استمر المؤشر التصاعدي للتوتر بين النظام في سوريا وتركيا أمس، حيث هدد الجيش التركي بـ«رد أقوى» إذا ما استمرت قوات النظام في إطلاق النار على الأراضي التركية التي شهدت إطلاق نار من الجانب السوري ورداً من الجانب التركي، فيما بدأت ملامح وساطات دولية حيث دعت روسيا إلى إقامة «خط اتصال مباشر» بين البلدين لنزع فتيل التوتر وكشفت أيضاً أن المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي سيصيغ عقب زيارته لدمشق أفكاراً لتسوية النزاع استناداً إلى إعلان جنيف، فيما قالت إيران: إنها على تواصل مع الطرفين لاحتواء الأزمة وسط تشاؤم بريطاني تجاه إمكانية الحل في سوريا.
وهدد قائد الجيش التركي الجنرال نجدت اوزل سوريا بـ«رد أقوى» إذا ما استمرت في اطلاق النار على الأراضي التركية، بحسب ما نقلت الشبكات التلفزيونية.
وقال الجنرال اوزل خلال جولة على قرية اكجاكالي (جنوب شرق)، حيث قتل خمسة مدنيين مطلع أكتوبر بقصف سوري ردت عليه المدفعية التركية: «رددنا (على اطلاق النار السوري)، إذا ما استمروا فسنرد بشكل أقوى».
وأكد الجنرال اوزل الذي كان يتفقد مع قادة آخرين في الجيش قوات منتشرة على الحدود مع سوريا أن الردود التركية سبّبت «خسائر مهمة» في سوريا بدون أن يضيف أية تفاصيل، كما ذكرت القناة الإخبارية «ان.تي.في».
قذائف ونزوح
وقال شاهد من وكالة «رويترز» إن عدة قذائف مورتر سقطت خارج بلدة عزمارين السورية الحدودية في ساعة مبكرة من صباح أمس، كما أمكن سماع دوي اطلاق رصاص كثيف من على الجانب التركي. وعززت القوات المسلحة التركية وجودها على طول الحدود التي تمتد لمسافة 900 كيلومتر وترد بالمثل على إطلاق النار والقصف عبر الحدود من شمال سوريا، حيث تقاتل قوات الرئيس السوري بشار الأسد الجيش الحر الذي يسيطر على مساحات من الأراضي.
ويعبر عشرات المدنيين من بينهم عدد كبير من النساء يحملن أطفالاً يصرخون متشبثين بأعناقهن نهراً ضيقاً على الحدود مع تركيا فراراً من القتال في عزمارين والقرى المحيطة. وساعد سكان قرية حاجي باشا التركية التي تقع وسط بساتين الزيتون على نقلهم في قوارب معدنية صغيرة. وتنتظر عدة سيارات إسعاف وحافلات صغيرة وسيارات تركية لنقل المصابين بجراح أكثر خطورة إلى انطاكيا أو مستشفيات كبيرة. وقال رجل حمل على نقالة وقميصه ملطخ بالدماء: «لا تأخذوني للجانب الآخر اعيدوني... اريد العودة كي اقاتل».
خط اتصال
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: إن دمشق وأنقرة مستعدّتان لإقامة خط اتصال مباشر.
ونقلت وكالة «إيتارتاس» الروسية عن لافروف قوله أمام الصحافيين عقب كلمة ألقاها أمام مجلس الاتحاد الروسي، إن «التجربة تشير إلى أنه عند بدء التوترات فإن الطريقة الأفضل لإزالتها هي إنشاء خط اتصال مباشر. وأنا أعلم أن تركيا وسوريا مستعدّتان لذلك». وأضاف: «ستكون أبسط طريقة لإزالة سوء التفاهم. ونحن مهتمون بأن يكون هناك قناة تواصل وسنشجع الشركاء على تحقيق ذلك».
وأشار إلى أن المبعوث العربي والأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي سيصيغ عقب زيارته لدمشق أفكاراً لتسوية النزاع في البلاد، استناداً إلى إعلان جنيف الذي يحدد مبادئ الانتقال السياسي في سوريا دون الدعوة إلى رحيل الأسد،
مضيفاً: «زار الأخضر الإبراهيمي المنطقة ودمشق أيضاً والآن سيتوجه إلى المنطقة مجدداً بعدها سيصيغ أفكاراً تستند، كما قال لي في نيويورك، على النقاط الرئيسية لإعلان جنيف، وهذا شأن صحيح بالمطلق».
تشاؤم بريطاني
من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، إنه لا يرى نهاية في الأفق للأزمة الدائرة في سوريا، رغم اللقاءات التي سيعقدها بنهاية الأسبوع مع مسؤولين في الحكومة الروسية. وأبلغ هيغ المحطة الإذاعية الرابعة في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أنه «لا يوجد طريق واضح للخروج من المأزق الدموي الحالي في سوريا، وتستمر الأزمة في أن تكون محبطة وموقعة للكآبة في النفس إضافة إلى التدهور باتجاه أزمة إنسانية أكبر».
لا استخدام لورقة المياه
قال وزير الغابات والشؤون المائية التركي ويسل أرأوغلو إن بلاده لن تستخدم ورقة المياه للضغط على سوريا، مهما كانت الأسباب.
ونقلت وكالة أنباء «الأناضول»، بياناً عن الوزارة ذكرت فيه أن الوزير قال خلال استقباله وفداً من الصحافيين العراقيين، إن «تركيا لن تقطع المياه عن سوريا، مهما تأزمت العلاقات بين الطرفين».
وأضاف أرأوغلو أن «لا مشكلة لدى تركيا أبداً مع الشعب السوري، وتركيا لا تستخدم ولن تستخدم المياه كورقة ضغط على سوريا مهما تدهورت العلاقات بين البلدين».
