في سابع أيام عدوان الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزّة اسقطت الصواريخ المنهمرة على سكان القطاع ما لا يقل عن 31 شهيداًما رفع عدد الشهداء إلى 135، فيما أقرّ الاحتلال بسقوط قتيلين إسرائليين إثر إطلاق المقاومة الفلسطينية صاروخين على إسرائيل، بالتزامن..

عارضت واشنطن مشروع إعلان صادر عن مجلس الأمن عن الوضع في غزة ووصفته بــ «غير البناء»، في وقت تحدثت الأنباء عن توصّل الطرفين إلى هدنة برعاية مصرية من المقرر أنّ يكون قد بدأ سريانها اعتباراً من فجر اليوم.

وأعلن المسؤول في حركة «حماس» أيمن طه أن إسرائيل وفصائل المقاومة في غزة توصلوا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة مصرية بدأ تنفيذه عند منتصف الليل الماضي.

وقالت مصادر إسرائيلية مساء أمس إنّ تل أبيب وافقت على وقف إطلاق النار مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة ابتداء من منتصف هذه الليلة بموجب الاقتراح المصري.

حصيلة شهداء

من جهتها، أوضحت خدمات الإسعاف والطوارئ بغزة أن حصيلة القتلى ارتفعت إلى 135 شهيدا، بينهم 30 طفلاً و11 امرأة وفتاة و15 مسناً، فيما ارتفعت حصيلة الجرحى إلى 1050، بينهم 347 طفلاً و181 امرأة وفتاة، و78 مسناً.

واستهدفت الغارات الإسرائيلية مقر البنك الوطني الإسلامي، وهو البنك المصرفي الوحيد المحسوب على «حماس». وأفادت مصادر مطلعة أن طائرات «اف 16» الإسرائيلية اطلقت صاروخين على الاقل على المقر الرئيس للبنك، ما الحق به اضرارا بالغة وأوقع سبع إصابات.

إلى ذلك، نفذت الطائرات والسفن والمدفعية الإسرائيلية هجمات على أنحاء متفرقة بالقطاع، بلغت أكثر من 100 هدف، طالت منصات إطلاق الصواريخ وأنفاقاً ومنازل، زعم الجيش الإسرائيلي انها تمثل «مخابئ» أو مراكز قيادة لقادة «حماس».

قتلى احتلال

في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي في وقت متأخر من مساء أمس مقتل إسرائيليين اثنين بصواريخ المقاومة الفلسطينية، إذ قال الناطق باسمه: «نعم استطيع تأكيد مقتل اسرائيليين اثنين.

ثمن باهظ

وفي ظهور أول ونادر، توعد القائد (المقعد) لكتائب القسام محمد الضيف اسرائيل بدفع «الثمن باهظا»، حال فكرت في شن حرب برية على غزة. وقال الضيف الذي عاد للظهور في كلمة مسجلة بثها تلفزيون الأقصى التابع لـ«حماس»، إن العدو سيدفع الثمن باهظا لو فكر الدخول الى غزة، داعيا الى حشد جميع طاقات الشعب والأمة من اجل اجتثاث الكيان الغاشم.

واكد ان الحرب البرية هي الأمل الأكبر في اطلاق سراح الأسرى، في اشارة الى احتمال اسر جنود اسرائيليين، كما حصل مع الجندي جلعاد شاليط، الذي اطلق سراحه مقابل اطلاق اسرى فلسطينيين في 2011.

واضاف، في اشارة الى اطلاق الصواريخ من قطاع غزة على اسرائيل: «هذا ما صنعه المجاهدون.. هذا الرد القسامي الذي كسرنا به كل قواعد الاشتباك، التي حاول العدو ان يفرضها طوال المرحلة السابقة، فكان لا بد من ان يأتي الرد بحجم تلك الجريمة».

وأردف ضيف القول: «يا ابناء شعبنا ويا امتنا الإسلامية ويا امتنا العربية ان هذه المعركة حجارة سجيل بفضل الله تعالى، ثم وقفة ابناء شعبنا وامتنا. كانت بعد الإعداد المتواصل وبعد جهد بذل وعرق ودماء سالت، وشهداء مضوا خلال التدريب والتصنيع والإعداد. هي نتاج لأعوام من الإعداد بعد حرب الفرقان، وستكون بإذن الله تعالى بداية ونقطة انطلاق لمرحلة التحرير المقبلة بإذن الله».

