فيما استعرت العمليات العسكرية الإسرائيلية على غزة لليوم الخامس، طفت تصريحات بشأن هدنة بين تل أبيب و«حماس»، كان أبرزها «مؤشرات» كشفت عنها القاهرة بشأن إمكانية وقف الهجمات الإسرائيلية لكن «دون وجود ضمانات مؤكدة». وبينما أبدت تل أبيب استعداداً لوقف العمليات شريطة أن توقف المقاومة صواريخها، رأت الأخيرة ضرورة وجود ضمانات بعدم تكرار العدوان، واصفة اتصالات تجري بين القاهرة وإسرائيل في هذا الشأن بأنها إيجابية.
وعلى وقع العمليات العسكرية، أعلن وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان بأن تل أبيب مستعدة للنظر في تهدئة مع الفصائل شرط توقف القذائف. وقال ليبرمان للإذاعة العامة الاسرائيلية: «شرطنا الوحيد للتهدئة هو ان تقوم كل الجماعات العاملة في غزة بوقف اطلاق النار بشكل تام». وأردف القول: «عندما يوقفون اطلاق الصواريخ، فسنكون مستعدين للنظر في اقتراحات الهدنة من وزير الخارجية الفرنسي وأصدقائه».
في السياق، طرح نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي موشيه يعالون عدة شروط لتحقيق التهدئة ووقف العمليات، مطالبا بوقف تام لعمليات اطلاق الصواريخ من غزة، وعدم استهداف وحدات الجيش الاسرائيلي.
إلى ذلك، ذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة «هآرتس» أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو كشف خلال اتصالات هاتفية مع الرئيس الأميركي باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنه مستعد لوقف إطلاق نار إذا أوقفت الفصائل الفلسطينية في غزة إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل.
وأفادت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي أن نتانياهو يتعرض «لضغوط كبيرة جدا من جانب دول أوروبية هامة» من أجل أن يوافق على وقف إطلاق نار بموجب مبادرة تقدمت بها مصر.
وقال موقع «واللا» الإلكتروني الإسرائيلي إن الحكومة الإسرائيلية لا تزال تعتم وترفض التطرق رسميا إلى اتصالات حول وقف إطلاق لنار بوساطة مصر وروسيا والولايات المتحدة.
محادثات إيجابية
وفي غضون ذلك، وصف مسؤولون كبار في «حماس» الاتصالات التي تقوم بها القاهرة مع اسرائيل لوقف المواجهات بأنها «ايجابية»، وأوضحوا انها تتركز حول الضمانات التي تكفل تحقيق الخطوة.
وقال مسؤول في الحركة طالباً عدم الكشف عن هويته ان الحركة تريد ضمانات بأن «الاعتداءات والاغتيالات ستتوقف»، مضيفا ان المفاوضات «ايجابية» وتتركز حول الضمانات التي تضمن احترام أي تهدئة يتم التوصل اليها. كما أفاد مسؤول آخر ان الحل المقبول للحركة هو في ان تكون الولايات المتحدة «ضامنة» لاحترام وقف إطلاق النار. واضاف ان جهودا تبذل في هذا الإطار، وإذا لم يحصل هذا الأمر فإن احدا لن يقبل بالتلاعب بمستقبله السياسي.
من جهته، حذر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات للإذاعة الفلسطينية الرسمية، من تدخلات أميركية «سلبية» فيما يخص جهود التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار.
مؤشرات مصرية
وبينما كشفت تقارير عن وجود مسؤول إسرائيلي كبير في القاهرة لبحث الأزمة، أعلن الرئيس المصري محمد مرسي ان هناك «بعض المؤشرات» الي امكانية التوصل لوقف لإطلاق النار قريباً بين اسرائيل والفلسطينيين في غزة، لكنه ليس لديه اي ضمانات مؤكدة.
وقال مرسي في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الليلة قبل الماضية: «هناك بعض المؤشرات الى ان هناك امكانية لوقف إطلاق النار قريبا.. ليس لدينا حتى الآن ضمانات أكيدة».
وأضاف مرسي: «نسعى الآن ونحاول مع كل دول العالم... لكي يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار من كل من الجانبين». وفي اشارة الى هجوم بري من المحتمل أن تشنه اسرائيل على غزة قال مرسي: «إذا حدث اجتياح بري كما يقولون فإن ذلك ينذر بعواقب وخيمة في المنطقة».
مباحثات مع هنية
كما بحث الرئيس المصري محمد مرسي مع رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية الجهود المبذولة لوقف الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة. وأفاد مكتب هنية أن الأخير أجرى اتصالاً هاتفياً مع مرسي استغرق نحو ثلث ساعة عبّر خلالها عن التقدير العالي لموقف مصر، وكذلك التحركات السريعة والعاجلة التي قادها لوقف العدوان على غزة.
