سيطر الجيش السوري الحر، أمس، على مدينة البوكمال الحدودية مع العراق بشكل كامل، وطردوا قوات النظام من آخر معاقله في مطار الحمدان العسكري، بعد أن استخدموا دبابات في تدمير ما تبقى من قوات الرئيس بشار الأسد، وفيما انفجرت سيارة مفخخة داخل تجمع لجنود النظام في مدينة حلب، أغلقت قوات الأسد عدة طرق مؤدية إلى العاصمة دمشق وسط اشتباكات عنيفة.
وقال ناشطون إن مقاتلي الجيش الحر سيطروا على مطار الحمدان الذي تستخدمه قوات بشار الأسد قرب الحدود مع العراق، في خطوة يقولون إنها ستسمح لهم بالحفاظ على سيطرتهم على مدينة البوكمال الحدودية التي سيطروا عليها في الآونة الأخيرة. وقال الناشط زياد الأمير إن قوات الأسد ردت بقصف المطار بواسطة مقاتلات.
آثار المعارك
وأوضح تسجيل فيديو بثته جماعات المعارضة، مقاتلين يقومون بدوريات في القاعدة الجوية الصحراوية في محافظة دير الزور السورية. وتصاعدت أعمدة من الدخان من بعض المباني الخرسانية، في الوقت الذي تفقد فيه مقاتلون عدداً من الدبابات المتروكة.
وأضاف الناشطون أن مطار الحمدان كان آخر معاقل قوات النظام في المدينة تم تحريره بالكامل بعد حصار دام لثلاثة أيام، وقطع الإمدادات عنه. وتم استخدم عدد من الدبابات التي اغتنمها الثوار. لافتين إلى أن كتائب الجيش الحر تلاحق الجنود الذين فروا من المطار إلى الصحراء بعد اقتحامه.
ويعتبر مطار الحمدان العسكري من أهم نقاط الإمداد لقوات النظام في المنطقة الشرقية، حيث يقوم بإمداد مراكز أمن النظام في المنطقة. وبتحرير مطار الحمدان العسكري، باتت المنطقة الريف من منطقة الحدود العراقية السورية إلى مدينة دير الزور محررة بالكامل، باستثناء كتيبة المدفعية بمدينة الميادين، والتي تدور معارك عنيفة على أطرافها.
تفجير في حلب
في هذه الأثناء، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن انفجاراً «هز مدينة حلب»، موضحاً أنه «ناتج عن سيارة مفخخة في منطقة الليرمون (في شمال غرب المدينة)، وتبعته اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من الكتائب الثائرة والقوات النظامية في المنطقة». وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن، في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس»، إلى أن الانفجار «استهدف تجمعاً عسكرياً للقوات النظامية». من جهتها، أشارت «الهيئة العامة للثورة السورية» عن «تجدد الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام» في الحي الذي يحاول الثوار منذ فترة السيطرة عليه. كذلك تحدث المرصد عن «أصوات عدة انفجارات في حي الحمدانية» في جنوب غرب المدينة التي تشهد معارك يومية منذ أربعة أشهر.
إغلاق دمشق
وفي ريف دمشق الذي يشهد عمليات عسكرية مكثفة في الفترة الأخيرة، تعرضت مدينة حرستا للقصف من القوات النظامي، بينما تشهد سماء الغوطة الشرقية تحليقاً للطيران الحربي السوري، بحسب المرصد.
وأشار المرصد إلى أن القوات النظامية «أغلقت الطرق المؤدية إلى حي نهر عيشة (في جنوب العاصمة)، ومنعت خروج الأهالي منه»، وأغلقت كذلك طريق دمشق درعا الدولي، مع تسجيل انتشار مكثف لهذه القوات. وقال التلفزيون الرسمي السوري إن القوات الموالية للنظام أغلقت الطرق الرئيسة المؤدية إلى دمشق لتشديد الحصار على «الإرهابيين»، وهو مصطلح تستخدمه وسائل الإعلام التي تديرها الدولة لوصف الثوار الذين يسعون للإطاحة بالنظام. وقال الناشط هيثم العبد الله لوكالة الأنباء الألمانية: «جميع الطرق المؤدية إلى أحياء التضامن ومعضمية الشام ونهر عيشة، وكذلك المناطق المحيطة بها في ريف دمشق تم غلقها. الطلاب لم يتمكنوا من الوصول إلى جامعاتهم داخل دمشق».
وفي دير الزور، قتل ثائر صباحاً خلال اشتباكات مع القوات النظامية في حي الجبيلة في مدينة دير الزور.
