثاء تأييداً لقرارات الرئيس محمد مرسي ورفضاً لها.
وأعلنت حركة «شباب 6 إبريل» وفاة عضو الحركة جابر صلاح الشهير بـ«جيكا» والذى أصيب في تظاهرات شارع محمد محمود في القاهرة، الثلاثاء الماضي، حيث تعرض الى رصاصات في الرأس والصدر والذراع الأيمن أدت الى إصابته وشل حركة المخ تماماً قبل أن يعلن عن وفاته. وشهد ميدان التحرير استعدادات مكثفة قبيل تشييع جنازة «جيكا» منه، حيث توافدت أعداد كبيرة من المتظاهرين المنددين بالرئيس محمد مرسي والاخوان المسلمين خلال الجنازة. بدوره، قال الناطق الرسمي باسم الحركة محمود عفيفي إن «جيكا» متوفى منذ أيام إكلينيكياً و«تم وضعه طوال ذلك الوقت تحت الأجهزة بقرار سياسي حتى لا يتسبب إعلان وفاته في تهييج الجماهير».
قتيل ثان
وبالتوازي، أصيب 20 مصرياً بجروح بمدينة طنطا جراء اشتباكات بين مؤيدين للرئيس المصري ومعارضين له. وقال مصدر محلي بمدينة طنطا مركز محافظة الغربية إن نحو 20 شخصا أُصيبوا بجروح متفاوتة باشتباكات شهدها محيط مبنى محافظة الغربية بين مؤيدين للإعلان الدستوري ومعارضين له. وفي السياق ذاته، أصيب عدد غير معلوم في اشتباكات بميدان الساعة في مدينة دمنهور مركز محافظة البحيرة بين مؤيدين للإعلان الدستوري ومعارضين له، بعد مقتل الناشط الإسلامي إسلام فتحي مسعود، على مقربة من مقر حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين. وقال حزب الحرية والعدالة على موقعه على شبكة الانترنت ان الشاب «قتل على يد بلطجية»، في حين دعا رئيس الحزب سعد الكتاتني الى «إدانة العنف ورفضه». وبلغ، بحسب وزارة الصحة، عدد الجرحى 444 شخصا خرج منهم 395 من المستشفيات بعد تحسن حالتهم.
اعتصام وتظاهرات
وفي وقت واصل العشرات اعتصامهم بميدان التحرير احتجاجًا على الإعلان الدستوري الجديد، ساد الهدوء أرجاء الميدان والشوارع المحيطة به بعد ايام من الاشتباكات المتواصلة بين المتظاهرين وقوات الأمن، في حين واصل المعتصمون إغلاقهم كل المداخل المؤدية إلى الميدان. وتشهد القاهرة اليوم الثلاثاء تظاهرتين بمطالب وأهداف متباينة، الأولى تمت الدعوة اليها من قبل الفصائل الإسلامية بقيادة الإخوان المسلمين، وجناحها السياسي حزب الحرية والعدالة؛ لتأييد قرارات مرسي، والثانية بميدان التحرير بمشاركة موسعة من مختلف القوى والحركات الثورية والشبابية والأحزاب السياسية المدنية؛ للمطالبة بإلغاء الإعلان، في عودة لزمن «مليونيات الثلاثاء» التي كان ينظمها المحتجون إبان ثورة 25 يناير. واعلن قادة المعارضة محمد البرادعي وعمرو موسى وحمدين صباحي مشاركتهم في الاحتجاجات، التي من المٌقرر أن تنطلق من ثلاث مناطق متفرقة نحو ميدان التحرير. وعلى النقيض، من المُقرر أن تبدأ تظاهرات الفصائل الإسلامية المختلفة من جامعة القاهرة، فضلا عن مسيرات مماثلة مؤيدة لقرارات مرسي في مختلف محافظات مصر.
