بدأ ائتلاف مكونات المعارضة السورية الذي أعلن عن تشكيله أول من أمس في الدوحة من مقر جامعة الدول العربية في القاهرة أولى خطواته لكسب الاعتراف الرسمي به ممثلًا وحيداً وشرعياً للشعب السوري، تزامناً مع اعتراف دول مجلس التعاون الخليجي، وترحيب دولي واقليمي بالكيان المعارض الموحد، والذي دعته موسكو إلى اعتماد الحوار لحلّ الأزمة السورية من دون تدخّل عسكري خارجي.
وأعلن الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني أن دول المجلس تعلن اعترافها بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي تأسس بموجب الاتفاق الذي تم التوقيع عليه في الدوحة باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري الشقيق، مضيفاً إن دول المجلس ستقدم الدعم والمؤازرة لهذا الكيان لتحقيق تطلعات الشعب السوري وآماله، متمنية أن يكون ذلك خطوة نحو انتقال سياسي سريع للسلطة وأن يوقف سفك دماء الأبرياء ويصون وحدة الأراضي السورية ويدعو الى عقد مؤتمر وطني عام تمهيدا لبناء دولة يسودها القانون وتستوعب جميع أبنائها من دون استثناء أو تمييز ويرتضيها الشعب السوري.
تطلع لاعتراف عربي
وأعرب الزياني عن تطلع مجلس التعاون لاعتراف الدول العربية ودول العالم والمجتمع الدولي بهذا الائتلاف، الذي يضم معظم أطياف المعارضة السورية في الداخل والخارج، وتقديم الدعم اللازم له، مثمنين لدولة قطر بقيادة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر وحكومته كل ما بذلوه من جهود حثيثة أثمرت بحمد الله التوصل لهذه النتائج المباركة، داعين الله عز وجل أن يحفظ الشعب السوري الشقيق.
واجتمع وزراء خارجية وممثلو دول المجموعة المكلفة متابعة الملف السوري والتي تضم قطر ومصر والجزائر والسودان وعمان اضافة الى المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في مقر الجامعة في القاهرة. وناقش المجتمعون الأزمة السورية.
وشارك في الاجتماعات رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب الذي اصطحبه معه رئيس وزراء وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في مسعى للحصول علي موافقةالدول العربية على الاعتراف به ممثلا عن سوريا في مجلس الجامعة.
تباين آراء
وعلى الرغم من شيوع أخبار عن تقديم مسودة مشروع قرار عربي للاعتراف بالائتلاف ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب السوري فادت مصادر بأن هناك تبايناً عربياً بشأن الاعتراف. ووفقاً لمصادر دبلوماسية عربية، فإن المقترح القطري يقابل بترحيب خليجي، بينما تتحفظ الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ودول أخرى على هذا التوجه، باعتبار أن الإقدام عليه يعني إنهاء مهمة المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي ووقف الجهود المبذولة مع النظام السوري لوقف الاقتتال.
وأشارت مصادر لـ«سكاي نيوز عربية» إلى وجود اتجاه إلى إصدار بيان عربي يرحب بإعلان الائتلاف ويعتبره ممثلا للمعارضة السورية فقط، مع استمرار جهود الإبراهيمي، ومحاولة كسب تأييد روسيا والصين - الداعمين الأكبرين للنظام السوري - لتلك الخطوة.
ويرى رئيس وزراء قطر في وجود معاذ الخطيب في الجامعة العربية خطوة اولى نحو اعتراف دولي بالائتلاف الجديد.
وبادرت عدة أطراف عربية وإقليمية ودولية لإعلان ترحيبها وتأييدها للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي تشكل بالعاصمة القطرية اول من امس.
نحو الاعتراف
وأعلنت الأمانة العامة للجامعة العربية عن ترحيبها بالتوصل لاتفاق يوحد صفوف المعارضة السورية، وأعربت عن استعدادها للتعاون الكامل معه.
