شهدت أحياء العاصمة السورية دمشق، أمس، في ثاني أيام عيد الفطر، اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الجيش السوري الحر والقوات النظامية، أدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، وكان أشد تلك الاشتباكات في معضمية الشام التي شهدت اقتحاماً لدبابات النظام ومقتل ما لا يقل عن 20 شخصاً، تزامناً مع مقتل قرابة 12 آخرين، حين فتحت مروحية هليكوبتر نيرانها صوب المنازل في ضاحية درايا بريف دمشق، وفيما أعلن المجلس الوطني السوري المعارض بلدة الحراك بمحافظة درعا «مدينة منكوبة»؛ استمر القصف الجوي والمدفعي لأحياء حلب وريفها.

وشهدت العاصمة السورية دمشق وأحياؤها وريفها، اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وعناصر الجيش الحر، وكان أعنف الاشتباكات وأكثرها دموية، تلك التي جرت في معضمية الشام التي اقتحمتها دبابات النظام مخلفة أكثر من 20 قتيلاً.

وأفادت لجان التنسيق والهيئة العامة للثورة السورية عن اقتحام قوات النظام لبلدة معضمية الشام، ضاحية دمشق الجنوبية، بعد ساعات من القصف العنيف.

وقالت مصادر المعارضة، إن أكثر من 20 شخصاً قتلوا خلال العملية العسكرية المستمرة في بلدة معضمية الشام. كما سقط عشرات الجرحى، وتهدمت الكثير من المنازل جراء القصف المستمر الذي أصاب مشفى المدينة.

دبابات سورية تضرب حيا في دمشق، ومعارضون يتصدون للهجوم

وقالت ناشطة، طلبت عدم الكشف عن هويتها: «بدأ الهجوم في السادسة صباحاً، حيث أرسلت دبابات من قاعدة مطار المزة واللواء 555 من السومرية، وهي تحاصر المعضمية حتى الآن»، وأضافت أن «المعارضة صدت محاولة على الأقل من وحدة دبابات لدخول الضاحية الجنوبية الغربية».

وأظهرت لقطات فيديو وضعت على موقع يوتيوب عدم وجود حركة في شوارع المعضمية التي تضم مباني منخفضة، ولم يكسر حاجز الصمت سوى قصف القوات السورية.

ووفقاً لسكان وناشطين من المعارضة، «دخلت قوات سورية المعضمية في نهاية يوليو بعد هجوم استمر يومين قتل فيه 120 شخصاً».

اشتباكات دمشق

وفي داريا بريف دمشق، قال سكان ونشطاء بالمعارضة، إن «طائرة هليكوبتر حربية هاجمت الضاحية فقتلت ما لا يقل عن 12 شخصاً». وقال شهود إن قصف طائرات الهليكوبتر استهدف أيضاً حي كفر سوسة، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدة أشخاص.

كما دارت اشتباكات عنيفة في أحياء العاصمة: العسالي والقدم وجوبر والتضامن، أدت إلى مقتل أكثر من 25 شخصاً. وقالت لجان التنسيق المحلية إن الاشتباكات دارت في الأحياء الدمشقية بدءاً من منتصف ليل الأحد وحتى ساعة إعداد هذا التقرير، وإن النظام استخدم سلاح الدبابات والمدرعات والقذائف الصاروخية. وأوضحت لجان التنسيق أن «الاشتباكات اندلعت في جوبر إثر استهداف الجيش الحر لأحد الحواجز في المنطقة».

مدينة منكوبة

وفي مدينة درعا، جنوبي البلاد، أعلن المجلس الوطني السوري المعارض، بلدة الحراك «مدينة منكوبة»، إثر قصف عنيف للبلدة خلّف عشرات القتلى والجرحى.

وذكر المجلس الوطني السوري المعارض أن النظام السوري «يشن لليوم الثاني هجوماً وحشياً على المدينة، مستخدماً الطائرات المروحية والدبابات والمدفعية الثقيلة». وأوضح أن هذا الهجوم يأتي بعد «قرابة ثلاثة أشهر من الحصار الخانق». وأعلن المجلس، الحراك «مدينة منكوبة»، مشيراً إلى أنها «تعاني كارثة إنسانية».

ودعا المنظمات الدولية والمجتمع الدولي إلى التحرك بسرعة «لمنع استكمال المجزرة التي ينفذها النظام فيها». ونقل بيان المجلس عن شهود أن قوات النظام تستقدم مزيداً من التعزيزات العسكرية، داعياً «كافة الكتائب الميدانية إلى العمل المشترك، وتوحيد الجهود لفك الحصار عن المدينة».

ودارت اشتباكات عنيفة في درعا، أمس، ووفق مصادر للمعارضة، فإن سلاح الطيران والمدفعية ركزا القصف على مدينة درعا وريفها، ما تسبب بسقوط عشرات القتلى والجرحى. وأفادت حصيلة أولية عن سقوط قرابة 30 شخصاً، نصفهم من المدنيين.

اشتباكات حلب

وفي حلب، سجلت أمس اشتباكات في حي سليمان الحلبي في شرق المدينة، بحسب ما أفاد المرصد السوري، الذي أشار أيضاً إلى تعرض أحياء الشعار وسيف الدولة والإذاعة وبستان القصر وطريق الباب ومناطق في حي صلاح الدين للقصف من القوات النظامية، ليغطي القصف بذلك معظم أحياء المدينة.

كما أفاد المرصد وناشطون، عن قصف على بلدة تل رفعت في ريف حلب استخدمت فيه الطائرات الحربية، وعلى بلدة تادف، حيث قتل شخصان، بحسب المرصد، وعلى مدينة الباب.