قصف بئر السبع

ومن جهتها، ردت صواريخ المقاومة بقصف مناطق عدة في إسرائيل. وأعلنت كتائب القسام أنها قصفت مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل بـ16 قذيفة صاروخية. وذكرت الكتائب في بيان إنها قصفت المدينة بصاروخ «فجر 5» و15 صاروخ «غراد» رداً على المجازر وقصف البيوت والمقار الحكومية.

وبينما ذكرت تقارير أن ثلاثة إسرائيليين قتلوا، أفادت تل أبيب أن أكثر من 80 صاروخا سقطوا أمس في مناطق متفرقة.

وفي القدس، ذكرت كتائب القسام في بيان لها انها قصفت مدينة القدس المحتلة بصاروخ محلي الصنع من طراز «ام 75»، مؤكدة أن هذا القصف جاء «ردا على المجازر الصهيونية وقصف المنازل والمنشآت المدنية». وأضافت: «وإن عدتم عدنا».

وكانت صافرات الإنذار دوّت في منطقة القدس وسمع صوت انفجار صاروخ في المدينة، أطلق من قطاع غزة. وهو ثاني صاروخ يطلق من غزة ويسقط في الضفة الغربية منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.

وبدورها، أكدت الشرطة الإسرائيلية صحة تقارير القسام. وانطلقت صفارات الإنذار في القدس قبل سماع دوي انفجار الصاروخ، الذي قالت الشرطة انه سقط في منطقة خلاء في كتلة غوش عتصيون الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة، جنوب غربي القدس، دون ايقاع اصابات او اضرار.

إلى ذلك، أشارت تقارير أن جنديا إسرائيليا أصيب في عسقلان بجراح بالغة الخطورة جراء استهداف موقع عسكري بعدة صواريخ، حيث نقل الجندي الى مستشفى بئر ساروكا على متن مروحية عسكرية.

وفي وقت سابق، أعلن الرئيس المصري محمد مرسي أنه سيتم الانتهاء مما سماه «مهزلة العدوان على غزة» خلال ساعات، دون أن يفصح عن كيفية حدوث ذلك.

جهاز مراقبة

وفي هذه الأجواء، قال مسؤولون رفيعو المستوى في إسرائيل إن الإعلان عن وقف إطلاق يتضمن تشكيل جهاز مراقبة مؤلف من مندوبين أمنيين إسرائيليين ومصريين وأميركيين، يشرف على تطبيق التفاهمات التي يتضمنها الاتفاق.

وقال المسؤولون الإسرائيليون إن اتفاق وقف إطلاق النار سيمنح الهدوء لسكان جنوب إسرائيل لمدة عام أو عامين لن يتم خلالها إطلاق صواريخ من غزة، «لكن بعد هذه الفترة قد تضطر إسرائيل إلى شن هجوم جديد ضد القطاع حال خرقت حماس الاتفاق».

وأشار المسؤولون إلى أن ألمانيا لعبت دورا مهما في بلورة التفاهمات بين إسرائيل و«حماس» بوساطة مصر.

تعليق وتعتيم

وفي الليلة قبل الماضية، قررت الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة تعليق شن عملية برية ضد القطاع «مؤقتا»، واعطاء فرصة للجهود التي تقودها مصر للتهدئة، بحسب ما اعلن مسؤول اسرائيلي كبير.

وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إنه «تم اتخاذ قرار بتعليق مؤقت للتوغل البري لإعطاء الدبلوماسية فرصة لتنجح». واضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه «ناقشوا وضع الدبلوماسية والعملية العسكرية».

وبينما لا تزال تل أبيب تبحث اقتراحا مصريا للتهدئة، لكن بدون اعلان قرار، أعلنت مصادر إعلامية أن الحكومة الإسرائيلية فرضت تعتيما على مداولات اللجنة التساعية (الحكومة المصغرة) حول الاقتراح المصري لوقف إطلاق النار.

