أقرّ الموفد الدولي والعربي الخاص الى سوريا الاخضر الابراهيمي خلال زيارة العاصمة المصرية القاهرة أمس، أنه يواجه «مهمة صعبة جدا»، في لهجة وضعت مهمته في إطار «شرف المحاولة» معبراً عن تطلعه لمقابلة الرئيس بشار الأسد، في وقت قال الأمين العام لجامعة الدول العربية د. نبيل العربي إن الإبراهيمي يرفض وضع محددات لمهمته «لأنه سيعمل وفق وضع جديد ومنحى جديد»، بينما عقد اجتماع رباعي في القاهرة على مستوى كبار المسؤولين من مصر وايران وتركيا والسعودية بحث الأزمة السورية في لقاء لم يرشح عنه الكثير من التفاصيل.

وقال الأخضر الابراهيمي للصحافيين بعد محادثات مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي: «أدرك تمام الإدراك بأن المهمة صعبة جدا، إلا انني رأيت ان من حقي ان احاول قدر المستطاع ان اقدم مساعدة للشعب السوري».

خدمة السوريين

وتابع الإبراهيمي: «قلت في نيويورك وأكرر هنا .. انا في خدمة الشعب السوري وحده ولا سيد لي إلا الشعب السوري، وأن من كلفني بهذه المهمة، الأمم المتحدة والجامعة العربية، سيجدون مصلحته كاملة في تقديم الخدمة للشعب السوري».

وأعرب عن اعتقاده أن المنظمتين لا مصلحة لها إلا مصلحة الشعب السوري، «ولهذا سأذهب إلى دمشق بعد بضعة أيام وألتقي المسؤولين وأناساً من المجتمع الدولي ومثقفين في العاصمة وغير العاصمة». وفي رده على سؤال حول هل سيلتقي بشار الأسد في أثناء زيارته إلى سوريا، قال الإبراهيمي: «آمل ذلك، لكن لا أعرف».

وأعلن الإبراهيمي أن مكتب الأمم المتحدة في دمشق سيكون هو مكتب المبعوث المشترك، وسيشرف عليه الدكتور مختار اللماني. وردًا على سؤال حول ما الذي يقدم للشعب السوري، قال: «الشعب السوري الأعزل يتطلع لعودة السلم والاستقرار وتحقيق ما يرنو إليه من حرية وتقدم في الوضع السياسي، وسنعمل على ذلك مع العالم الخارجي».

أفكار للاتصال

من جهته، قال نبيل العربي إن «المهمة الآن هي إيجاد مخرج لما يدور في سوريا»، مشيرًا إلى أن الحالة تتحول «من سيئ إلى أسوأ».

وأضاف العربي أن مهمة الإبراهيمي صعبة ولكن الظروف متغيرة، وهو لديه أفكار للاتصال بالأطراف وإيجاد منحى جديد يؤدي إلى تحقيق الأهداف المرجوة، مؤكدًا تأييد الجامعة للإبراهيمي في مهمته.

وحول مهمته الجديدة وهل تستند إلى المبادرة العربية وتنحية الرئيس السوري بشار الأسد، فضل الأمين العام للجامعة العربية الإجابة عن هذا السؤال بدلا من الإبراهيمي قائلاً: «الجامعة العربية طالبت بدء المرحلة الانتقالية ووجهت نداء للأسد لحقن الدماء»، لافتًا إلى أن الأخضر منذ البداية كان مترددًا، لكن سجله الدبلوماسي يعلمه التاريخ، وأنه لا يرغب أن يكون محددًا بشيء معين، وهدفه هو تحقيق التغيير المطلوب قائلاً: «لا تطلبوا منه محددات؛ لأنه سيعمل وفق وضع جديد ومنحى جديد».

وكشف العربي أنه يعتزم إقامة مكتب برئاسة شخصية دولية لها كفاءة في دمشق بصفة دائمة بحيث يستطيع أن يجري اتصالات مع كل أطراف الأزمة. وتوجه المبعوث المشترك بعد زيارته للجامعة لمقابلة الرئيس المصري محمد مرسي، ووزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو.

اجتماع رباعي وثلاثي

إلى ذلك، وفي حين أعلن في مقر الجامعة العربية أن اجتماعا ثلاثيا سيعقد غداً سيجمع بين الإبراهيمي والعربي ورئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني للبحث في الأوضاع السورية والتحرك الذي سيقوم به الإبراهيمي..

أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية ان الاجتماع الرباعي، على مستوى مندوبين ومن وزارات الخارجية في كل من: مصر وإيران وتركيا والسعودية في القاهرة، جاء «تفعيلاً للمبادرة الرباعية التي أطلقها الرئيس المصري محمد مرسي بشأن الأزمة السورية بمشاركة كل من تركيا إيران والسعودية والهادفة لمواجهة تدهور الأوضاع في سوريا ووضع حد لمعاناة الشعب السوري وإيقاف نزيف الدم من خلال إطلاق عملية سياسية تهدف لتحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والكرامة والانتقال لمجتمع ديمقراطي تعددي».

وصرح مصدر رسمي إنه جرى خلال الاجتماع «تبادل وجهات النظر حول تطورات الأوضاع المأساوية في سوريا والسبل الكفيلة بوقف حمامات الدم وتحقيق تطلعات الشعب السوري، خاصة وأن التداعيات السلبية ستصيب الجميع إذا تعثر التوصل لحل للأزمة».

وأضاف المصدر ان مصر ركزت «على الخروج بتوافق حول عدد من الثوابت أهمها: الوقف الفوري لأعمال القتل والعنف، والحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها، ورفض التدخل العسكري الخارجي في سوريا، وضرورة إطلاق عملية سياسية بمشاركة مختلف أطياف الشعب السوري ومكوناته وصولا لتحقيق آمال وتطلعات الشعب في الديمقراطية والحرية والكرامة وفي نظام سياسي ديمقراطي وتعددي، ومساندة الجهود العربية والدولية المختلفة الهادفة لمعالجة الأزمة، بما في ذلك مهمة المبعوث العربي/الأممي المشترك الأخضر الإبراهيمي».

واكد ان المجموعة الرباعية «منفتحة على أية مساهمات إيجابية من أطراف أخرى مستقبلا وأنها تسعى للتنسيق ودعم كافة الجهود الرامية لإيجاد حل سياسى للأزمة». واوضح ان القاهرة ستطرح «عقد اجتماع لوزراء خارجية الدول الأربع أطراف المبادرة بعد الترتيب الجيد له».

في الأثناء، أوضح مدير مكتب رعاية المصالح الإيرانية لدى القاهرة مجتبي أماني أن نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية أمير عبداللهيان مثّل إيران في الاجتماع.