وضعت دول عربية خيار التدخل العسكري في سوريا على طاولة البحث والمناقشة في محادثات خلف ابواب مغلقة في الأمم المتحدة، في وقت وصفت وزير الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مجلس الأمن بـ«المشلول»، مشددة على وجوب «السعي لإيجاد وسيلة للتقدم».
وعقد مجلس الامن في اليوم الثاني من اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك اجتماعا وزاريا خصص للربيع العربي واحتلت فيه الازمة السورية حيزا كبيرا من المناقشات.
وعقد وزراء خارجية الدول الاعضاء في الجامعة العربية اجتماعا مغلقا بحثوا فيه سبل التحرك، حيث جرت مناقشات مع الموفد الخاص للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الدبلوماسي الجزائري الاخضر الابراهيمي.
واعرب الامين العام للجامعة نبيل العربي عن اسفه لان «مجلس الامن فشل مرة جديدة في تحقيق اهداف بسبب الخلافات بين الدول الاعضاء الدائمة العضوية فيه».
وصرح الرئيس التونسي المنصف المرزوقي لوكالة «فرانس برس» ان بلاده تؤيد ارسال «قوة حفظ سلام عربية» الى سوريا.
وقال في تصريحات على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة: «عملية عربية لحفظ السلام، نعم، الامر ممكن. سنشجع كل ما يندرج في خانة الحل السلمي، لكن ان لزم الامر، أجل، ينبغي ان تكون هناك قوة تدخل عربية لحفظ السلام».
مجلس مشلول
ودعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون مجلس الامن الى السعي مجددا للتوصل الى اتفاق حول الملف السوري. وقالت خلال الاجتماع الوزاري: «مع تزايد الفظاعات، ما زال مجلس الامن مشلولا واصر على ان نسعى مجددا لايجاد وسيلة للتقدم» نحو اتفاق «من اجل وضع حد لاعمال العنف في سوريا وتحاشي حصول انعكاسات» على الدول المجاورة.
وتستبعد واشنطن اي تحرك عسكري مباشر في سوريا غير ان كلينتون ستعلن هذا الاسبوع عن مساعدة اضافية من المعدات «غير قتالية» للمعارضة السورية، بحسب ما افاد دبلوماسي اميركي.
وعبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس والبريطاني وليام هيغ عن «صدمتهما» امام عجز الدول الـ15 عن التحرك. واعتبر رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون ان دماء عشرات الاف القتلى في سوريا «وصمة عار فظيعة على سمعة الامم المتحدة».
روسيا والصين
ولكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حمل «القسم الاكبر من مسؤولية» العنف في سوريا للدول التي تدعم المعارضة السورية المسلحة وتحضها، بحسب زعمه، على «مواصلة المعركة بدلا من الموافقة على وقف اطلاق النار والحوار مع النظام». واعتبر انه من التناقض ان تطلب هذه الدول نفسها من النظام السوري «استسلاما غير مشروط».
ولزم وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي موقعا دفاعيا، مؤكدا ان «الصين وفت بواجباتها وتصرفت كقوة ايجابية في البحث عن حل سياسي للمسالة». واكد ان «الصين مستعدة للانضمام الى باقي الاسرة الدولية لبذل مجهود من اجل تسوية المسالة السورية بطريقة عادلة وسلمية وملائمة».
لقاءات العربي
التقى الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذكر بيان وزعته الجامعة أن اللقاء اتسم بالمصارحة، وبحث سبل التعاون بين المنظمتين، خاصةً فيما يتعلق بسوريا.
وأجرى الأمين العام لقــاءات مــــع وزراء خارجــــية تركيا وألمانيا والنرويج وإيران تناولت القضـــايا التي يتم تنــــاولها في إطار الأمم المتحــدة، وخاصةً القضايا العربية وكيفية توفير الدعم اللازم لها وعلى رأسها الأزمة السورية والقضية الفلسطينية.
وأجرى العربي عددًا من اللقاءات مع رؤساء ومسؤولي الدول العربية والأجنبية وتركزت المحادثات بين الأمين العام وأمير دول قطر على الجهود العربية لمعالجة الأزمة السورية.
مجموعة إيرانية
اعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد أول من امس ان طهران تسعى الى تشكيل مجموعة اتصال جديدة حول النزاع في سوريا، في مبادرة لن تلقى ترحيبا في دول عدة. وقال الرئيس الايراني خلال مؤتمر صحافي: «نؤمن انه من خلال الحوار الوطني والتوافق يمكن لاطراف النزاع في سوريا التوصل الى حل متين لا يكون مؤقتا».
واضاف: «بالتالي نريد ان نمهد لبدء حوار وتفاهم وطنيين بين الجانبين ونبذل جهودا لتشكيل مجموعة اتصال من دول مختلفة».
ورفض كشف اسماء الدول التي طلبت منها ايران الانضمام الى مجموعة الاتصال مؤكدا انه يأمل في ان تعلن الخارجية الايرانية ذلك في الايام المقبلة. وطهران من دول مجموعة الاتصال الحالية التي تضم ايران ومصر والسعودية وتركيا ودعت الى ارسال مراقبين الى سوريا لوقف دوامة العنف.