حشود عسكرية

في الأثناء، واصلت إسرائيل حشد قوات برية على امتداد الحدود مع غزة. وفي مشاهد تذكر باجتياح إسرائيل لقطاع غزة في شتاء 2008 ــ 2009 تدفقت الدبابات والمدرعات وقوات المشاة على الحدود، وتحركت مواكب عسكرية في شوارع المنطقة الحدودية. ووافقت إسرائيل على استدعاء 75 ألفاً من قوات الاحتياط.

وزع الجيش الاسرائيلي مناشير بالعربية، تأمر سكان بعض احياء مدينة غزة بإخلاء منازلهم فورا.

وجاء في بيانات بثت باللغة العربية: «من اجل سلامتكم، انتم مطالبون بإخلاء منازلكم فورا والتحرك باتجاه مركز مدينة غزة». وأورد الجيش اسماء شوارع معينة يتعين على السكان استخدامها للتنقل من احيائهم، ولم تحدد البيانات سبب طلب الإخلاء.

اعتراض أميركي

في السياق، أكّد مصدر دبلوماسي في الأمم المتحدة اعتراض واشنطن على مشروع إعلان صادر عن مجلس الأمن حول الوضع في غزة بعد أن اعتبرته «غير بناء».

 

 

القاهرة والرياض من مجلس الأمن: أوقفوا قرصنة إسرائيل في القطاع

 

 

 

 

اتهم سفيرا مصر والسعودية لدى الأمم المتحدة إسرائيل بممارسة أعمال قرصنة ضد الفلسطينيين في غزة مطالبين المجتمع الدولي بإيقافها على الفور.

وفي كلمة مصر أمام جلسة مجلس الأمن الدولي حول القرصنة، قال نائب السفير المصري لدى الأمم المتحدة أسامة عبدالخالق إن إسرائيل تمارس أعمالاً مماثلة من القرصنة ضد غزة.

وأضاف السفير المصري: «يجد وفد بلادي صعوبة في قبول الحضور إلى هذا المجلس لمناقشة قضية مهمة مثل القرصنة بينما يظل مجلس الأمن صامتاً حتى هذه اللحظة إزاء أعمال مماثلة من القرصنة تمارسها سلطة الاحتلال الإسرائيلي من خلال الحصار البحري المفروض على غزة، فضلاً عن تداعيات الوضع الإنساني المتأزم في غزة نتيجة العمليات العسكرية الأخيرة خلال الأيام القلائل الماضية».

من جهته، تحدث السفير السعودي لدى الأمم المتحدة عبدالله بن يحيى المعلمي عما وصفها بأعمال القرصنة الجوية والبحرية والبرية التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، مطالباً مجلس الأمن بالتحرك لإيقاف العدوان فوراً.

وقال مخاطباً رئيس مجلس الأمن وأعضاءه: «إنني أتساءل ما هو الحد الأدنى من الضحايا من أبناء الشعب الفلسطيني الذي يكفي كي يتحرك مجلس الأمن ويتحمل مسؤولياته ويعمل على إيقاف آلة القتل الإسرائيلية عند حدها؟».

وتساءل: «كيف يمكن لكم أيها السيد الرئيس ولأعضاء هذا المجلس الموقر أن تغمضوا أعينكم عن جراح الأطفال وتصموا آذانكم عن صرخات النساء وأنين الشيوخ الذين لا تزال إسرائيل حتى هذه اللحظة تمطرهم بالصواريخ والقنابل؟ وكيف يمكن لأحد أن يحمل الضحية مسؤولية قتلها ويتجاهل الحصار القاتل الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة منذ سنوات طويلة؟».

وتساءل المعلمي عما إذا كان الوقت قد حان لأن يأمر مجلس الأمن بوقف العنف أياً كان مصدره وإنهاء الاحتلال وفك الحصار ومنح الفرصة للشعب الفلسطيني ليعيش حياته حراً مستقلاً كريماً.

وكان مجلس الأمن أنهى الليلة قبل الماضية مشاورات مغلقة حول الشرق الأوسط دون الاتفاق على مسودة مشروع بيان صحافي قدمه المغرب أو مسودة القرار المقدم من روسيا بشأن الأوضاع في غزة.

