دعا الغرب إلى «إعادة تقييم» موقفه.. وموسكو تستبعد استخدام دمشق «الكيماوي»

بوتين «يتفهم» تغييراً «غير دموي» في سوريا

ت + ت - الحجم الطبيعي

في موقف لافت، أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس «تفهمه» لتغيير «غير دموي» في سوريا، داعياً في الوقت ذاته الغرب إلى «إعادة تقييم» موقفه، في وقت استبعدت موسكو استخدام نظام دمشق الأسلحة الكيماوية ضد المنتفضين.

واعتبر بوتين في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» بثت امس أن «أول ما يمكن عمله هو إيقاف مد منطقة النزاع في سوريا بالسلاح، ولكن هذا مستمر»، مكرراً وجوب «عدم اتخاذ قرارات تفرض على طرف واحد وتكون غير مقبولة بالنسبة لتطور الأحداث».

واعتبر أن الأمر الأهم حالياً هو «وقف العنف وإجبار كل أطراف النزاع في سوريا، بما فيها الطرف الحكومي وما يسمى بالمنتفضين والمعارضة المسلحة، على الجلوس الى طاولة المفاوضات وتحديد أطر المستقبل، الذي سيكفل الأمن لكل الأطراف المشاركة في العملية السياسية الداخلية». وأردف: «فقط بعد ذلك يمكن الانتقال الى خطوات عملية بخصوص النظام الداخلي للدولة». وقال: «نحن نفهم جيدا ضرورة التغيير، ولكن هذا لا يعني ان التغيير يجب ان يكون دمويا».

وأضاف: «لدينا علاقات طيبة مع العالم العربي بشكل عام، ولكن ليس لدينا رغبة في التدخّل بالنزاعات الداخلية ولا التدخّل في الخلافات بين السنة والشيعة والعلويين»، لافتاً إلى أن الموقف من سوريا «يعبّر عن رغبة واحدة وهي خلق وضع ملائم لتطوير الأوضاع بالاتجاه الإيجابي إلى سنوات عديدة في المستقبل».

شبهات «القاعدة»

وعن وجود شبهات في أن مقاتلي «القاعدة» يحاربون في صفوف الجيش السوري الحر"وتقديم بعض الدول العربية والغربية المساعدة للأخير، قال بوتين: «هم يحاولون استخدام كافة الإمكانيات للوصول إلى النتيجة المنشودة، ولا يفكرون في العواقب. وهذا ما حدث بعد دخول القوات السوفيتية إلى أفغانستان عندما كان شركاؤنا الحاليون يدعمون حركة الثوار هناك وعملياً أسسوا القاعدة التي وجّهت في ما بعد الضربة إلى الولايات المتحدة نفسها».

وعن رد فعل هيئة الأمم المتحدة حيال الوضع في سوريا والنقد الذي يوجه إليها لأنها لم تتمكن من ضمان العمل في جبهة موحدة، اجاب: «أنا أعتقد العكس تماماً، ورأيي يعاكس تماماً ما قلتموه. فإذا كانت هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي تحولتا الى دائرة لإصدار القرارات لصالح جهة واحدة، فهذا بالفعل يعني انتهاء وجودها كما حصل مع عصبة الأمم». واستطرد: «ولكن مجلس الأمن والأمم المتحدة بشكل عام هي منظمة لإيجاد الحلول الوسط وهذه عملية صعبة، ولكن فقط من نتائج هذه العملية الصعبة يمكن أن ننتظر النجاح».

موسكو تستبعد

وبالتوازي، استبعد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف احتمال قيام دمشق باستخدام الأسلحة الكيميائية. ونقلت وكالة الأنباء الروسية عن ريابكوف، قوله إن موسكو «على قناعة تامة أن الحكومة السورية تتخذ كافة الإجراءات اللازمة لتأمين الأسلحة الكيميائية»، مشيرا إلى أن روسيا «تلقت تأكيدات رسمية من دمشق بهذا الشأن».

 وأضاف ريابكوف أن «استخدام دمشق للأسلحة الكيميائية مستحيل.. إننا نستبعد احتمال استخدام الأسلحة الكيميائية السورية للأهداف القتالية». وأشار الى أن الوضع في سوريا «صعب جدا». وقال ريابكوف إن «مشكلة تأمين الأسلحة الكيميائية ما زالت قائمة، وسوريا ليست طرفاً في معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية، وبالتالي فإن امتلاك دمشق لتلك الأسلحة لا يعد مخالفة للمعاهدة أو أية التزامات».

شلل

 

انتقد المندوب الألماني لدى الأمم المتحدة بيتر فيتيش «تردد» المنظمة الدولية بشأن حسم الأزمة السورية. وقال في تصريحات من مقر الأمم المتحدة في نيويورك: «ثمن اختلافنا يدفعه المدنيون». وأردف:«نأسف لأننا مشلولون إلى هذه الدرجة. الوضع في سوريا مأساوي». يشار إلى أن روسيا والصين عرقلتا أكثر من مرة إصدار قرار من مجلس الأمن ضد النظام السوري باستخدامهما حق النقض.

Email