وقع رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أمس على مرسوم إحالة جريمة اغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن على المجلس العدلي، وأحاله على رئيس الجمهورية،وسط هدوء حذر، شهدته المناطق اللبنانية، خاصة طرابلس، تزامناً مع إعلان واشنطن إرسالها فريقاً من مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف.بي.آي) إلى بيروت، للمشاركة في التحقيق باغتيال الحسن.
وعاد الهدوء ليلفّ جميع المناطق اللبنانية، لا سيما منطقة طرابلس في الشمال، التي ظلت تشهد بعض المناوشات بين جبل محسن وباب التبانة، حتى وقت متأخر من مساء أول أمس، مع الإبقاء على مظاهر الخيم الموجودة في الوسط التجاري في بيروت، وأمام منزل الرئيس ميقاتي في طرابلس، وذلك للمطالبة برحيل الحكومة «الميقاتية»، التي يحملها فريق 14 آذار المعارض المسؤولية غير المباشرة عن اغتيال الحسن، وما تبعه من انفلات أمني.
وكان وسط طرابلس مزدحماً صباح أمس، وكانت حركة المرور سلسلة. وانتشر جنود من الجيش اللبناني على متن مدرعات تعتليها مدافع آلية. لكن المتاجر القريبة من المناطق التي شهدت قتالاً أغلقت أبوابها. كما أغلقت سوق للفاكهة في منطقة القتال، وقال سكان إنهم يخشون من القناصة. أما في العاصمة بيروت، فكان الهدوء هو السائد في أغلب الحيان، إذ خفت حدة التوترات، بعد أن انتشرت القوات في أنحاء المدينة لإخلاء الشوارع من المسلحين الذين اشتبكوا أول أمس. في السياق قال الجيش اللبناني انه أوقف 100 شخص بينهم 34 سوريا و4 فلسطينيين خلال عمله على وقف الاشتباكات التي وقعت في عدة مناطق لبنانية.
توقيع المرسوم
في الأثناء، وقع رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي على مرسوم إحالة جريمة اغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، اللواء الحسن، على المجلس العدلي، وأحاله على رئيس الجمهورية. وذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة أنّ مرسوم إحالة الجريمة على المجلس العدلي، أحيل على رئيس الجمهورية. أبلغ وزير العدل شكيب قرطباوي، بأمر توقيع المرسوم، مشدداً على «ضرورة الإسراع في تسمية المحقق العدلي في الجريمة».
وكان ميقاتي دعا السبت الماضي إلى «الكشف والتعويض عن الأضرار التي حصلت»، مطالباً من وزارة الاتصالات تسليم بيانات الاتصالات من 19 أكتوبر الجاري إلى السلطات المختصة».
ووضع فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي يوم أمس يده على «بيانات الاتصالات» التي أجراها رئيس الفرع اللواء وسام الحسن، قبيل ساعات من اغتياله، في حين «أن خيوطاً أساسية من التحقيق بدأت تكتشف، خصوصاً الثغرات التي استفاد منها الجناة لتنفيذ جريمتهم».
تحقيقات أميركية
إلى ذلك، أعلنت الولايات المتحدة أن فريقاً من مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف.بي.آي) توجه إلى لبنان، للمشاركة في التحقيق باغتيال رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر، خلال مؤتمر صحافي، مساء أول أمس، إن «فريقاً من الـ «إف.بي.آي»، توجه إلى لبنان لتقديم المساعدة في التحقيقات باغتيال الحسن، ولا بد من انتظار نتائج تلك التحقيقات»، مشيراً إلى أن لا فكرة لديه إن كان وصل أو بعد.
وأكد تونر استعداد بلاده لتقديم المساعدة للبنان، مشيراً إلى اتصال وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون برئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي وعرضها المساعدة، إلى جانب تأكيدها التزام أميركا القوي باستقرار لبنان واستقلاله، وسيادته وأمنه. وأضاف أن كلينتون أشارت إلى أهمية عمل القادة السياسيين معاً في هذه المرحلة الحساسة، لضمان أن يسود الهدوء في لبنان، وجلب المسؤولين عن التفجير الذي أودى بحياة الحسن أمام العدالة.
حج
أعلن مصدر رسمي لبناني أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي غادر بيروت متوجهاً إلى مكة لتأدية فريضة الحج.
يشار إلى أن ميقاتي عاد أمس إلى مزاولة نشاطه في مقر رئاسة الحكومة في وسط بيروت التجاري، بعد اعتكاف في أعقاب مقتل اللواء وسام الحسن، في انفجار استهدفه في الأشرفية بشرق بيروت يوم الجمعة الماضي.
مقاطعة
اتخذت المعارضة اللبنانية قرارا بمقاطعة جلسات مجلس النواب التي تشارك فيها الحكومة.
وقال النائب احمد فتفت إن المعارضة المؤلفة من قوى 14 آذار المناهضة لسوريا قررت «مقاطعة كل جلسة نيابية تشارك فيها الحكومة إلى حين سقوطها»، مؤكدا أن القرار «لا يعني مقاطعة البرلمان».
لكنه أوضح ان المقاطعة ستشمل أيضا جلسات اللجان النيابية المتخصصة «في حال شارك فيها وزراء من الحكومة».
وكانت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أفادت أن جلسة اللجان المشتركة المقررة امس لمتابعة دراسة مشروع قانون الانتخابات النيابية المقررة في 2013، لم تعقد «بسبب غياب نواب الرابع عشر من آذار».
