استمرارا للعمليات النوعية التي يبدو ان الجيش السوري الحر بدأ يتجه اليها، بعيد الحديث عن تدمير 10 طائرات حربية، اعلن الثوار امس اسقاط طائرة «ميغ» حربية للجيش النظامي، هي الثانية منذ بدء الثورة، ليرد النظام بمجزرة في المنطقة، في وقت كشفت مصادر عن مقتل ثمانية آلاف جندي وعنصر امن خلال الاحداث، توازيا مع تواصل الاشتباكات العنيفة في العاصمة دمشق وريفها ومناطق متفرقة، حصدت عشرات القتلى.
وقال قائد المجلس الثوري العسكري للجيش السوري الحر في محافظة ادلب العقيد عفيف محمود سليمان ان «الطائرة اسقطت ونزل الطياران بمظلتين وتم القبض عليهما»، مضيفا انه «اثناء مداهمة مطار ابو الظهور، اقلعت طائرة ميغ، وقبل ان تأخذ ارتفاعها، اطلق عليها النار من الرشاشات ما ادى الى احتراقها ليقفز بعدها الطياران بالمظلات». وذكر سليمان ان «العملية نوعية وجرى التخطيط لها على مدى ثلاثة ايام وشارك فيها مئات الثوار»، متحدثا ايضا عن «احراق 11 طائرة ميغ في المطار كانت تقصف مدن المحافظة». وطائرة «ميغ» هي الثانية التي يتم اسقاطها منذ بدء الاحداث. ورد النظام بمجزرة في ابو الضهور ادت الى مقتل 18 وجرح العشرات.
حصيلة جديدة
وبالتوازي، قال مسؤول في مستشفى تشرين العسكري بالعاصمة دمشق ان اكثر من ثمانية آلاف عنصر امني وعسكري سوري قتلوا منذ بدء الثورة. وافاد المسؤول، الذي رفض الكشف عن هويته، في تصريحات لوكالة «فرانس برس»: «بتقديري قتل اكثر من ثمانية آلاف جندي وعنصر امني منذ بداية الازمة»، علما ان اكثر من 25 الف شخص قتلوا.
اشتباكات متفرقة
الى ذلك، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والجيش النظامي في دمشق. وفيما تحدث المرصد عن اشتباكات بين القوى المعارضة المسلحة والقوات النظامية في محيط مبنى الاستخبارات الجوية في حرستا في ريف دمشق، اعلنت لجان التنسيق المحلية عن اندلاع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام في حي التضامن جنوب دمشق. واشارت لجان التنسيق الى «اطلاق نار من رشاش الدوشكا ومدفعية دبابات النظام على الحي». وفي مناطق اخرى، ذكر المرصد السوري ان احياء في حلب وحمص وادلب تعرضت الى القصف من قبل القوات النظامية.
ودارت في مدينة دير الزور اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة الثائرة والقوات النظامية السورية في مناطق جسر الجورة وبالقرب من مقر الامن العسكري فيما تعرضت احياء الجبيلة والبعاجين الى قصف عنيف من قبل القوات النظامية. وذكر المرصد ان «عناصر من الكتائب المقاتلة قامت بقصف مقر الامن العسكري في مدينة البوكمال» الواقعة عند الحدود مع العراق بقذائف الهاون.
جرائم حرب
من جهة اخرى، اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» القوات الحكومية السورية بارتكاب جرائم حرب في حلب عبر استهداف عشرة مخابز فيها على الاقل بأعمال قصف او من خلال طائرات. وذكرت المنظمة في بيان ان «القوات الحكومية السورية قصفت بالمدفعية واسقطت قنابل من طائرات على او بالقرب من عشرة مخابز على الاقل في محافظة حلب على مدار الاسابيع الثلاثة الماضية». وتابعت ان «الهجمات على افضل تقدير عشوائية بتهور ويبدو من عدد الوقائع المتكررة ونمطها ان القوات الحكومية كانت تستهدف المدنيين»، مضيفة ان «الهجمات العشوائية المتهورة والاستهداف العمدي للمدنيين، على السواء، من جرائم الحرب».
واشارت «هيومن رايتس ووتش» الى ان هذه الهجمات «ادت الى مقتل واصابة الكثير من المدنيين الذين كانوا يقفون لشراء الخبز». واوضحت ان احد هذه الهجمات ادى في 16 اغسطس الى «مقتل ما يناهز الستين شخصا واصابة اكثر من سبعين آخرين».
تحذير إنساني
حذّرت المنظمة الخيرية البريطانية «أنقذوا الأطفال» أمس من تفاقم أزمة اللاجئين في سوريا، واشارت إلى أن 30 ألف سوري غادروا بلادهم إلى الدول المجاورة خلال الأسبوع الماضي.
وقالت المنظمة المدافعة عن حقوق الأطفال حول العالم إن توقعات الأمم المتحدة بوصول عدد اللاجئين السوريين إلى 200 ألف لاجئ بنهاية العام الحالي «تحققت بالفعل، لكن جهود الإغاثة لا تزال تعاني من نقص التمويل من قبل المجتمع الإنساني، والذي لم يوفّر سوى 33 في المئة من المساعدات المطلوبة». واشارت المنظمة إلى أن 65 في المئة من سكان مخيم الزعتري في الأردن هم من الأطفال، «غير أن نقص التمويل الضخم والارتفاع الحاد بأعداد الأسر الوافدة من سوريا سببا خللاً بعمليات تسجيل اللاجئين السوريين وتزويدهم بالمساعدات، ما ترك العديد منهم من دون الإمدادات الأساسية، مثل الغذاء والرعاية الصحية».