وفي الدوحة شدد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في كلمة له مخاطباً المشاركين أن الاتفاق يؤكد حرص المشاركين على نجاح الثورة. وتعهد بن جاسم - الذي يترأس اللجنة الوزارية العربية الخاصة بسوريا- بالعمل فوراً للمطالبة بالاعتراف العربي والدولي بالائتلاف ممثلًا وحيداً وشرعياً للشعب السوري. وأضاف ان قطر ستقود المحادثات في الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ومع الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين كي ينال الائتلاف مثل هذا الاعتراف.
ترحيب دولي
وقالت الولايات المتحدة إنها ستقدم دعمها للمعارضة السورية التي توحدت. وأكدت مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى إليزابيث جونز، أن واشنطن ستقدم مزيداً من الدعم للشعب السوري.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن بلاده تقدم «دعماً كاملًا للائتلاف السوري»، لكي يتمكن هذا الائتلاف من تشكيل بديل ذي صدقية لنظام بشار الأسد. وأكد أن فرنسا ستعمل من أجل اعتراف دولي بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية كممثل شرعي لتطلعات الشعب السوري، طبقا للتعهد الذي قطعه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في أغسطس الماضي. في حين هنأت وزارة الخارجية الإيطالية، امس، المعارضة السورية، مؤكدة أنها ستحضّ المجتمع الدولي على التزام أكبر في المساعدات الإنسانية والاقتصادية الموجّهة إلى المعارضة السورية. بينما رحب وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله بائتلاف المعارضة السورية الجديد. وقال امس في برلين: «أتمنى أن تنشأ مع الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة بدائل سياسية حقيقية لنظام بشار الأسد».
وفي رد فعل آخر، أعرب وزير الخارجية التركي داود أوغلو عن ترحيبه بالاتفاق، ووصفه بأنه مجرد خطوة أولى ستليها الكثير من الخطوات. وقال إن «التبرير بأن المعارضة منقسمة قد ولّى»، وشدد على أن توحيد المعارضة صفوفها يستدعي دعماً ومساعدة دولية أكبر. وأكد ان مصير سوريا ليس بيد أي شخص أو مؤسسة.
دعوة روسية
الى ذلك نقلت قناة «روسيا اليوم» عن الناطق باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش، أن موسكو تتابع باهتمام الجهود التي تبذل من أجل توحيد المعارضة السورية. وقال «بالنسبة لنا تبقى المسألة الأساسية هي مدى استعداد أعضاء تلك الائتلافات للعمل على قاعدة تسوية النزاع من قبل السوريين أنفسهم من دون تدخّل عسكري خارجي، وعن طريق الحوار والتفاوض، ضمن إطار الاتفاق الشامل المثبّت في البيان الختامي للقاء مجموعة العمل في جنيف». وتابع أن «اتصالاتنا مستمرة مع الحكومة السورية وكذلك مع كافة أطياف المعارضة السورية، من أجل إقناعها باتخاذ مثل هذا الموقف البنّاء». وأضاف لوكاشيفيتش «نرى أن مهمتنا الأولية تتمثل في العمل من أجل وقف أعمال العنف وإنقاذ أرواح الناس وإطلاق العملية السياسية الانتقالية في سوريا».
تسليح المعارضة
وكشف رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب عن حصول الائتلاف الجديد على ضمانات من «دول عربية وأوروبية» من أجل تسليح مقاتلي المعارضة الذين يسعون لإسقاط الرئيس بشار الأسد.
وقال الخطيب في تصريحات خاصة لـ«سكاي نيوز عربية» امس: «نعم حصلنا على ضمانات من بعض الدول الخليجية والأوروبية، لكن تحتاج الأمور إلى بعض الإجراءات القانونية». وعبر عن تفاؤله بالحصول على اعتراف جامعة الدول العربية بالكيان الجديد الذي يجمع كل أطياف المعارضة السورية تقريباً. وتابع: «لم تمارس على المعارضة ضغوط لكي تتحد، كان هناك فقط تدخل لتقريب وجهات النظر». وأوضح «نعمل على تشكيل الهيئات والمكاتب التنفيذية ثم نتحرك لتوسيع الاعتراف الدولي بالائتلاف».
