أثارت تصريحات المبعوث الأممي العربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ردود فعل غاضبة من الدوحة وأنقرة، إذ اعتبرت قطر، على لسان رئيس وزرائها وزير الخارجية الشيخ حمد بم جاسم آل ثاني، أن ما يجري في سوريا حرب إبادة وليست حرباً أهلية كما صرح بذلك الإبراهيمي مؤكدة أنها لا تثق به، فيما انتقدت تركيا، على لسان وزير الخارجية أحمد داود أوغلو، دعوة لافروف للتحاور مع النظام السوري معتبرة أن ذلك يعطيه شرعية.

وقال الشيخ حمد بن جاسم ان ما يحصل في سوريا ليس حرباً أهلية كما قال المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي، بل «حرب ابادة» بـ«رخصة» للقتل من الحكومة السورية والمجتمع الدولي الذي يبدو عاجزا عن التحرك بفاعلية لإنهاء النزاع.

وأكد الشيخ حمد في تصريحات لقناة «الجزيرة» نقلتها وكالة الانباء القطرية: «نحن نعرف ما يجري في سوريا هو ليس بحرب أهلية، ولكن حرب ابادة أعطي لها رخصة اولا من الحكومة السورية وثانيا من المجتمع الدولي ومن المسؤولين في مجلس الأمن عن هذه الرخصة بالقتل. فما يجري ليس بحرب أهلية بقدر ما هو قتل». وذكر ان بلاده كانت تعرف مسبقا بأن الهدنة التي اعلن عنها خلال عيد الاضحى ستفشل بسبب موقف الحكومة السورية.

وبحسب الشيخ حمد، فإن «كل الأطراف تعرف ما هو الحل المطلوب وتعرف ماذا يريد الشعب السوري. وكل ما يجري الآن برأيي تضييع وقت وإعطاء رخصة لقتل الشعب السوري وتدمير مقدرات سوريا»، مشيرا الى ان قطر ستطرح على اللجنة العربية الخاصة بسوريا سؤالا واضحا هو: «وماذا بعد الآن؟».

وقال المسؤول القطري، الذي تعد بلاده من ابرز الداعمين للمعارضة السورية، ان قطر تثق بالإبراهيمي، الا انه يتعين على هذا الاخير «ان يضع فكرة واضحة لكيفية حل هذا الموضوع امام مجلس الأمن وبدء مرحلة انتقالية».

شلل قادم

وحول الموقف الغربي والجهود الدبلوماسية ازاء النزاع في سوريا، قال الشيخ حمد ان «الوضع الغربي ليس على المستوى المطلوب»، متوقعاً ان يكون هناك «شلل في الاسبوعين او الثلاثة المقبلة»، حتى ما بعد الانتخابات الأميركية. وخلص الى القول انه بعد الانتخابات «نستطيع أن نركز أكثر في ماذا سنقوم به بين الدول الأوروبية وأميركا والعالم العربي وكل الدول المحبة لمناصرة الشعب السوري».

 

أوغلو: لا حوار

من جانب آخر أعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو أمس ان بلاده لن تتحاور ابدا مع النظام السوري الذي استمر «في قتل شعبه» خلال عطلة عيد الاضحى.

وادلى الوزير التركي بهذا التصريح ردا على سؤال لاحد الصحافيين بشأن الدعوة التي اطلقها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أول من أمس الى الدول المجاورة لسوريا للحوار مع نظام الرئيس بشار الاسد، واضاف داود اوغلو «لا معنى ابدا للتحاور مع نظام استمر في هكذا مجزرة ضد شعبه في عيد الاضحى»، مشددا ان بلاده لن تقدم ابدا على مثل هذه الخطوة لانها «تعطي شرعية للنظام القائم».

دعم لحكومة انتقالية

ونقلت صحيفة «زمان» التركية عن داود أوغلو، قوله في مؤتمر صحافي مع نظيره الكوستاريكي أنريك كاستيلو في أنقرة، إن الحوار مع «نظام يرتكب المجازر بحق شعبه في دمشق.. لا جدوى منه»، مؤكداً دعمه لتشكيل حكومة انتقالية كجزء من وثيقة جنيف التي وافقت عليها المعارضة والحكومة السورية مع عدد من الدول الأخرى هذا الصيف. وعبّر عن أسفه لخرق هدنة عيد الأضحى التي اقترحها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية في سوريا الأخضر الإبراهيمي، «نتيجة للقصف الجوي للحكومة على مناطق يسيطر عليها المتمردون في إدلب على الحدود التركية وجنوب دمشق»، منتقداً مجلس الأمن لفشله في توجيه إشارة قوية إلى دمشق لإنهاء العنف.

وأشار داود أوغلو إلى أن تركيا تواصل محادثاتها الثلاثية الأطراف مع إيران ومصر، لافتاً إلى أنها تولي اهتماماً لمثل هذه المشاورات بين السعودية ومصر بشأن الأزمة السورية. وقال إن بلاده حافظت على علاقاتها مع سوريا لشهور وواصلت جهود الحوار، مضيفاً إن على النظام السوري «أولاً إظهار إرادته في التصالح مع شعبه»، لكنه خلص إلى أنّه «لا يمكن للمحادثات مع الآخرين أن تنجح إن لم يظهر النظام السوري إرادته في التصالح مع الشعب».

الإبراهيمي في الصين

بدأ الأخضر الإبراهيمي أمس زيارة للصين تستمر يومين في إطار جولة في الشرق حملته إلى العاصمة الروسية موسكو مطلع الأسبوع.

ومن المعروف أن روسيا، التي زارها الإبراهيمي الاثنين، والصين من أقوى حلفاء النظام السوري وصوتتا ثلاث مرات في مجلس الأمن الدولي ضد قرار غربي عربي لإدانة نظام الرئيس بشار الأسد.

وتأتي هذه الجولة بعد فشل الهدنة التي كان الإبراهيمي اقترحها خلال أيام العيد، حيث شهدت أيام العيد سقوط مئات القتلى.