أطلق الجيش المصري فجر أمس حملتين أمنيتين كبيرتين أمس في شبه جزيرة سيناء، في إطار الحملة الكبرى التي يشنها منذ نحو عشرة أيام لمواجهة خطر المتطرفين والمسلحين، حيث اعتقل خمسة مطلوبين، في وقت أعرب مصدر عسكري مصري عن «صدمته» من تصريحات الجانب الاسرائيلي التي طالب فيها القاهرة سحب قواتها العسكرية التي دفعتها إلى سيناء.
وشنّت قوات الجيش والشرطة في مصر حملتين أمنيتين كبيرتين في سيناء. وانطلقت حملة أمنية كبيرة ومفاجئة من أمام مقر مديرية أمن شمال سيناء على إحدى البؤر الإرهابية بقرى مدينة الشيخ زويد ورفح لاستهداف العناصر المتطرفة من تنظيم الجهاديين في سيناء، فيما انطلقت الحملة الثانية داخل مدينة العريش، في حين يتوقع خبراء أن «تكون هذه الحملة عنيفة نظرا لشراسة الجهات المستهدفة».
اعتقالات وإصابتان
على الصعيد ذاته، اعتقلت قوات الشرطة والجيش خمسة أشخاص بينهم فلسطينيان في الحملتين.
وأكّد مصدر أمني مصري كبير أنّ «الحملة الامنية الأولى داخل مدينة العريش استهدفت أحد المنازل في حي الصفا بمدينة العريش»، لافتاً إلى أنّها «استهدفت فلسطينيين اثنين من العناصر التي وضعت تحت المراقبة منذ فترة»، ومضيفاً أنّ «معلومات وردت إلى القيادات الأمنية في مدينة العريش بمزاولة عنصرين فلسطينيين نشاط تهريب المخدرات والسلاح».
من جهتها، قالت مصادر أمنية في العريش إنّ «ضابطين من قوات الجيش المصري أصيبا خلال الحملة إثر تعرض المدرعة التي كانا يستقلانها لقذيفة ار بي جي خلال عودة الحملة العسكرية من مدينة رفح باتجاه مدينة العريش».
موقف ورد
وفي سياق متصل، قال مصدر عسكري كبير في سيناء إنّ «الجيش والحكومة والشعب المصري صدموا من تصريحات الجانب الاسرائيلي التي طالب فيها مصر سحب قواتها العسكرية التي دفعتها إلى سيناء لمحاربة الارهاب»، قائلاً إنها تعد «خرقاً لاتفاقية كامب ديفيد».
وأضاف المصدر أنّ «مصر تملكتها الحيرة من مواقف إسرائيل الازدواجية تجاهها»، مشيراً إلى أنّ «اسرائيل أبدت في البداية أسفها من تنامي الإرهاب في سيناء وتعاطفت مع مصر، بل وعرضت المساعدة وطالبت مصر مرارا بضرورة الالتفات للقضاء على الارهاب في سيناء».
وأشار المصدر إلى أنّ بلاده «دفعت بتعزيزات عسكرية لشمال سيناء بهدف مواجهة العناصر الارهابية الخطيرة والتي وصلت أعدادها الآلاف، فضلاً عن استحواذها على كميات كبيرة من الأسلحة والصواريخ مهددة بذلك الأمن القومي للمنطقة بأكملها، ما تطلّب مواجهتها بأعداد كبيرة من الجنود مدعومين بآليات عسكرية ثقيلة حتى تكون الكفة لصالح الجيش المصري ويتمكن من القضاء عليها».