واتهمت روسيا الولايات المتحدة بعرقلة مسعى في مجلس الامن التابع للامم المتحدة لإدانة العنف المتصاعد بين اسرائيل والفلسطينيين في قطاع غزة.

وذكرت ان اعضاء آخرين في المجلس يعمدون الي المماطلة لمنع المجلس من اتخاذ اجراء. وقال السفير الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين انه مستعد لتقديم مشروع قرار في مجلس الامن للدعوة الى نهاية للعنف واظهار التأييد للمساعي الاقليمية والدولية للتوسط من أجل حل سلمي.

من جهته، ذكر رياض منصور المراقب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة، إن المجموعة العربية كانت أعربت لرئيس مجلس الأمن عن رغبتها في أن يطلق المجلس موقفاً واضحاً يوقف العدوان ضد الشعب الفلسطيني.

 

 

تفاوت أضرار

 

 

أعلن وزير الأوقاف في الحكومة المقالة د. اسماعيل رضوان أن أكثر من 25 مسجداً في القطاع تعرضوا لأضرار متفاوتة.

 ودعا رضوان خلال مؤتمر صحافي عقده أمس من أمام مسجد العباس بغزة، الذي تعرض لأضرار بالغة جراء العدوان، على القطاع، علماء الأمة ووعاظها وأئمتها في داخل فلسطين وخارجها للقنوت في الصلوات للدعاء للمجاهدين والجرحى.

وجدد رضوان دعوته لشيخ الأزهر د. أحمد الطيب ونظرائه في الدول العربية والإسلامية وعلماء الأمة بزيارة قطاع غزة لنصرة الشعب الفلسطيني، والوقوف بجانبهم إزاء ما يتعرضون له.

 

 

حدث وحديث

 

 

جرائم حرب

دعت إيران إلى محاكمة قادة إسرائيليين بتهمة ارتكاب «جرائم حرب». وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست ان اسرائيل هي المسؤولة الوحيدة عن النزاع الحالي في غزة ويجب محاكمتها على «جرائم حرب»، نافيا ان تكون طهران تسعى الى تأجيج العنف كما يقول القادة الاسرائيليون.

 

قوات مراقبة

دعا السفير الفلسطيني في أنقرة نبيل معروف، تركيا ومصر الى إرسال قوات لمراقبة وقف النار في غزة، والذي من المتوقع أن يتم التوصّل إليه قريبا.

وقال معروف في مقابلة مع صحيفة «زمان» التركية إنه من أجل الحفاظ على وقف النار في غزة، يجب على تركيا ومصر إرسال قوات فوراً. ورأى أن أفضل حل لمستقبل فلسطين سيكون وجود الجيشين التركي والمصري في غزة، لأنهما بلدان مهمان في المنطقة ومقرّبان من الفلسطينيين، ولن تجرؤ إسرائيل عندها على مهاجمة غزة بوجود الجيشين التركي والمصري.

 

مساعدات جزائرية

قررت الجزائر إرسال 40 طناً من المساعدات الإنسانية. وأفاد بيان صادر عن الخارجية الجزائرية أنه أمام العدوان الإسرائيلي على أهالي غزة الذين يتعرضون للاعتداءات المتكررة للجيش الإسرائيلي، قررت الحكومة الجزائرية إرسال مساعدة إنسانية استعجالية تقدر بـ40 طنا من الأدوية والمواد الغذائية والصيدلانية والجراحية.

 

21 مصاباً في القاهرة

أعلنت وزارة الصحة المصرية أن إجمالي عدد المصابين الفلسطينيين الذين دخلوا إلى مصر عبر معبر رفح منذ يوم الجمعة الماضي بلغ 21 مصاباً، مشيرة الى وفاة أحدهم متأثراً بجراحه.

وأوضح رئيس قطاع الطب العلاجي في الوزارة عادل أبو زيد في بيان أن الفلسطيني أحمد خالد دغمش 29 عاماً استشهد بمستشفى العريش العام، مشيراً إلى أنه كان يعاني من إصابة في الرأس وغيبوبة.