يصف مراقبون للشأن المصري القرارات الرئاسية التي يصدرها الرئيس الجديد محمد مرسي بأنها «مغازلات سياسية» تخرج بين الحين والآخر لمحاولة كسب ود الشارع تدريجياً.

وآخر فصول القرارات الإيجابية التي يعدها محللون أنها تأتي في نطاق المغازلات السياسية قرار الإفراج عن كل معتقلي الثورة منذ 25 يناير وحتى الآن في قرار جريء وقوي حصل به على ثناء مختلف القوى السياسية والثورية رغم أنهم وصفوه بأنه «متأخر جداً».

تبرير

ويبرر مراقبون تأخر قرار الإفراج عن معتقلي الثورة لهذا الوقت بأن مرسي كان يدخره للوقت المناسب لكسب رضا الشارع عما تم إنجازه في مغازلة سياسية واضحة للقوى السياسية المعارضة له ولرجل الشارع العادي.

ورغم ترحيب الشارع بالقرارات إلا أن مراقبين يرون أن ما بين سطور تلك القرارات وغيرها من التصريحات التي قالها خلال خطبته في استاد القاهرة «محاولات مستميتة منه من أجل التغطية على إخفاق فشل خطة الـ100 يوم» رغم نجاحه في ملفات أخرى مثل القضاء على ازدواجية السلطة والحكم العسكري.

من جانبه، يرى الناشط السياسي إبراهيم عجلان أن القرارات الخاصة بالعفو عن النشطاء والثوار والذين يصل عددهم لنحو ألف معتقل هي قرارات جريئة وقوية بكل الأشكال، وكان الشارع الثوري والسياسي ينادي بها طيلة الفترة الأخيرة، وقد أقرها الرئيس مرسي أخيراً، في محاولة لكسب ود المصريين لدعمه وتعزيزه، وإعطائه الفرصة في تنفيذ أجندته وبرنامجه الانتخابي خلال هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها مصر.

ومما يعد في سبيل المغازلات السياسية أيضاً، بعض النقاط التي اشتمل عليها خطاب الرئيس مرسي منذ أيام وقيامه بطمأنة المصريين على المستقبل بشكل عام وعلى أهداف الثورة وأنه ماضٍ في طريق الإصلاح وأنه لا يتقاضى راتبه أو يحصل على غير حقه أو يتسبب في ضياع أموال الدولة أو ما إلى ذلك، حين رد على المواد الصحافية التي أكدت أن حضوره لصلاة الجمعة وسط حراسته يكلف الملايين نافياً أن يكون كلف خزانة الدولة أي شيء ما قد يسهم في تقريبه من رجل الشارع بصورة كبيرة.

غزل

وكان مرسي غازل الإسلاميين حين قام بالإفراج عن مجموعة من المعتقلين الإسلاميين من جماعة الجهاد والجماعة الإسلامية.

ويشير مراقبون إلى أن فلسفة المغازلات السياسية هي جزء من آلية مرسي في التعامل مع الملفات المطروحة على الساحة ولكسب تأييد الجزء الأكبر فاستخدمها ببراعة حين تعهد قبل الانتخابات الرئاسية بإعادة محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك في وقت اشتعل فيه غضب الكثيرين بسبب الحكم الذي نطقت به المحكمة في قضية الرئيس السابق.

 

مزيد من الإصلاحات

 

رحّبت منظمة العفو الدولية أمس بالعفو الذي أصدره الرئيس المصري محمد مرسي عن جميع المعتقلين في أحداث ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك ودعته إلى تنفيذ المزيد من إصلاحات حقوق الإنسان.