أعلن وزير الحرب الإسرائيلي ايهود باراك أمس عن اعتزاله الحياة السياسية وعدم ترشيح نفسه في الانتخابات العامة الإسرائيلية المرتقبة، بعد الفشل الذي مني به الاحتلال في تحقيق اهدافه من عدوان «عامود السحاب» على غزة.
وقال باراك، في مؤتمر صحافي مفاجئ عقده في مقر وزارة الحرب الإسرائيلية في تل أبيب، إنه اتخذ قراره باعتزال الحياة السياسية بعد أن توصّل إلى قناعة بأنه «استنفدت قدراتي في الحياة السياسية»، وأنه يريد التفرّغ لعائلته. وأضاف أنه سيبقى في منصب وزير الحرب خلال الشهور القليلة المقبلة وحتى تشكيل الحكومة المقبلة بعد ثلاثة شهور.
وردا على سؤال قال إنه سيدعم أي طريق يختاره أعضاء الكنيست من قائمته عتسمؤوت، ورفض باراك أن ينفي أنه على استعداد لإشغال منصب وزير الحرب في حال طلب منه ذلك بشكل شخصي. وأشار إلى أنه أمضى في الجيش الإسرائيلي 47 عاما، تدرج في عدد من المناصب، وأمضى 7 سنوات ونصف في منصب وزير الحرب في ثلاث حكومات، كانت إحداها برئاسته.
تقديرات
وكانت التقديرات السياسية تشير في الشهور الأخيرة إلى أن باراك سوف يفضل تحصين موقع له في أحد الأحزاب الكبيرة بدل أن ينافس على رأس حزب مستقل، وفي حينه ارتبط بحزب الليكود الحاكم، بيد أن معارضة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لدمج حزب باراك «عتسمؤوت» مع الليكود أدى إلى استبعاد الفكرة.
وترددت شائعات مفادها أن «عتسمؤوت» يبحث عن طوق النجاة السياسي لباراك، وبضمن ذلك تقارير عن اتصالات مع شخصيات سياسية بارزة مثل عوفر عيني وتسيبي ليفني وموشي كحلون وشيلي يحيموفيتش وأفيغدور ليبرمان.
وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» رجحت استقالة باراك، لكنها أشارت إلى انه يجري مفاوضات مع ليفني بشأن تشكيل قائمة جديدة.
تهديد مسبق
ويأتي إعلان باراك اعتزاله الحياة السياسية بعد يوم من قوله إنه لا يستبعد أن تقوم إسرائيل بعملية عسكرية أخرى بقطاع غزة. مضيفا أن إسرائيل قد تواجه تحديات جساما حيث سيؤدي سلاح الجو دورا فيها، فيما اعتبرته اوساط فلسطينية انها «لعنة غزة» على الوزير المخضرم.وجاءت هذه التصريحات خلال زيارة قام بها الأحد برفقة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لقاعدة سلاح الجو بوسط إسرائيل حيث تفقد عددا من الطيارين الذين شاركوا بالحملة العسكرية على غزة التي بدأت في 14 نوفمبر الجاري باغتيال الرجل الثاني في كتائب القسام الذراع العسكري لحركة «حماس» أحمد الجعبري في إطار عملية استمرت ثمانية أيام وأطلق عليها اسم «عامود السحاب»، وأسفرت عن استشهاد 170 فلسطينياً وإصابة أكثر من 1268 آخرين، ردّت عليها الفصائل الفلسطينية بإطلاق قذائف صاروخية وصل بعضها إلى مدينة تل أبيب والقدس، وأدّت الى مقتل وجرح عشرات الإسرائيليين. وتوصّلت الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في النهاية الى اتفاق لوقف إطلاق النار، تضمّن وقف كل الأعمال العدائية الإسرائيلية على قطاع غزة براً وبحراً وجواً، على أن تقوم الفصائل الفلسطينية بوقف اطلاق الصواريخ.
انتصار فلسطيني
وقالت حركة المقاومة الإسلامية، «حماس، أن اعتزال باراك دليل على فشل الاحتلال السياسي والعسكري في حربه على قطاع غزة.
وقال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم في تعقيب له على صفحته عبر فيسبوك «استقالة باراك واعتزاله العمل السياسي هو تأكيد على فشل حكومة الاحتلال بتحقيق اي من اهدافها». وأضاف برهوم: «كما أنه بمثابة انتصار اضافي لانتصارات عملية حجارة السجيل والمقاومة الفلسطينية، ودليل على حالة الارباك والازمة الحقيقية التي تعاني منها قيادات الاحتلال جراء ثبات ونجاح المقاومة». من جانبه، أكد أبوأحمد الناطق باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أن ما يجري رد فعل مباشر على الهزيمة التي تلقاها باراك وجيشه في قطاع غزة. كما قال الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية النائب مصطفى البرغوثي ان اعتزال باراك هو اول نتائج انتصار المقاومة الفلسطينية وهزيمة مخططاته في عدوانه الاخير على القطاع.
